شيء من الحب
ومضة شعاع
السبت / 10 / جمادى الأولى / 1439 هـ السبت 27 يناير 2018 01:25
إبراهيم إسماعيل كتبي
عصر العولمة لم يعد قاصرا على تقنيات المعرفة والتواصل، إنما نال من أحلام البشر ومشاعرهم وعلاقاتهم، ومن يمعن التأمل في الواقع الاجتماعي سيجد نفسه والناس والدنيا أكثر قلقا، بعكس زمان عندما كانت الحياة بسيطة وجميلة ببساطة نفوس أهلها في تفاصيل المشاعر الإنسانية الصادقة والعادات والتقاليد والجو الأسري وتواصل الجيران، والمشاركة الوجدانية الحقيقية في الأفراح والأتراح، وكذلك الأعمال الدرامية تسمو بتلك العواطف دون إسفاف ولا ابتذال، بل أكثر من ذلك كانت تلك المشاعر وحتى اللغة الرومانسية أكثر حضورا في أعمال الأدباء، ولها أبوابها في صحف ومجلات زمان يبدع فيها مشاهير يخاطبون المشاعر والعواطف الإنسانية ولهم متابعون كثر، لكن ليس كطريقة اليوم على الفيسبوك والعم تويتر التي أصبحت فيهما بعض الكلمات كالحجارة وصور كالخناجر المسمومة.
في زمن العولمة وطغيان المادة تشابكت صراعات النفس، حيث تبدلت الدوافع وتلونت مشاعر وتشوهت نفوس وضعفت قيم الحوار، وطغت مفردات التجريح واستعراض عضلات اللسان، وهذا للأسف ما تطفح به شبكات التواصل وتطبيقات المراسلة من كلمات وصور مبتذلة، ولغة كراهية وتصيد وابتزاز وسوء ظن، وقليل من يحاسب نفسه.
صحيح أن البشر والمجتمعات ليسوا ملائكة ولا وجود لمجتمع بهذه الصفة في أي عصر وزمن، ومن يرى غير ذلك ويبحث عن طبائع مثالية فلن يناله غير الشقاء، وهذا لا يعني الإقرار بالواقع وترك الحبل على الغارب لأهواء النفس، إنما العمل على إحياء الجميل من القيم والأخلاق الحسنة وغرس الصفات الحميدة في المجتمع والتنشئة عليها، وهذه عملية ليست سهلة ولا تأتي بين عشية وضحاها ولا بشعارات أو حملة تأخذ شهورا أو عاما إنما تنمية أخلاقية مستدامة لاستمرار العمر وتوالي الأجيال.
إذا كان هذا هو حال التغير والتبدل في الطبائع والمشاعر والسلوك ولغة التواصل حتى الافتراضي منه، فإن المسؤولية كبيرة وبالغة الأهمية على الأسرة ومؤسسات التربية والتعليم والدعوة والإعلام، ليحصد المجتمع خير غرسها في أجيال صالحين متمسكين بمنظومة القيم في الحياة، وهذا هو المنهج التربوي الذي حث عليه ديننا الحنيف، وقدوتنا في ذلك رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وفي الحديث الشريف «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، والالتزام بذلك يستوجب تصديق القول بالعمل.
إن القيم الشخصية ومن ثم العامة قضية تستحق الاهتمام لتستقيم أمور كثيرة، ومثال بسيط على ذلك هو الحياة الزوجية التي تقوم على تكاليف وأعباء مادية كثيرة، عندما تعلو الماديات وتتراجع ركائز طيب العشرة، وعندما يتركز الاهتمام فقط بوظيفة الشاب ودخله، وكم من المهر سيدفع ومن الذهب سيهدي ومستوى المسكن والأثاث إلى آخر الحكاية المعروفة، وكل هذه الفواتير تذهب مع الريح، لا سمح الله، إذا لم تتوفر في الزوجين روح المودة والرحمة والتعاون والاحترام المتبادل والصبر على متاعب الحياة.
أليست هذه القضية والعنف الأسري وارتفاع نسبة الطلاق مرهونة أيضا بحصاد القيم الخاصة والعامة ومدى صمودها في وجه ثقافة العولمة وطغيان المادة والطبائع الشخصية على حساب حقوق الآخر، وإذا تغافل المجتمع عن مخاطر هذه الدوامة واستمرأ البعض تشوهه النفسي وإضعاف البناء القيمي فإن المجتمع بطبيعة الحال يخسر كثيرا من المناعة في نسيجه وقوته، فالمال يبني والعلم يطور، بينما تقوى الله وعافية الضمير الفردي والجمعي تصون كل ذلك. فإذا كان الزمن لا يعود بأهله فالأخلاق تاج الحياة لكل زمان ومكان.
في زمن العولمة وطغيان المادة تشابكت صراعات النفس، حيث تبدلت الدوافع وتلونت مشاعر وتشوهت نفوس وضعفت قيم الحوار، وطغت مفردات التجريح واستعراض عضلات اللسان، وهذا للأسف ما تطفح به شبكات التواصل وتطبيقات المراسلة من كلمات وصور مبتذلة، ولغة كراهية وتصيد وابتزاز وسوء ظن، وقليل من يحاسب نفسه.
صحيح أن البشر والمجتمعات ليسوا ملائكة ولا وجود لمجتمع بهذه الصفة في أي عصر وزمن، ومن يرى غير ذلك ويبحث عن طبائع مثالية فلن يناله غير الشقاء، وهذا لا يعني الإقرار بالواقع وترك الحبل على الغارب لأهواء النفس، إنما العمل على إحياء الجميل من القيم والأخلاق الحسنة وغرس الصفات الحميدة في المجتمع والتنشئة عليها، وهذه عملية ليست سهلة ولا تأتي بين عشية وضحاها ولا بشعارات أو حملة تأخذ شهورا أو عاما إنما تنمية أخلاقية مستدامة لاستمرار العمر وتوالي الأجيال.
إذا كان هذا هو حال التغير والتبدل في الطبائع والمشاعر والسلوك ولغة التواصل حتى الافتراضي منه، فإن المسؤولية كبيرة وبالغة الأهمية على الأسرة ومؤسسات التربية والتعليم والدعوة والإعلام، ليحصد المجتمع خير غرسها في أجيال صالحين متمسكين بمنظومة القيم في الحياة، وهذا هو المنهج التربوي الذي حث عليه ديننا الحنيف، وقدوتنا في ذلك رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وفي الحديث الشريف «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، والالتزام بذلك يستوجب تصديق القول بالعمل.
إن القيم الشخصية ومن ثم العامة قضية تستحق الاهتمام لتستقيم أمور كثيرة، ومثال بسيط على ذلك هو الحياة الزوجية التي تقوم على تكاليف وأعباء مادية كثيرة، عندما تعلو الماديات وتتراجع ركائز طيب العشرة، وعندما يتركز الاهتمام فقط بوظيفة الشاب ودخله، وكم من المهر سيدفع ومن الذهب سيهدي ومستوى المسكن والأثاث إلى آخر الحكاية المعروفة، وكل هذه الفواتير تذهب مع الريح، لا سمح الله، إذا لم تتوفر في الزوجين روح المودة والرحمة والتعاون والاحترام المتبادل والصبر على متاعب الحياة.
أليست هذه القضية والعنف الأسري وارتفاع نسبة الطلاق مرهونة أيضا بحصاد القيم الخاصة والعامة ومدى صمودها في وجه ثقافة العولمة وطغيان المادة والطبائع الشخصية على حساب حقوق الآخر، وإذا تغافل المجتمع عن مخاطر هذه الدوامة واستمرأ البعض تشوهه النفسي وإضعاف البناء القيمي فإن المجتمع بطبيعة الحال يخسر كثيرا من المناعة في نسيجه وقوته، فالمال يبني والعلم يطور، بينما تقوى الله وعافية الضمير الفردي والجمعي تصون كل ذلك. فإذا كان الزمن لا يعود بأهله فالأخلاق تاج الحياة لكل زمان ومكان.