كما أن المسرات تغري بعضها بالتتابع، كذا الأحزان والمتاعب تتعاقب وكأنما هي على موعد مسبق، لتنكأ جراح عدة في وقت واحد، وبما أن مشاريع الطرق في منطقة الباحة من أكثر المشاريع تعثراً فمن الطبيعي أن تفتح حادثة السير، التي وقعت في عقبة حزنة في محافظة بلجرشي منذ يومين وذهب ضحيتها 8 وافدين، باب النقد لإدارة النقل في منطقة الباحة على مصراعيه، ففي حين ذهب البعض إلى أن عقبة حزنة بحاجة إلى إعادة نظر في رسمها وتوسيعها وتذليل صعوباتها، يرى آخرون أن طريق العقبة بحاجة إلى لوحات إرشادية ولمسات غير مكلفة كحلول مؤقتة.

ويطالب يوسف بن علي الخثيمي، باعتباره أحد السالكين لطريق عقبة حزنة، بوقوف لجنة متخصصة على مسارها ورصد ما تحتاجه عاجلاً لتكون آمنة، مؤملاً ألا تقف وزارة النقل على الحياد حتى يقع مصاب آخر، أو فاجعة محتملة، كون حادثة الوافدين رسالة على سوء تنفيذ الطريق.

ومن جانبه، يرى الدكتور أحمد قشاش أن العاجزين من المسؤولين ومن بعض المواطنين ينادون بإغلاق العقبة متجاهلين عشرات الملايين التي أنفقتها الدولة عليها، لافتاً إلى أن إجراءات التعديل والتوسعة ممكنة في ظل توافر المعدات والكوادر البشرية.

وفي المقابل، أوضح المتحدث باسم إدارة طرق الباحة المهندس مسفر المالكي أن العقبة تنزل ويصعد إليها يومياً عشرات المركبات، وعزا أسباب الحادثة إلى جهل الضحايا بمنعطفات العقبة، وفقدان السيطرة على المركبة بعد أن تعطل أداء الكوابح بالكامل، مشيراً إلى أن فرق الصيانة لم تتوقف عن متابعة وضع الطريق، خصوصاً مع بدء موسم الشتاء.

وفي غضون ذلك، كشف مدير مرور منطقة الباحة العقيد حسين المبارك لـ«عكاظ» عن مباشرة لجنة مرورية التحقيق في الحادثة، موضحاً أنه حتى اللحظة لم تستكمل اللجنة مهماتها، مشيرا إلى أنه سيتم إعلان ما تتوصل إليه اللجنة وعرض الأسباب كاملة.

يشار إلى أن أمير منطقة الباحة الأمير الدكتور حسام بن سعود التقى وزير النقل الدكتور نبيل العامودي في مكتبه بمقر الوزارة أكثر من مرة، وطرح مقترحات لمعالجة أوضاع بعض المشاريع التي تعاني تأخر تنفيذها، ودعا الوزارة إلى إيجاد السبل الكفيلة بسرعة إنجاز المشاريع وتوفير الآلية الجادة للتعامل مع ملف المقاولين المتعثرين بما يضمن إنجاز مشاريع الطرق على أكمل وجه وبأعلى المواصفات الفنية ووفق الجداول الزمنية المقررة لمراحل التنفيذ وصولا لإتمام المشاريع واستلامها.