ثقافة وفن

أرصفة الرياض

نايف عوض

نايف عوض

وأمد أيدي لأرصفة الرياض اللي ملاها البرد

خذي جمر الحنين اللي تواقد.. ما عرفت لمين

وقولي.. كم وجهٍ... لازم ارسلك بهيئة طرد

عشان أفرغ بريد ضلوعي الليلة من التخمين

من اللي مر وجهه كنه بقلبي رصاصة فرد

من اللي لوحت كفه وانا واقف بدون يدين

من اللي جا وبعيونه علب حلوی وسلة ورد

وقفي.. عظم الله أجرك وصبّرك يا مسكين

من اللي حط برقبتي قلايد للنجوم الشرد

وصحاني على أغلال الفقر بيديني الثنتين ! رؤية نقدية حول النص قصيدة فاخرة، يخيل إليّ أن من يستنطق مدينة الرياض بالشعر يجدها موحية.. ما سر الرياض؟ لا يعني أنها جميلة في كل الأحوال، بل يعني أنها مدينة تحمل نفسها للشاعر المستنطق وتقول أتحداك الحقيقة.. تأتيه بالشيء ونقيضه وعين الشاعر مع بصيرته، هي التي تختار زاوية الرؤية التي يراها أوضح وأقرب إليه كشاعر.

في هذه القصيدة تم اختيار زاوية الرؤية، أرصفة الرياض، بواسطة ماذا؟ بواسطة الحنين.. هل في الأرصفة ما يمكن أن يتوجه إليه الخطاب؟ القصيدة تقول نعم.. نعم موجعة.. عندما نخاطب الأرصفة ونحن نحاول كسر ضلع الحنين في الصدر، فإنما لأن الفقد شديد.. الأرصفة خير جليس من هذا المنظور.. بما يوحي أن الرياض مدينة موحشة في نظر الشاعر.. لدرجة أن شساعتها المدوخة وضخامتها الساطعة وجبروتها العمراني كل هذا ليس شيئا يذكر أمام بلاغة رصيف يسلي شاعرا يتكىء على ضلع الحنين... نجد الرياض عند بدر في بعض قصائده مدينة عقال مقصب وشخصية فاخرة يتبعها موكب مهيب.. عند مساعد الرشيدي شيء آخر.. هل الرياض ملهمة للشعراء ؟ أظن.

بقلم: عواض العصيمي