كتاب ومقالات

الوجه الناعم للجماعات الإرهابية

ولكم رأي

سعيد السريحي

المرصد السياسي في مركز أبحاث سياسة الخليج بمعهد واشنطن أشاد بنجاح المملكة في تجفيف منابع الإرهاب ومحاصرة الجماعات الإرهابية والقضاء على المنتمين إليها، وما رصده معهد واشنطن لمسه المواطنون جميعا، ليس في ما باتوا يعيشونه من أمن واستقرار بعد أن فشلت تلك الجماعات الإرهابية من النيل منهم والعبث باستقرارهم فحسب، بل بما باتوا يشهدونه من قرارات تؤكد أننا تجاوزنا مرحلة التشدد والتطرف التي حاولت أن تنتزع منا طبيعتنا الإنسانية وحقنا في الحياة كبقية شعوب الأرض.

وقد ساعد على ذلك ما لمسه المواطنون جميعا من تهديد الجماعات الإرهابية لحياتهم ومصالحهم بما كانوا يقومون به من أعمال إجرامية لم تنجُ منها المساجد وبيوت الناس الآمنين، ومن ثم شكل افتقار الحاضنة الاجتماعية لتلك الجماعات الإرهابية سبيل القضاء عليها بعد أن عزلتها أعمالها عن الناس.

غير أن للجماعات الإرهابية وجهها الناعم الذي يمكن له أن يخادع الناس ويستميلهم فيميلون إليها دون أن يكون لديهم علم بأجندتهم الخفية التي تهدف من وراء لين الدعوة والعمل في المجالات الخيرية إلى إطباق قبضتها على ضمائر الناس، فإذا ما تحقق لهم ذلك صادروا حرية الناس واستعبدوهم، لا يأتمرون بغير أمرهم ولا يقدمون على شيء بغير إذنهم، وعمدوا إلى مختلف جوانب الحياة فسلبوا منها الفرح والسعادة، ونموذج ذلك جماعة الإخوان المسلمين وتنظيماتها السرية وأجندتها الخفية، وإذا كانت المملكة قد اتخذت خطوات جادة في القضاء على ما لهذه الجماعة من تنظيمات وما لها من أتباع، فإن القضاء الحقيقي على هذه الجماعة إنما يتحقق باستئصال ما بثته من أفكار في المجتمع تظهر شيئا وتخفي أشياء وتعد بما لا تفي به وتبطن غير ما تعلنه، والقضاء الحقيقي إنما يتحقق ببرنامج طويل المدى يهدف إلى إعادة الوعي الذي سلبته هذه الجماعة المكفرة من الناس.

Suraihi@gmail.com