الرجال جاي
بالسكين
السبت / 17 / جمادى الأولى / 1439 هـ السبت 03 فبراير 2018 01:14
علي بن محمد الرباعي
ربما لا يدرك البعضُ أن العمل قيمةٌ عظمى من القِيَم الإسلامية الخالدة، فالعمل عبادة، ولكن بعض المسؤولين والموظفين لا يعطي للقيمة المعنية للعمل أي اعتبار، فهو لا يعي مثلاً أن العمل أمانة، وأنه إنتاج يومي، ولذا يتورط في الاستهلاك حد الهلاك.
العمل ليس سُلْطَة، بل علاقة حقوقية تعاقدية بين ثلاثة أطراف، الدولة، والموظف، والمواطن، هذا في العمل الحكومي، وتحل المؤسسة محل الدولة في القطاع الخاص، كما يحل المستفيد محل المواطن.
تفقد بعض المؤسسات قيمتها عندما يحيلها موظف ما إلى ملك خاص دون أن يشعر، فهو يجيء للعمل صباحاً، ويعود لمنزله ظهراً دون أن يضع في اعتباره حقوق المواطنين عليه، يخدم من شاء بأريحية، ويعطّل من يشاء محتجاً بالنظام، كما أن الجزء الأكبر من يوم العمل يذهب في قضاء مصالح خاصة، أو ثرثرة مجانية.
في مؤسسات القطاع الخاص هناك إلزام بإنتاجيه يومية، وفي ضوء إنجازها يترقى الموظف، ويحفّز، ويشعر بسعادة لأنه يحقق ذاته من خلال عمله.
في القطاع الحكومي نلمس حضور البعض بتثاقل، وملامح الوجه عابسة، ولا يستقبل أحداً إلا بعد الإفطار، ولديه مبررات عدة لتعطيل الناس أقلها المعاملة ناقصة، أو الجهاز عطلان، والبعض يتوضأ لصلاة الضحى، ثم يصلي ثماني ركعات، وبعدها يستعد لصلاة الظهر، ناهيك عن إيصال الزوجة، والأولاد للمنزل.
بالطبع ليس منطقياً توجيه اللوم إلى موظف على هذا السلوك المشين والمشوه لقيمة العمل، كونها ثقافة ترسخت في الوطن العربي بأجمعه، وغدا العمل الحكومي متخماً ببطالة مقنّعة، لكننا بحاجة إلى تغيير مفاهيم وسلوكيات وسن قوانين وأنظمة لتخليص الشوائب.
يبعث موظف في وزارة، لمدير ما في منطقة كالباحة رسالة «الرجّال جاي»، الرجّال ممكن يكون وزيراً، أو وكيل وزارة، ما يحيل المدير إلى نحلة عاملة، يستدعي عمال الصيانة، لتجديد الإنارة والسباكة، بما فيها دورة المياه الخاصة، ويجمع (قطّة) من الموظفين لشراء الذبائح، ويكلّف بعض من يمون عليهم بتجهيز خبزتين (خمير وفطير) وسمن، وعسل، ويطلب بخوراً فاخراً، وتتحول زيارة المسؤول إلى كرنفال مطبخي، فبعد جولة سريعة على مشاريع، يعود للاستراحة ليتذوق الزائر الوجبات المحلية الساخنة، ويكثّر بالخير، وهذاك وجه الضيف.
العمل ليس سُلْطَة، بل علاقة حقوقية تعاقدية بين ثلاثة أطراف، الدولة، والموظف، والمواطن، هذا في العمل الحكومي، وتحل المؤسسة محل الدولة في القطاع الخاص، كما يحل المستفيد محل المواطن.
تفقد بعض المؤسسات قيمتها عندما يحيلها موظف ما إلى ملك خاص دون أن يشعر، فهو يجيء للعمل صباحاً، ويعود لمنزله ظهراً دون أن يضع في اعتباره حقوق المواطنين عليه، يخدم من شاء بأريحية، ويعطّل من يشاء محتجاً بالنظام، كما أن الجزء الأكبر من يوم العمل يذهب في قضاء مصالح خاصة، أو ثرثرة مجانية.
في مؤسسات القطاع الخاص هناك إلزام بإنتاجيه يومية، وفي ضوء إنجازها يترقى الموظف، ويحفّز، ويشعر بسعادة لأنه يحقق ذاته من خلال عمله.
في القطاع الحكومي نلمس حضور البعض بتثاقل، وملامح الوجه عابسة، ولا يستقبل أحداً إلا بعد الإفطار، ولديه مبررات عدة لتعطيل الناس أقلها المعاملة ناقصة، أو الجهاز عطلان، والبعض يتوضأ لصلاة الضحى، ثم يصلي ثماني ركعات، وبعدها يستعد لصلاة الظهر، ناهيك عن إيصال الزوجة، والأولاد للمنزل.
بالطبع ليس منطقياً توجيه اللوم إلى موظف على هذا السلوك المشين والمشوه لقيمة العمل، كونها ثقافة ترسخت في الوطن العربي بأجمعه، وغدا العمل الحكومي متخماً ببطالة مقنّعة، لكننا بحاجة إلى تغيير مفاهيم وسلوكيات وسن قوانين وأنظمة لتخليص الشوائب.
يبعث موظف في وزارة، لمدير ما في منطقة كالباحة رسالة «الرجّال جاي»، الرجّال ممكن يكون وزيراً، أو وكيل وزارة، ما يحيل المدير إلى نحلة عاملة، يستدعي عمال الصيانة، لتجديد الإنارة والسباكة، بما فيها دورة المياه الخاصة، ويجمع (قطّة) من الموظفين لشراء الذبائح، ويكلّف بعض من يمون عليهم بتجهيز خبزتين (خمير وفطير) وسمن، وعسل، ويطلب بخوراً فاخراً، وتتحول زيارة المسؤول إلى كرنفال مطبخي، فبعد جولة سريعة على مشاريع، يعود للاستراحة ليتذوق الزائر الوجبات المحلية الساخنة، ويكثّر بالخير، وهذاك وجه الضيف.