السينما في السعودية
السبت / 19 / ربيع الثاني / 1439 هـ السبت 06 يناير 2018 04:02
عبير بلوش
دخل التلفزيون إلى البيوت السعودية منذ 55 عاماً (عام 1962) لم تقم الدنيا وتقعد، بل تحول الجهاز الذي وصفناها وقتها بالعجيب إلى صديق للأسرة وباعث للبهجة في كل بيت، تحول إلى صاحب نستأنس بوجوده ونحن نشاهد مباريات كرة القدم والمصارعة والأفلام والمسلسلات، وصار لا يفارق أبناءنا الصغير قبل الكبير، ينقل لنا الحدث من شتى بقاع العالم ونحن نجلس على مقاعدنا الوثيرة.
وفي الخمسينات والسبعينات الميلادية من القرن المنصرم كان المثقفون والمتعلمون منا ينتظرون إجازة نهاية الأسبوع حتى يدخلوا إلى مجمعات أرامكو السكنية في مدينة الظهران بالمنطقة الشرقية يشاهدون أحدث الأفلام الأمريكية، وفي عام 1966 أجرى الملك فيصل بن عبدالعزيز «طيب الله ثراه» اتفاقية مع شركات أمريكية لبناء شبكة من دور السينما يرتادها السعوديون والعرب.. وهذا كلام دقيق ذكره المؤرخ الفرنسي جورج سادول في كتابه الشهير (تاريخ السينما في العالم).
وبعد هذا التاريخ ظل السعوديون يذهبون إلى دور السينما في البيوتات الشهيرة بوسط جدة، والأندية الرياضية والسفارات الأجنبية والبيوتات، وعاش سكان العروس تجربة السينما على مدار 3 عقود، حيث كانت تنتشر في 10 مواقع ضمن قاعات اعتمدت لتقديم شيء من الترفيه البريء معتمدة على سلسلة من الأفلام العربية والأجنبية التي استحوذت على اهتمام الشارع العام حينذاك، قبل أن يتم إغلاقها بعد أن رأى المسؤولين أنها تدار بشكل عشوائي.
وقفزت السينما إلى الواجهة من جديد بعد أن قررت وزارة الثقافة والإعلام منح تراخيص السينما بداية من عام 2018 لتعيد الأمور إلى نصابها، دون أن تغير جديدا من الأمر، فهي لم تخترع بدعة جديدة، بل أعادت أمرا كان قائما وتعايش معه السعوديون سنوات طويلة، ستعود السينما بشكل أكثر تنظيماً بعيداً عن العشوائية القديمة، بعد أن وقع صندوق الاستثمارات العامة، مذكرة تفاهم مع أكبر مزوّد ومشغّل لدور السينما في العالم، لتطوير هذا القطاع الذي يحمل فرص استثمار واعدة ويقدم أنواع مثيرة ومشوقة من الترفيه القائم على التوجيه والتثقيف والرقابة.
الغريب أن يظهر بيننا من يضخم في عودة السينما للسعودية ويصور الأمر على أنه دعوة للانحلال والتخلي عن عادات وتقاليد المجتمع، ويتناسى هؤلاء أن التلفزيون الذي دخل بيوتنا دون استئذان ربما يكون أشد خطورة مئة مرة من السينما، فقد تحول إلى وسيلة ترفيه مجانية في أيدي أطفالنا وبناتنا، وربما يستخدم بطريقة خاطئة، في حين سيذهب من يريد الدخول للسينما إليها ويدفع التذاكر ويشاهد أفلاما مرت على أجهزة رقابية.. أي تناقض هذا الذي نعيشه؟
abeer@servo.com.sa
وفي الخمسينات والسبعينات الميلادية من القرن المنصرم كان المثقفون والمتعلمون منا ينتظرون إجازة نهاية الأسبوع حتى يدخلوا إلى مجمعات أرامكو السكنية في مدينة الظهران بالمنطقة الشرقية يشاهدون أحدث الأفلام الأمريكية، وفي عام 1966 أجرى الملك فيصل بن عبدالعزيز «طيب الله ثراه» اتفاقية مع شركات أمريكية لبناء شبكة من دور السينما يرتادها السعوديون والعرب.. وهذا كلام دقيق ذكره المؤرخ الفرنسي جورج سادول في كتابه الشهير (تاريخ السينما في العالم).
وبعد هذا التاريخ ظل السعوديون يذهبون إلى دور السينما في البيوتات الشهيرة بوسط جدة، والأندية الرياضية والسفارات الأجنبية والبيوتات، وعاش سكان العروس تجربة السينما على مدار 3 عقود، حيث كانت تنتشر في 10 مواقع ضمن قاعات اعتمدت لتقديم شيء من الترفيه البريء معتمدة على سلسلة من الأفلام العربية والأجنبية التي استحوذت على اهتمام الشارع العام حينذاك، قبل أن يتم إغلاقها بعد أن رأى المسؤولين أنها تدار بشكل عشوائي.
وقفزت السينما إلى الواجهة من جديد بعد أن قررت وزارة الثقافة والإعلام منح تراخيص السينما بداية من عام 2018 لتعيد الأمور إلى نصابها، دون أن تغير جديدا من الأمر، فهي لم تخترع بدعة جديدة، بل أعادت أمرا كان قائما وتعايش معه السعوديون سنوات طويلة، ستعود السينما بشكل أكثر تنظيماً بعيداً عن العشوائية القديمة، بعد أن وقع صندوق الاستثمارات العامة، مذكرة تفاهم مع أكبر مزوّد ومشغّل لدور السينما في العالم، لتطوير هذا القطاع الذي يحمل فرص استثمار واعدة ويقدم أنواع مثيرة ومشوقة من الترفيه القائم على التوجيه والتثقيف والرقابة.
الغريب أن يظهر بيننا من يضخم في عودة السينما للسعودية ويصور الأمر على أنه دعوة للانحلال والتخلي عن عادات وتقاليد المجتمع، ويتناسى هؤلاء أن التلفزيون الذي دخل بيوتنا دون استئذان ربما يكون أشد خطورة مئة مرة من السينما، فقد تحول إلى وسيلة ترفيه مجانية في أيدي أطفالنا وبناتنا، وربما يستخدم بطريقة خاطئة، في حين سيذهب من يريد الدخول للسينما إليها ويدفع التذاكر ويشاهد أفلاما مرت على أجهزة رقابية.. أي تناقض هذا الذي نعيشه؟
abeer@servo.com.sa