«الفيل» في سورية
الاثنين / 12 / جمادى الأولى / 1439 هـ الاثنين 29 يناير 2018 01:57
عبدالرحمن الطريري
أحداث عسكرية كثيرة حدثت على الساحة السورية، عقب إعلان الرئيس فلاديمير بوتين الانتصار، من داخل قاعدة حميميم التي استضاف فيها الرئيس الأسد، كما أن إهانة الأسد رسالة لجميع الأطراف بأن الحل في موسكو، بافتراض أن الحسم العسكري أنضج الحل السياسي.
بعد أيام ومن قاعدة حميميم نفسها أتى رد المعارضة السورية، حيث قصفت القاعدة ودمرت ما لا يقل عن 7 طائرات، وإصابة 10 عسكريين روس، وقبل ذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية بأن طائرة هليكوبتر من الطراز مي-24 سقطت في آخر يوم من العام 2017 بسبب عطل فني وإن طياريها قتلا.
للرئيس أوباما موقف سلبي من الأزمة السورية، ولم يكن ملتزما بالخطوط التي رسمها لنفسه، لكن الهجوم على قاعدة حميميم بعدما بدا انتصارا روسيا، يذكر بما قاله أوباما من أن سورية مستنقع ستغرق فيه روسيا.
لا شك أن موسكو لم تكن تعتقد أنها ستدخل العام الرابع في سورية، دون أن يكون قد حسم الأمر، كانت صفقة رابحة، تواجد في المتوسط، استعادة نفوذ في الشرق الأوسط وملء الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة، قبل أن تملأه بريطانيا أو فرنسا، تجربة العديد من الأسلحة الجديدة، والفاتورة دفعتها إيران مقدما، وهو دخل ضروري مع تراجع أسعار النفط في العامين الماضيين.
هذا بالتأكيد لا يعني أن روسيا هزمت، لكنها بالتأكيد لم تربح بعد..
إيران على الجانب الآخر، خسرت المال والسلاح والكثير من القيادات في الحرس الثوري، وآلافاً من المقاتلين حيث قدرت خسائر حزب الله وحده بأكثر من 4 آلاف مقاتل، هذا عدا المصابين.
الاستعانة بالحشد الشعبي في معارك طرد داعش من العراق، والمعركة في سورية، كان هدفها الرئيسي جعل حدود إيران الغربية تصل للبحر الأبيض المتوسط، هذا ضروري لكي لا يتم قطع الصلة بحزب الله عبر نظام غير موال في سورية.
الأمر الآخر أن السيطرة البحرية أمر يشغل القراصنة، هذا جزء من الأهداف من القتال في سورية، وجزء من أهداف إيران من اليمن، وكان من أهداف التواجد السابق في السودان.
الثنائي الذي جمعته روسيا في أستانة «إيران وتركيا»، تتباين رؤاهم في مواضيع عدة، لكنهما يتفقان على أمر واحد وهو عداء الأكراد، والخطر الذي تمثله دولة كردية في العراق، أو حتى كيان كردي بحكم ذاتي في شمال سورية.
جميع الأطراف في سورية كانت تقاتل وعينها على البيت الأبيض، ولهذا استعجلت روسيا حسم معركة حلب، حلب ظلت عصية لأكثر من عام على الطائرات الروسية وطائرات النظام، لكن ما أنتجته التوبة النصوح من قبل تركيا لإسقاطها طائرة روسية، دفع من بين القرابين لتقديم حلب لموسكو، وسحب المقاتلين من داخلها، ضمن صفقة كفلت خروجاً آمناً للمقاتلين من داخل مناطق النظام.
واقعياً لم تنغمس الولايات المتحدة في سورية، وتقريباً لم يحدث تغير كبير في السياسة تجاه سورية، لكن الإدارة الجديدة التي جعلت محاربة داعش ضمن أولوياتها، على غير هوى تركيا استعانت بالأكراد لقتال داعش على الأرض.
الأتراك دخلوا عسكريا في سورية وسيطروا على عفرين، وطالبوا القوات الأمريكية بالخروج من منبج، وإذا كانت تركيا أدركت يوما أن إسقاط طائرة روسية خطأ فادح، استلزم تقديم فروض الولاء والطاعة لموسكو، فتركيا على القيام بذلك ضد القوات الأمريكية أجبن.
الجديد على الساحة السورية بعد عام من تولي الرئيس ترمب، دخول الفيل – شعار الحزب الجمهوري - إلى الأرض السورية، فقد تحدث وزير الخارجية تيلرسون عن إستراتيجية أمريكية في سورية.
شملت وجوداً عسكرياً أمريكياً لأجل غير مسمى في سورية في إطار إستراتيجية أوسع للحيلولة دون عودة داعش، وتدريب 30 ألف مقاتل لحماية الحدود، وفي حقيقة الأمر سيتبين مع الوقت مدى جدية الولايات المتحدة في تطبيق هذه الإستراتيجية، مع الإدراك أن الوجود الأمريكي الدائم وتدريب المقاتلين، هي خطوات من الفيل تدوس على طموحات إيران وتركيا معاً.
بعد أيام ومن قاعدة حميميم نفسها أتى رد المعارضة السورية، حيث قصفت القاعدة ودمرت ما لا يقل عن 7 طائرات، وإصابة 10 عسكريين روس، وقبل ذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية بأن طائرة هليكوبتر من الطراز مي-24 سقطت في آخر يوم من العام 2017 بسبب عطل فني وإن طياريها قتلا.
للرئيس أوباما موقف سلبي من الأزمة السورية، ولم يكن ملتزما بالخطوط التي رسمها لنفسه، لكن الهجوم على قاعدة حميميم بعدما بدا انتصارا روسيا، يذكر بما قاله أوباما من أن سورية مستنقع ستغرق فيه روسيا.
لا شك أن موسكو لم تكن تعتقد أنها ستدخل العام الرابع في سورية، دون أن يكون قد حسم الأمر، كانت صفقة رابحة، تواجد في المتوسط، استعادة نفوذ في الشرق الأوسط وملء الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة، قبل أن تملأه بريطانيا أو فرنسا، تجربة العديد من الأسلحة الجديدة، والفاتورة دفعتها إيران مقدما، وهو دخل ضروري مع تراجع أسعار النفط في العامين الماضيين.
هذا بالتأكيد لا يعني أن روسيا هزمت، لكنها بالتأكيد لم تربح بعد..
إيران على الجانب الآخر، خسرت المال والسلاح والكثير من القيادات في الحرس الثوري، وآلافاً من المقاتلين حيث قدرت خسائر حزب الله وحده بأكثر من 4 آلاف مقاتل، هذا عدا المصابين.
الاستعانة بالحشد الشعبي في معارك طرد داعش من العراق، والمعركة في سورية، كان هدفها الرئيسي جعل حدود إيران الغربية تصل للبحر الأبيض المتوسط، هذا ضروري لكي لا يتم قطع الصلة بحزب الله عبر نظام غير موال في سورية.
الأمر الآخر أن السيطرة البحرية أمر يشغل القراصنة، هذا جزء من الأهداف من القتال في سورية، وجزء من أهداف إيران من اليمن، وكان من أهداف التواجد السابق في السودان.
الثنائي الذي جمعته روسيا في أستانة «إيران وتركيا»، تتباين رؤاهم في مواضيع عدة، لكنهما يتفقان على أمر واحد وهو عداء الأكراد، والخطر الذي تمثله دولة كردية في العراق، أو حتى كيان كردي بحكم ذاتي في شمال سورية.
جميع الأطراف في سورية كانت تقاتل وعينها على البيت الأبيض، ولهذا استعجلت روسيا حسم معركة حلب، حلب ظلت عصية لأكثر من عام على الطائرات الروسية وطائرات النظام، لكن ما أنتجته التوبة النصوح من قبل تركيا لإسقاطها طائرة روسية، دفع من بين القرابين لتقديم حلب لموسكو، وسحب المقاتلين من داخلها، ضمن صفقة كفلت خروجاً آمناً للمقاتلين من داخل مناطق النظام.
واقعياً لم تنغمس الولايات المتحدة في سورية، وتقريباً لم يحدث تغير كبير في السياسة تجاه سورية، لكن الإدارة الجديدة التي جعلت محاربة داعش ضمن أولوياتها، على غير هوى تركيا استعانت بالأكراد لقتال داعش على الأرض.
الأتراك دخلوا عسكريا في سورية وسيطروا على عفرين، وطالبوا القوات الأمريكية بالخروج من منبج، وإذا كانت تركيا أدركت يوما أن إسقاط طائرة روسية خطأ فادح، استلزم تقديم فروض الولاء والطاعة لموسكو، فتركيا على القيام بذلك ضد القوات الأمريكية أجبن.
الجديد على الساحة السورية بعد عام من تولي الرئيس ترمب، دخول الفيل – شعار الحزب الجمهوري - إلى الأرض السورية، فقد تحدث وزير الخارجية تيلرسون عن إستراتيجية أمريكية في سورية.
شملت وجوداً عسكرياً أمريكياً لأجل غير مسمى في سورية في إطار إستراتيجية أوسع للحيلولة دون عودة داعش، وتدريب 30 ألف مقاتل لحماية الحدود، وفي حقيقة الأمر سيتبين مع الوقت مدى جدية الولايات المتحدة في تطبيق هذه الإستراتيجية، مع الإدراك أن الوجود الأمريكي الدائم وتدريب المقاتلين، هي خطوات من الفيل تدوس على طموحات إيران وتركيا معاً.