كيف حرق «تيار الوعي» فواتير الكهرباء بـ «كبسة زر»؟
الثلاثاء / 13 / جمادى الأولى / 1439 هـ الثلاثاء 30 يناير 2018 02:39
أحمد سكوتي (جدة) okaz_online@
لم يكن برنامج «حساب المواطن» الذي بلغ شهره الثاني، إلا ترجمة لواقع جديد في السعودية، شعاره عدم الإسراف في الطاقة، وإطاره الترشيد في الاستهلاك، والحفاظ على موارد ومقومات الدولة، وأهدافه استفادة المواطن من الدعم المقدم له عبر الحساب في نواح أخرى، بدلا من تعمد الإهدار، فتلقف الفواتير ما يدخرون. بالأمس كان موعد «الكهرباء» منضبطا، بعدما فوترت الشركة إلكترونيا عبر رسائل الـSMS كافة الفواتير للمشتركين والعملاء. قبلها كانت القلوب منقبضة، خوفا من تيار عالٍ للفواتير، خصوصا في ظل ما يتردد عن أن الكهرباء ستأتي على الغالي والنفيس، ويصبح ما يتلقاه المواطن من دعم «صفرا على الشمال»، لكن خاب التشاؤم، بعدما جاء تيار الفواتير ضعيفا، تتحمله جيوب المواطنين، بل يصبح فائض ما يأتيهم من دعم، إضافة لهم، يصرفونه على ما يريدون، ويوجهونه حسبما يبغون، وبات لسان حال الجميع يردد «مرت الفاتورة بأمان».
لكن الأهم ليس في عبور المحك الأول لفاتورة الكهرباء، لأنه من الطبيعي أن يكون تيارها متذبذبا، يرتفع تارة، ويخفت تارة أخرى، بل المهم أن المواطن أو المستهلك في السعودية نجح بوعيه في امتصاص موجة التيار الأول، فعلا تيار وعيه ليصل إلى مرحلة الضغط العالي، فأصبح «وعي الترشيد» يمتص كل تيار آخر، تغيرت المنازل، وأصبحت الإضاءة في غير توقيتها أو موقعها، عالة وعادة استهلاكية ضارة تم التخلص منها، وتحولت المبردات التي كان هديرها يعمل «على مدار الـ24 ساعة»، مظهرا من مظاهر الجهل، تفوقت عليه لغة العلم، والحسابات.
مضى الشهر الأول بنجاح الوعي، وأصبح العائد ليس على المستهلك فحسب، بل على وتيرة عمل تحتاج إلى الطاقة، أكثر من احتياجها لأموال المستهلكين، ويصبح المحك الحقيقي في فصل الصيف، عندما ترتفع الأجواء. فهل يستمر الوعي ليبرد لهيب الصيف، أم لكل مقام مقال؟
لكن الأهم ليس في عبور المحك الأول لفاتورة الكهرباء، لأنه من الطبيعي أن يكون تيارها متذبذبا، يرتفع تارة، ويخفت تارة أخرى، بل المهم أن المواطن أو المستهلك في السعودية نجح بوعيه في امتصاص موجة التيار الأول، فعلا تيار وعيه ليصل إلى مرحلة الضغط العالي، فأصبح «وعي الترشيد» يمتص كل تيار آخر، تغيرت المنازل، وأصبحت الإضاءة في غير توقيتها أو موقعها، عالة وعادة استهلاكية ضارة تم التخلص منها، وتحولت المبردات التي كان هديرها يعمل «على مدار الـ24 ساعة»، مظهرا من مظاهر الجهل، تفوقت عليه لغة العلم، والحسابات.
مضى الشهر الأول بنجاح الوعي، وأصبح العائد ليس على المستهلك فحسب، بل على وتيرة عمل تحتاج إلى الطاقة، أكثر من احتياجها لأموال المستهلكين، ويصبح المحك الحقيقي في فصل الصيف، عندما ترتفع الأجواء. فهل يستمر الوعي ليبرد لهيب الصيف، أم لكل مقام مقال؟