تداول المواطنون مقطعاً قصيراً لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وهو يقوم بزيارة لمحطة تحلية مياه جدة، يظهر فيها سموه وهو يقدم الشكر لمنسوبي المؤسسة على زيادة إنتاج المياه المحلاة من 3.6 مليون متر مكعب إلى 5 ملايين، دون زيادة إضافية في التكاليف، ورغم عدم وجود تفاصيل عن طريقة تحقيق هذه الزيادة الكبيرة التي تمثل ربع الإنتاج تقريباً، إلا أنها تمثل تطوراً نوعياً في أساليب رفع كفاءة الإنتاج في البلاد والذي يعمل عليه مجلس الاقتصاد والتنمية، فما تحقق يعتبر جهداً رائعاً من المؤسسة ليس لأنه يضيف زيادة عمومية في الإنتاج، أو يقلل من تكلفة إنتاج المتر المكعب من خلال هذه الزيادة فقط، وإنما لكونه يعد مؤشراً مهماً على الاهتمام بجانب مهمش في أدبيات الإنتاج الحكومي وهو كفاءة هذا الإنتاج عموما، سواء بزيادة معدل الإنتاجية أو بتقليل معدل التكلفة أو كليهما معاً، خصوصاً وهو يتحقق بمتابعة واهتمام من الرجل الثاني بالدولة، وهذا ما يؤشر إلى مدى استيعاب الأمير لهذه المسألة والهدر الذي ترتب على عدم كفاءة التشغيل الحكومي طوال العقود الماضية، إذا علمنا أن الإصلاح الاقتصادي لا يعني البحث عن موارد مالية أو تقليل الاعتمادات المالية على الخزينة فقط، وإنما يتعدى ذلك إلى رفع كفاءة الإنتاج والتشغيل في العمليات الحكومية ككل سواء أكانت خدمية أو إنتاجية، فلو اعتبرنا أن تكلفة إنتاج المتر المكعب 6 ريالات فهذا يعني أن المؤسسة سوف توفر على الخزينة 9 ملايين ريال يومياً وبمبلغ إجمالي يتجاوز 3.2 مليار ريال في العام الواحد خلاف المتحقق من كمية الإنتاج.