ذكريات خروف سابق
السبت / 10 / جمادى الأولى / 1439 هـ السبت 27 يناير 2018 03:16
علي أحمد المطوع alaseery1990@yahoo.com
الخرفنة مصطلح جديد على اللغة، وإن كان اصطلاحه معروفا منذ أزمان بعيدة، وجيلي جيل الطيبين الذين يألفون ويؤلفون، ننكر هذه الكلمة، وإن كانت مع كثرة ترديدها وتنوع شواهدها أصبحت مألوفة من النوع «الحلوف»، على رأي عادل إمام في شهادته الشهيرة على العصر!
هنا أتحدث عن خروف سابق صال وجال أعواما عديدة، كان ندي اليد، نظيف البطن إلا من ما كان يدفع إليه من بقايا الطعام كعطايا، والتي استثمرت فيه كونه كان يعد مكبا جاهزا خير من المكبات الأخرى، إضافة إلى أنه من أصحاب الأكباد الرطبة وفيه يكون الأجر والثواب.
كانت أناقته محل إعجاب وترقب الجميع، الذين كانوا يضبطون حضوره من رائحة عطره النفاذة التي تسبقه في الممرات ودهاليز المكاتب والمرافق، كانت غترته البيضاء وشماغه الأحمر يعكسان هندسة خرافية، فـ«المرزام»، كان كمحور الكرة الأرضية في شطره لتلك العمامة إلى جزأين متماثلين في الشكل والمضمون.
أضحت أناقته اللافتة، ومع تنامي حضوره محط اهتمام البعض وسخرية آخرين، الغريب أنه كان ناجحا عمليا، فكل مسؤولياته كانت إدارة المفاصل الخدمية في ذلك المكان، وكل حركاته كانت تنم عن شخصية يعتمد عليها في عمله، أسهم في ذلك، شخصيته المرنة وابتسامته المتسقة مع ما يطلبه ويهواه عالم المحبين.
في عمله كان محط رضا الجميع، فهو صاحب الجميع لا يخاصم أحدا، ولا يؤذي موظفا، كل همه أن يرضى عنه وأن يتفرغ لرسالته الخالدة، فهو في كاره ومجاله، رجل بأمة، ولذلك فهو صاحب تلك الرسالة.
مرت الأيام على هذا الخروف، فأصبح كبشا أملح، جامعا في عقله وجسده، كل ذلك جعل منه خبيرا إستراتيجيا في مجاله وفنه، حصل له انقلاب في المفاهيم والأفكار مما جعله يتلقف حبلا جديدا يعينه على أداء حركات راقصة جديدة تبقيه في المشهد حتى حين.
بدأ في ممارسة دور توعوي يحذر من الجنس الآخر ونزغاته وشروره، تفرغ للعمل والعمال، والنظام واحترامه وراح يحاسب على أتفه الأسباب، ويتصيد الأخطاء ويعلن براءته من «الغزلجية»، وأفعالهم الشيطانية، بل إنه في مجالسه الخاصة يراهم عبئا على النظام والتنمية والإصلاح.
حتى أولاده وأقاربه الذين توسط لهم بالعمل معه، شدد عليهم على أهمية حفظ النظام والابتعاد عن الجنس الآخر، فهم الشر المستطير وحبل الشيطان وحبائله.
الخرفنة سلوك إنساني يرتقي بصاحبه إلى فضاءات من الرضا والحب والهيام، تبقى في دم صاحبها حتى وإن تغير أو تنسك أو تزهد، مثل الاستعارة اللغوية، قد يُحذف فيها المشبه ويبقى شيئا من لوازم ذكره وذكرياته.
هنا أتحدث عن خروف سابق صال وجال أعواما عديدة، كان ندي اليد، نظيف البطن إلا من ما كان يدفع إليه من بقايا الطعام كعطايا، والتي استثمرت فيه كونه كان يعد مكبا جاهزا خير من المكبات الأخرى، إضافة إلى أنه من أصحاب الأكباد الرطبة وفيه يكون الأجر والثواب.
كانت أناقته محل إعجاب وترقب الجميع، الذين كانوا يضبطون حضوره من رائحة عطره النفاذة التي تسبقه في الممرات ودهاليز المكاتب والمرافق، كانت غترته البيضاء وشماغه الأحمر يعكسان هندسة خرافية، فـ«المرزام»، كان كمحور الكرة الأرضية في شطره لتلك العمامة إلى جزأين متماثلين في الشكل والمضمون.
أضحت أناقته اللافتة، ومع تنامي حضوره محط اهتمام البعض وسخرية آخرين، الغريب أنه كان ناجحا عمليا، فكل مسؤولياته كانت إدارة المفاصل الخدمية في ذلك المكان، وكل حركاته كانت تنم عن شخصية يعتمد عليها في عمله، أسهم في ذلك، شخصيته المرنة وابتسامته المتسقة مع ما يطلبه ويهواه عالم المحبين.
في عمله كان محط رضا الجميع، فهو صاحب الجميع لا يخاصم أحدا، ولا يؤذي موظفا، كل همه أن يرضى عنه وأن يتفرغ لرسالته الخالدة، فهو في كاره ومجاله، رجل بأمة، ولذلك فهو صاحب تلك الرسالة.
مرت الأيام على هذا الخروف، فأصبح كبشا أملح، جامعا في عقله وجسده، كل ذلك جعل منه خبيرا إستراتيجيا في مجاله وفنه، حصل له انقلاب في المفاهيم والأفكار مما جعله يتلقف حبلا جديدا يعينه على أداء حركات راقصة جديدة تبقيه في المشهد حتى حين.
بدأ في ممارسة دور توعوي يحذر من الجنس الآخر ونزغاته وشروره، تفرغ للعمل والعمال، والنظام واحترامه وراح يحاسب على أتفه الأسباب، ويتصيد الأخطاء ويعلن براءته من «الغزلجية»، وأفعالهم الشيطانية، بل إنه في مجالسه الخاصة يراهم عبئا على النظام والتنمية والإصلاح.
حتى أولاده وأقاربه الذين توسط لهم بالعمل معه، شدد عليهم على أهمية حفظ النظام والابتعاد عن الجنس الآخر، فهم الشر المستطير وحبل الشيطان وحبائله.
الخرفنة سلوك إنساني يرتقي بصاحبه إلى فضاءات من الرضا والحب والهيام، تبقى في دم صاحبها حتى وإن تغير أو تنسك أو تزهد، مثل الاستعارة اللغوية، قد يُحذف فيها المشبه ويبقى شيئا من لوازم ذكره وذكرياته.