محطة أخيرة

وانطفأ سراج الأغنية السعودية .. تخيل !

سلطان بن بندر (جدة) Sultanbinbandar@

«خذاه الموعد الثاني».. بعد مشوار أنيق مع «الفن»، أغلق فيه سراج ياقة الأغنية السعودية، وهندم ألحانها التي شاركت السعوديين والعرب تفاصيل قصص عشقهم من أول نغمة ناي تتلو صوت الكمان في "مقادير"، وانتهاءً بـ"تخيل!" الكلمة التي علق بها عدد من محبيه على خبر انطفأ مشكاته.

ولم يجد الراحل سراج عمر منذ منتصف ستينيات القرن الماضي صعوبة في صنع هوية خاصة بالأغنية السعودية الحديثة التي تشارك فيها وطلال مداح وعبده والبدر في إنتاج محتوى غنائي فريد من نوعه يزاحم عمالة الفن العربي في وقتهم، إبان سيطرة أم كلثوم وعبدالحليم ووديع الصافي وغيرهم من العمالقة على خارطة الفن العربي، بعد أن استطاع وطلال مداح أن يكونوا بعبقرية سراج وأداء طلال وكلمات محمد العبدالله الفيصل جمهور جديد للأغنية السعودية الحديثة، بعد أن غناها طلال لأول مرة في القاهرة.

72 عاماً عاشها سراج عمر قبل أن يرحل في الثاني من فبراير تاركاً وراء ظهره ألحاناً «أحلى من الحلم اللي ودي لو كمل»، احتل فيها المركز الاول كثيراً، كأول سعودي يلحن أغنية عاطفية وطنية "حدثينا يا روابي نجد"، وأول سعودي يحصل على عضوية في جمعية الملحنين والمؤلفين في باريس، إضافة إلى تتلمذ العديد من الفنانين السعوديين على يديه كتبنيه لـعبدالمجيد عبدالله، وعلي عبدالكريم، والتوأم الفنية التي حقق فيها وطلال مداح الكثير من النجاحات، قبل أن يحرق مكتبته الفنية التي حوت كل ألحانه وأعماله المسموعة والمكتوبة في العام 1430.

رحيل "موزارت السعودي" الملحن الـ"شِيك" بعد أن "خذاه الموعد الثاني" بـ"لا وعد"، ليترك القدر "يكتب مع الريح"، لـ"اخت القمر"، "مُري علي" بعد أن غنا لها "مرتني الدنيا"، وقال لها وهو يعزف آلته التي يحب، بنغمة "اغراب"، "هلي الجدايل" و"الله يعلم"، لينام الطريق إلى الألحان بعد رحيله.