الناس

العرفج لـ «عكاظ»: حورية الإندونيسية أم العائلة.. سنزورها قريباً

اعتبر دفعها على الكرسي المتحرك إلى المطار تقديراً لإخلاصها 33 عاماً

عبدالعزيز الربيعي (مكة المكرمة) florist 600@

توقف المسافرون في صالة المغادرة في مطار الملك فهد الدولي بالمنطقة الشرقية، أمام حالة الحزن التي عاشتها أسرة العرفج، وهي تودع عاملتها الإندونيسية حورية، بعد أن عملت في منزلهم ما يزيد على 33 عاما، فكانت الدموع وعبارات الثناء والوداع سيدة الموقف.

وذكر عبدالله بن مساعد العرفج لـ«عكاظ»، أن العاملة المنزلية حورية والدة العائلة جميعا، مشيرا إلى أنها في مقام الأم التي سهرت لرعاية جده لوالدته راشد الرشيد وجدته حتى وفاتهما يرحمهما الله، قبل أن تنتقل إلى العمل في منزلهم.

واسترجع العرفج شريط الذاكرة الممتد لـ33 عاما، معتبرا تلك السنوات رغم طولها إلا أنها مرت سريعا في لحظات مغادرتها من المطار دون عودة، مبينا أن أفراد العائلة لم يتمكنوا من حبس دموعهم لحظات الوداع، فانفجر الأبناء والبنات بالبكاء، «حتى والدتي التي كانت لها نعم الأخت والصديقة لم تتمالك نفسها لحظات الوداع».

وأوضح العرفج أن حورية وصلت في عام 1406، حينما كان في السادسة من العمر، لتعمل لدى جده راشد الرشيد (رحمه الله)، حيث عملت على رعايته وجدته حتى انتقلا إلى رحمة الله تعالى.

وقال العرفج: «استمرت حورية في العمل مع العائلة طيلة هذه السنين، إذ كانت تغادر البلاد وتعود ثانية للعمل في المنزل، لكنها وبعد تلك السنوات فضلت المغادرة نهائيا لينقلب المنزل رأسا على عقب وقت إعلانها ذلك»، مشيرا إلى أن الكثيرين شاهدوهم وهم يدفعون الكرسي المتحرك التي كانت تجلس عليه، رغم أنها بكامل صحتها ولا تعاني من أي إعاقة، ملمحا إلى أن ذلك التصرف جاء تكريما لها، ولأنها بمثابة الأم وتقديرا للسنوات التي قضتها في خدمتهم.

وأضاف: «كانت تحملنا على كتفها وتراعي أوضاعنا، فضلنا أن نعيد جزءا من الجميل بدفعها على العربة حتى بوابة الطائرة، وهذا أقل ما يقدم لإنسانة كانت نعم الأم والأخت والقريبة التي نأتمنها على جميع ما في المنزل وعلى جميع أفراد العائلة»، موضحا أن العائلة اجتمعت قبل مغادرتها وقررت زيارتها في قريتها في إندونيسيا قريبا، للوقوف على وضعها وصحتها وسيبقى هذا التواصل ما حيينا.

وأشار إلى أنه لم يكن يتوقع أن ينتشر المقطع الذي التقط وهم يودعونها في المطار، مبينا أن تلك المشاهد كانت عفوية وحدثت دون ترتيب أو تنسيق.