كتاب ومقالات

إطالة الخطبة غير جائزة

مع الفجر

عبدالله عمر خياط

.. في عرفات يوم الحج الأكبر خطب رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم في من حج من المسلمين خطبة جامعة لا أبلغ ولا أهم منها، وقيل عنها إنها خطبة البلاغ في حجة الوداع لأنها السنة الأخيرة التي نزل فيها قول الحق سبحانه وتعالى بسورة المائدة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}.

خطبة فيها البيان لما هو على المسلمين من حقوق وما هو مفروض عليهم من واجبات، ومع ذلك لم تزد على أحد عشر سطرا بينما تطول خطب العامة من أئمة المساجد يوم الجمعة أو الأعياد إلى الحد الذي يُنسي آخره أوله دون مراعاة لحرارة الشمس في الصيف أو برودة الجو أيام الشتاء ولا مراعاة للمرضى أو كبار السن، وهو ما استرعى انتباه سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ الذي شدد في تصريح له نشرته «عكاظ» بتاريخ 2/‏5/‏1439هـ: «على ضرورة تقصير خطبة الجمعة، استنادا إلى الحديث الشريف: (إن من فقه الرجل طول صلاته وقصر خطبته)، مشيرا إلى أهمية أن يختار الخطيب موضوعا متكاملا قصيرا يعالج قضية معينة يستفيد منها المستمع ولا يطيل الخطبة أو يحولها لانتقادات؛ لأن ذلك خارج عن المشروع».

وفي إيضاح صدر عن عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للفتوى الدكتور صالح الفوزان قال: «الهدي النبوي يتمثل في تقصير الخطبة، لكن بعض الناس على العكس، خصوصا بعض الشباب هداهم الله، يطيلون الخطبة ويذهبون يمينا وشمالا ويذكرون أحوال الدول والأمم، يريدون أن يعدلوا الدنيا كلها في خطبهم، وهذا مخالف للسنة».

وكانت وزارة الشؤون الإسلامية أكدت على خطباء الجوامع –كما جاء في «عكاظ» يوم الجمعة 2/‏5/‏1439هـ-: «تأكيد على خطباء الجوامع بالتزام حزمة من التعليمات منها تقصير الخطبة لأن إطالتها خارجة عن المشروع وأن على الخطباء بدء الخطبة بعد زوال الشمس نظراً لكون بعض الخطباء يشرعون في الخطبة قبل الزوال، لأن ذلك مخالف للسنة».

ترى هل يأخذ الخطباء بكل ذلك؟ وهل هم منتهون عن الإطالة؟

السطر الأخير:

قال حكيم: «لقمة في بطن جائع أفضل من بناء جامع».

aokhayat@yahoo.com