عن وليد البراهيم؟!
على شارعين
الاثنين / 12 / جمادى الأولى / 1439 هـ الاثنين 29 يناير 2018 01:57
خلف الحربي
ترى ما الذي يمكن أن يدفع شابا ثريا يتمتع بصلات أسرية تهد الجبال أن يجند نفسه لصناعة الإعلام التي لا يمكن أن يأتي من ورائها إلا انزعاج السلطات المختلفة داخل البلاد وخارجها، وغضب المجتمع بين فترة وأخرى، وحملات الأصوليين التي لا تتوقف؟ لماذا لم يستثمر أمواله في سلسلة فنادق فاخرة؟ أو يفتتح بنكا؟ أو يبني مجمعات تجارية تدر عليه مئات الملايين سنويا؟ إنه الشغف بالريادة والشعور الخفي بالقدرة على إحداث التغيير مهما كانت المصاعب.. وهذا الشغف هو الذي أجبر وليد البراهيم في مرحلة مبكرة من العمر على أن يختار هذه الصناعة المزعجة التي لا تجلب لأصحابها إلا المشاكل الكبيرة وتوتر الأعصاب وأمراض القلب وكلام الناس الذي لا ينتهي.
لقد عرفت - بحكم المهنة - العديد من صناع الإعلام داخل السعودية وخارجها، ونشأت بيني وبين بعضهم صداقات وثيقة، بينما نشبت بيني وبين بعضهم الآخر خلافات مؤسفة، وفي كلتا الحالتين مازلت أنظر لهم بعين التقدير لأنهم رجال اختاروا صرف أموالهم في هذه المهنة الصعبة المتعبة بدلا من أي نشاط تجاري آخر مريح، ولكنني رغم كثرة التجارب لم أعرف في حياتي صانع إعلام مثل وليد البراهيم، فهو رجل ملم بأدق التفاصيل المهنية وحريص على متابعتها دون أن يورط نفسه بالمركزية القاتلة، يصحو كل يوم من النوم فتستيقظ معه طموحات جديدة، وكأنه مازال في أول المشوار، ولا يرضيه أبدا أن يتنازل عن موقع الصدارة في كل دقيقة وفي كل برنامج وفي كل مسلسل وفي كل موقع أو تطبيق إلكتروني يتبع لإمبراطوريته الإعلامية العملاقة، بل لا أبالغ لو قلت إنه يشعر بأنه يمكن أن يخسر جولة المنافسة عند أول لحظة تقاعس وسط دهشة مديريه الذين يشعرون بأن الصدارة دائما في جيبه الصغير، ولكنه يتعامل مع هذه النظرية الواثقة بأنها محض هراء، وأنه لا شيء غير العمل الجاد والمتواصل واستقطاب الكفاءات المبدعة والبحث عن الأفكار الجديدة يمكن أن يكون ضمانة لاستمرار النجاح.
يلام وليد البراهيم دائما لأنه واجه التيارات الظلامية بكل شجاعة أو بكل تهور (خصوصا إذا ما نظرنا إلى سطوة التيار الصحوي في مرحلة ما)، ولكن الأيام أثبتت أنه على حق، ويلام وليد البراهيم أحيانا لاستعانته بطاقات وكوادر غير سعودية في عمله، ولكنه رجل يؤمن بأن الإبداع - خصوصا في الإعلام - لا جنسية له ولا مذهب ولا عرق، وهو في ذات الوقت لا يمكن أن يفرط في أي طاقة إبداعية سعودية متى ما وجد أن مؤسسته في حاجة إليها، بل إنه باذخ في منح الفرص دون حساب، وربما يلام لأنه تاجر ذكي وصعب، ولكنه أدرك بحكم تجربته الطويلة أن النجاح التجاري هو السند الحقيقي لأي نجاح إعلامي، ولكن مهما تعاظمت أصوات اللائمين وارتفع ضجيج أعداء النجاح يبقى وليد البراهيم رجلا خدم بلاده خدمة لا تقدر بثمن، حيث قدم لهم إمبراطورية إعلامية تفوق في قوة تأثيرها 22 وزارة إعلام عربية.
أما على الصعيد الشخصي فهو رجل مبهر حقا، لأنه يجمع بين صفات ابن نجد الأصيل الذي لا يتخلى أبدا عن ثنائية (الكرم والفزعة)، وفي ذات الوقت هو إنسان منفتح على العالم ويؤمن بوعي شديد أن الإنسانية أهم من أي قيمة أخرى، وأن تحضر الإنسان أساسه حسن الخلق والتواضع الجم والصدق مع الذات واحترام البشر على اختلاف أعراقهم وأديانهم ومستوياتهم الوظيفية.
وفي الختام أؤكد أنني أحترم وجهة نظر كل قارئ يتعامل مع هذا المقال باعتباره (تطبيلا) لرجل أعمل معه، ولكنني وبفضل الله الواهب الرزاق رجل أعيش مما أكتب ولا تنقصني الفرص الجيدة.. كما أنني بكل بساطة لا أبحث عن شيء لا أحتاجه، فقد تعلمت درسا مهما من قضية (موقوفي الريتز كارلتون)، وهو أن المال الزائد عن الحاجة قد يكون وبالا على أهله، وأن المناصب لا تدوم لأحد.. ولكنني كتبت هذه السطور فقط لأحدثكم عن رجل أرى بأنه ثروة حقيقية لوطنه ومجتمعه.
لقد عرفت - بحكم المهنة - العديد من صناع الإعلام داخل السعودية وخارجها، ونشأت بيني وبين بعضهم صداقات وثيقة، بينما نشبت بيني وبين بعضهم الآخر خلافات مؤسفة، وفي كلتا الحالتين مازلت أنظر لهم بعين التقدير لأنهم رجال اختاروا صرف أموالهم في هذه المهنة الصعبة المتعبة بدلا من أي نشاط تجاري آخر مريح، ولكنني رغم كثرة التجارب لم أعرف في حياتي صانع إعلام مثل وليد البراهيم، فهو رجل ملم بأدق التفاصيل المهنية وحريص على متابعتها دون أن يورط نفسه بالمركزية القاتلة، يصحو كل يوم من النوم فتستيقظ معه طموحات جديدة، وكأنه مازال في أول المشوار، ولا يرضيه أبدا أن يتنازل عن موقع الصدارة في كل دقيقة وفي كل برنامج وفي كل مسلسل وفي كل موقع أو تطبيق إلكتروني يتبع لإمبراطوريته الإعلامية العملاقة، بل لا أبالغ لو قلت إنه يشعر بأنه يمكن أن يخسر جولة المنافسة عند أول لحظة تقاعس وسط دهشة مديريه الذين يشعرون بأن الصدارة دائما في جيبه الصغير، ولكنه يتعامل مع هذه النظرية الواثقة بأنها محض هراء، وأنه لا شيء غير العمل الجاد والمتواصل واستقطاب الكفاءات المبدعة والبحث عن الأفكار الجديدة يمكن أن يكون ضمانة لاستمرار النجاح.
يلام وليد البراهيم دائما لأنه واجه التيارات الظلامية بكل شجاعة أو بكل تهور (خصوصا إذا ما نظرنا إلى سطوة التيار الصحوي في مرحلة ما)، ولكن الأيام أثبتت أنه على حق، ويلام وليد البراهيم أحيانا لاستعانته بطاقات وكوادر غير سعودية في عمله، ولكنه رجل يؤمن بأن الإبداع - خصوصا في الإعلام - لا جنسية له ولا مذهب ولا عرق، وهو في ذات الوقت لا يمكن أن يفرط في أي طاقة إبداعية سعودية متى ما وجد أن مؤسسته في حاجة إليها، بل إنه باذخ في منح الفرص دون حساب، وربما يلام لأنه تاجر ذكي وصعب، ولكنه أدرك بحكم تجربته الطويلة أن النجاح التجاري هو السند الحقيقي لأي نجاح إعلامي، ولكن مهما تعاظمت أصوات اللائمين وارتفع ضجيج أعداء النجاح يبقى وليد البراهيم رجلا خدم بلاده خدمة لا تقدر بثمن، حيث قدم لهم إمبراطورية إعلامية تفوق في قوة تأثيرها 22 وزارة إعلام عربية.
أما على الصعيد الشخصي فهو رجل مبهر حقا، لأنه يجمع بين صفات ابن نجد الأصيل الذي لا يتخلى أبدا عن ثنائية (الكرم والفزعة)، وفي ذات الوقت هو إنسان منفتح على العالم ويؤمن بوعي شديد أن الإنسانية أهم من أي قيمة أخرى، وأن تحضر الإنسان أساسه حسن الخلق والتواضع الجم والصدق مع الذات واحترام البشر على اختلاف أعراقهم وأديانهم ومستوياتهم الوظيفية.
وفي الختام أؤكد أنني أحترم وجهة نظر كل قارئ يتعامل مع هذا المقال باعتباره (تطبيلا) لرجل أعمل معه، ولكنني وبفضل الله الواهب الرزاق رجل أعيش مما أكتب ولا تنقصني الفرص الجيدة.. كما أنني بكل بساطة لا أبحث عن شيء لا أحتاجه، فقد تعلمت درسا مهما من قضية (موقوفي الريتز كارلتون)، وهو أن المال الزائد عن الحاجة قد يكون وبالا على أهله، وأن المناصب لا تدوم لأحد.. ولكنني كتبت هذه السطور فقط لأحدثكم عن رجل أرى بأنه ثروة حقيقية لوطنه ومجتمعه.