النصر المجهول صار معلوماً.. وملفات شائكة على طاولة المالك!
الأحد / 04 / جمادى الأولى / 1439 هـ الاحد 21 يناير 2018 02:41
قراءة: صالح الفهيد salehalfahid@
يحظى رئيس نادي النصر المكلف سلمان المالك بتعاطف والتفاف نصراوي واسع النطاق، فالجميع يدرك التركة الثقيلة التي أورثها إياه سلفه رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي من الديون والمشكلات التي لها أول وليس لها آخر.
ولهذا كثيرون في البيت النصراوي اعتبروا قبول المالك للرئاسة خطوة شجاعة، وتنطوي على قدر كبير من المغامرة، خصوصاً أن بعض الإعلاميين النصراويين المحسوبين على الإدارة السابقة حاولوا إقناع جماهير النادي بألاّ أحد سيخلف الرئيس السابق الأمير فيصل بن تركي فيما لو استقال، وكرروا كثيرا أن «المجهول» هو الذي ينتظر النادي بعد «كحيلان»!.
لكن المفاجأة الجميلة التي لم تكن بالحسبان، هندسها وخطط لها ببراعة مذهلة رئيس هيئة الرياضة الأستاذ تركي آل الشيخ وقدمها هدية للنصراويين، فصار المجهول معلوماً.
والحقيقة أن قبول سلمان المالك التكليف لم يكن أمراً يسيراً، إذ علمت «عكاظ» أن المالك عندما تلقى العرض من رئيس الهيئة حاول أن يطلب مهلة للتفكير والتشاور مع المقربين منه، إلا أنه لم يحصل على هذه المهلة، فقد كان الوقت ضاغطاً على الجميع، ولم تمضِ دقائق على مكالمة الرجلين حتى أعلن النبأ.
الاستحقاقات المالية الصعبة
لكن لحظات التغيير الجميلة والمبهجة اصطدمت سريعا بالحقائق الصعبة التي يعيشها النادي، فمنذ اليوم الأول الذي جلس فيه المالك على كرسي إدارة النادي وجد على طاولته جملة من الملفات الشائكة والمتراكمة.
وكانت قضية تجديد عقود عدد من نجوم الصف الأول تطل برأسها، وتكشر بأرقامها الفلكية التي يطالب بها هؤلاء النجوم، وبعضهم يدعم مطالبه بالتلويح بالانتقال إلى أندية أخرى مستعدة للدفع فوراً، وهذا الواقع يفرض على رئيس النادي خوض مفاوضات ماراثونية وصعبة مع هؤلاء من أجل إقناعهم بتخفيض مطالبهم.
وقريب من هذا الملف يقبع ملف رواتب نجوم الفريق المتأخرة التي تحمل رقماً مليونياً مخيفاً، ويكفي أن نشير إلى ما كشفه أخيراً مهاجم الفريق محمد السهلاوي عن أنه يطلب النادي أكثر من 15 مليونا رواتب ومقدمات عقود متأخرة! ولا تسألوا عن استحقاقات شايع شراحيلي وحسين عبدالغني والفريدي والعنزي وغالب وغيرهم، وكل واحد من هؤلاء يطلب النادي بضعة ملايين.
والاستحقاقات المالية لا تنتهي عند هذا الملف، فثمة ملف آخر تركه الرئيس السلف للرئيس الخلف، وهو مثقل بالأرقام المليونية وبالدولار هذه المرة، إذ يحتوي هذا الملف على القضايا المرفوعة في الفيفا ضد نادي النصر من قبل مدربين ولاعبين محترفين يطالبون النادي بمستحقاتهم المالية التي ماطلت إدارة النادي السابقة في الوفاء بها، وبعض هؤلاء حصلوا على أحكام قطعية بالسداد، فيما لايزال الفيفا ينظر الشكاوى المرفوعة من بعضهم الآخر!.
أزمة تلوح في الأفق
وبالجملة فرئيس النادي مطالب بمعالجة ملف الديون والمستحقات المالية التي يبلغ حجمها نحو ربع مليار ريال، وقبل أن يستوعب سلمان المالك هذه الحقيقة الصادمة، غرد سلفه الأمير فيصل بن تركي على حسابه في تويتر معلناً اعتزاله الوسط الرياضي! وهي التغريدة التي انطوت على رسالة كتبت بالحبر السري ملخصها: بأن علاقتي بالوسط الرياضي بكل ما فيه انتهت.
وبعد أن وصلت الرسالة لمن يعنيهم الأمر «وفهموها» رد رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ سريعاً وفي حسابه على الموقع نفسه.. وهذه المرة ليس بالحبر السري وإنما بالحبر الأحمر قائلاً: قبل أن يقرر أحد الابتعاد هناك التزامات مالية سيحاسب عليها!.
وهذا يعني أن الملف المالي في نادي النصر مفتوح على احتمالات خطيرة، وقد يأخذ أبعاداً غير مسبوقة فيما لو تمسكت الهيئة ونادي النصر بمطالبة الأمير فيصل بن تركي بتسديد الديون أو جزء منها.
الانقسام النصراوي
وليس سرّاً القول إن البيت النصراوي يعاني من انشقاق وانقسام حقيقي على كل المستويات، بدءاً بالمجلس الشرفي الذي تعرض لأول ضربة مؤلمة بابتعاد العضو الداعم الأمير خالد بن فهد ثم تبعه ابتعاد عدد من الأعضاء، مروراً بالإعلاميين النصراويين الموزعين على فريقين؛ الأول كان مع فيصل بن تركي وإدارته وضد التغيير، والثاني مع التغيير وضد استمرار الإدارة السابقة، ومع أن هذا الخلاف حسم نهائياً لمصلحة الفريق الثاني إلا أن الخلاف بين الفريقين مستمر ويأخذ أشكالاً جديدة.
وهذا الواقع النصراوي فرض على الرئيس سلمان المالك عبئاً إضافياً، وقد بدأ خطوات عدة لوضع حدٍّ لهذا الانقسام ومحاولة اتباع سياسات تساعد في رص صفوف النصراويين وتوحيد مواقفهم أو على الأقل إبعاد إدارته قدر المستطاع عن أي تداعيات لهذا الانقسام والنأي بها عن كلا الفريقين المتناحرين خصوصا في الوسط الإعلامي، بحيث لا تكون محسوبة على أي فريق، أو ضد أي فريق.
عودة خالد بن فهد
لكن وسط هذا الوضع القاتم، والأفق النصراوي المصبوغ بالأسود الدامس، انبثق الأمل في نفوس النصراويين بإعلان رئيس النادي سلمان المالك عودة عضو الشرف الداعم الأمير خالد بن فهد، بعد أن كان قطع صلاته بالنادي جراء خلاف مع الرئيس السابق الأمير فيصل بن تركي، وعودة الأمير خالد كانت مطلباً جماهيرياً لما يتمتع به سموه من مكانة كبيرة في نفوس النصراويين الذين يحفظون له دعمه السخي لناديهم، وهم يدركون أن دعم الأمير العائد لناديهم يعني حلحلة معظم مشكلاته المالية، ويعني أن النادي قادر على العودة للصفقات ذات العيار الكبير والثقيل، لقد اقترن اسم الأمير خالد في ذاكرة النصراويين بالأخبار المبهجة والمفرحة لهم، وبالأرقام المليونية، وقد تباشر النصراويين بعودته وتبادلوا التهاني والتبريكات، وثمة من اعتبر هذه العودة إنجازاً بحد ذاته للرئيس سلمان المالك، وبسبب هذه العودة رفع جمهور النصر سقف تطلعاته وتوقعاته من إدارة سلمان المالك، ولم يعد المطلوب فقط حل المشكلات المالية القائمة، بل ارتفع طموح النصراويين في ملف التعاقدات الجديدة، وتجديد عقود نجوم الفريق الحاليين.
ولهذا كثيرون في البيت النصراوي اعتبروا قبول المالك للرئاسة خطوة شجاعة، وتنطوي على قدر كبير من المغامرة، خصوصاً أن بعض الإعلاميين النصراويين المحسوبين على الإدارة السابقة حاولوا إقناع جماهير النادي بألاّ أحد سيخلف الرئيس السابق الأمير فيصل بن تركي فيما لو استقال، وكرروا كثيرا أن «المجهول» هو الذي ينتظر النادي بعد «كحيلان»!.
لكن المفاجأة الجميلة التي لم تكن بالحسبان، هندسها وخطط لها ببراعة مذهلة رئيس هيئة الرياضة الأستاذ تركي آل الشيخ وقدمها هدية للنصراويين، فصار المجهول معلوماً.
والحقيقة أن قبول سلمان المالك التكليف لم يكن أمراً يسيراً، إذ علمت «عكاظ» أن المالك عندما تلقى العرض من رئيس الهيئة حاول أن يطلب مهلة للتفكير والتشاور مع المقربين منه، إلا أنه لم يحصل على هذه المهلة، فقد كان الوقت ضاغطاً على الجميع، ولم تمضِ دقائق على مكالمة الرجلين حتى أعلن النبأ.
الاستحقاقات المالية الصعبة
لكن لحظات التغيير الجميلة والمبهجة اصطدمت سريعا بالحقائق الصعبة التي يعيشها النادي، فمنذ اليوم الأول الذي جلس فيه المالك على كرسي إدارة النادي وجد على طاولته جملة من الملفات الشائكة والمتراكمة.
وكانت قضية تجديد عقود عدد من نجوم الصف الأول تطل برأسها، وتكشر بأرقامها الفلكية التي يطالب بها هؤلاء النجوم، وبعضهم يدعم مطالبه بالتلويح بالانتقال إلى أندية أخرى مستعدة للدفع فوراً، وهذا الواقع يفرض على رئيس النادي خوض مفاوضات ماراثونية وصعبة مع هؤلاء من أجل إقناعهم بتخفيض مطالبهم.
وقريب من هذا الملف يقبع ملف رواتب نجوم الفريق المتأخرة التي تحمل رقماً مليونياً مخيفاً، ويكفي أن نشير إلى ما كشفه أخيراً مهاجم الفريق محمد السهلاوي عن أنه يطلب النادي أكثر من 15 مليونا رواتب ومقدمات عقود متأخرة! ولا تسألوا عن استحقاقات شايع شراحيلي وحسين عبدالغني والفريدي والعنزي وغالب وغيرهم، وكل واحد من هؤلاء يطلب النادي بضعة ملايين.
والاستحقاقات المالية لا تنتهي عند هذا الملف، فثمة ملف آخر تركه الرئيس السلف للرئيس الخلف، وهو مثقل بالأرقام المليونية وبالدولار هذه المرة، إذ يحتوي هذا الملف على القضايا المرفوعة في الفيفا ضد نادي النصر من قبل مدربين ولاعبين محترفين يطالبون النادي بمستحقاتهم المالية التي ماطلت إدارة النادي السابقة في الوفاء بها، وبعض هؤلاء حصلوا على أحكام قطعية بالسداد، فيما لايزال الفيفا ينظر الشكاوى المرفوعة من بعضهم الآخر!.
أزمة تلوح في الأفق
وبالجملة فرئيس النادي مطالب بمعالجة ملف الديون والمستحقات المالية التي يبلغ حجمها نحو ربع مليار ريال، وقبل أن يستوعب سلمان المالك هذه الحقيقة الصادمة، غرد سلفه الأمير فيصل بن تركي على حسابه في تويتر معلناً اعتزاله الوسط الرياضي! وهي التغريدة التي انطوت على رسالة كتبت بالحبر السري ملخصها: بأن علاقتي بالوسط الرياضي بكل ما فيه انتهت.
وبعد أن وصلت الرسالة لمن يعنيهم الأمر «وفهموها» رد رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ سريعاً وفي حسابه على الموقع نفسه.. وهذه المرة ليس بالحبر السري وإنما بالحبر الأحمر قائلاً: قبل أن يقرر أحد الابتعاد هناك التزامات مالية سيحاسب عليها!.
وهذا يعني أن الملف المالي في نادي النصر مفتوح على احتمالات خطيرة، وقد يأخذ أبعاداً غير مسبوقة فيما لو تمسكت الهيئة ونادي النصر بمطالبة الأمير فيصل بن تركي بتسديد الديون أو جزء منها.
الانقسام النصراوي
وليس سرّاً القول إن البيت النصراوي يعاني من انشقاق وانقسام حقيقي على كل المستويات، بدءاً بالمجلس الشرفي الذي تعرض لأول ضربة مؤلمة بابتعاد العضو الداعم الأمير خالد بن فهد ثم تبعه ابتعاد عدد من الأعضاء، مروراً بالإعلاميين النصراويين الموزعين على فريقين؛ الأول كان مع فيصل بن تركي وإدارته وضد التغيير، والثاني مع التغيير وضد استمرار الإدارة السابقة، ومع أن هذا الخلاف حسم نهائياً لمصلحة الفريق الثاني إلا أن الخلاف بين الفريقين مستمر ويأخذ أشكالاً جديدة.
وهذا الواقع النصراوي فرض على الرئيس سلمان المالك عبئاً إضافياً، وقد بدأ خطوات عدة لوضع حدٍّ لهذا الانقسام ومحاولة اتباع سياسات تساعد في رص صفوف النصراويين وتوحيد مواقفهم أو على الأقل إبعاد إدارته قدر المستطاع عن أي تداعيات لهذا الانقسام والنأي بها عن كلا الفريقين المتناحرين خصوصا في الوسط الإعلامي، بحيث لا تكون محسوبة على أي فريق، أو ضد أي فريق.
عودة خالد بن فهد
لكن وسط هذا الوضع القاتم، والأفق النصراوي المصبوغ بالأسود الدامس، انبثق الأمل في نفوس النصراويين بإعلان رئيس النادي سلمان المالك عودة عضو الشرف الداعم الأمير خالد بن فهد، بعد أن كان قطع صلاته بالنادي جراء خلاف مع الرئيس السابق الأمير فيصل بن تركي، وعودة الأمير خالد كانت مطلباً جماهيرياً لما يتمتع به سموه من مكانة كبيرة في نفوس النصراويين الذين يحفظون له دعمه السخي لناديهم، وهم يدركون أن دعم الأمير العائد لناديهم يعني حلحلة معظم مشكلاته المالية، ويعني أن النادي قادر على العودة للصفقات ذات العيار الكبير والثقيل، لقد اقترن اسم الأمير خالد في ذاكرة النصراويين بالأخبار المبهجة والمفرحة لهم، وبالأرقام المليونية، وقد تباشر النصراويين بعودته وتبادلوا التهاني والتبريكات، وثمة من اعتبر هذه العودة إنجازاً بحد ذاته للرئيس سلمان المالك، وبسبب هذه العودة رفع جمهور النصر سقف تطلعاته وتوقعاته من إدارة سلمان المالك، ولم يعد المطلوب فقط حل المشكلات المالية القائمة، بل ارتفع طموح النصراويين في ملف التعاقدات الجديدة، وتجديد عقود نجوم الفريق الحاليين.