صوت المواطن

الاحتراق الوظيفي.. السبب والعلاج

سندي

د. ياسر عمر سندي*

يعود الاحتراق الوظيفي بالدرجة الأولى إلى سبب نفسي من خلال تعرض الموظف إلى مجموعة عوامل، منها الإجهاد الذهني والاستنفاذ الانفعالي والتبلد الشخصي والإحساس بعدم الرضا عن الأداء الشخصي والمهني. وعندما لا يكون هناك توافق بين طبيعة العمل وشخصية الموظف يشعر بأن لديه أعباء كثيرة يجب إنجازها في فترة قصيرة، وبمصادر محدودة فيظهر الإحباط ومن ثم الكبت، وأيضاً التراكمات القديمة التي تتكوّن في العقل الباطن وفي اللاشعور فجميعها تؤدي إلى الانفجار الذي يحدث للموظف ويصيبه بحالة من الهيجان والغضب فتظهر علامات الأمراض، وما يسمى في علم النفس «الاضطرابات النفس جسمية» «السيكوسوماتية»، من ضغط وسكر وقولون عصبي، التي تكون المسببات النفسية هي السبب الرئيسي وراءها، أو أن تظهر على الموظف علامات وتصرفات في لغة جسده كالسلوك اللفظي أو البدني أو سلوكه الإيمائي غير اللائق، وكل ذلك يُعد مؤشرا قويا لعلامات الاضطراب النفسي للموظف، إضافة إلى أن هناك نتائج عدة، يسببها الاحتراق الوظيفي مثل تدني مستوى العمل للموظف وارتباكه في إنجاز أعماله وشعوره بعدم الرضا والولاء لعمله ومنظمته.

فهنالك بعض الوسائل المساعدة لتفادي الإصابة بالاحتراق الوظيفي، وطرق ذاتية يقوم بها الموظف تعينه وتساعده على تخطي هذه العقبة وأيضاً آليات أخرى يستخدمها المديرون والمشرفون تجاه الموظفين، ما يقوم به الموظف من آليات معينة لتهدئة الضغوط المباشرة عليه أولا الاستعانة بالله أولاً وأخيراً والتوكل عليه والإيمان أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، ثانيا التركيز على العمل الذي يستطيع إتقانه بشكل جيد، ثالثا الاسترخاء والتمتع أكثر بنهاية الأسبوع مع الأسرة، رابعا الحرص على اكتساب مهارات عملية وعلمية إضافية، وعدم تهويل الأمور وتكبيرها، خامسا استخدام التفكير المنطقي الذي ينتج عنه تبسيط للمشاكل وإبعاد للأفكار السلبية، سادسا البعد عن الموظفين المحبطين والتقرب من المتفائلين.

وما يجب أن يتقنه المديرون والمشرفون من آليات تجاه الموظفين، وإعطاء الموظف قدرا كافيا من العناية والاستماع والثقة، وتوضيح خطة العمل وتوزيع المهمات والمسؤوليات بشكل عادل، وتقدير المشاكل الخاصة للموظف من مرض أو مشاكل عائلية وغيرها، وإعطاء الموظف صلاحية اتخاذ القرار في المسائل التي يحسن إنجازها، ومكافأة الموظف مادياً أو معنوياً عندما ينجز ويبذل جهدا في عمله، وتقليل المراقبة المتركزة على الموظف لأن ذلك يشعره بالتوتر، ومنح الموظف راحة وإجازة في حال تكرار إخفاقه في عمله، وأخيراً يجب أن يستشعر الموظف أن العمل عبادة، فعليه تأدية عمله على أكمل وجه.

* متخصص في السلوك التنظيمي وإدارة المعرفة

yasindi@gmail.com