أخبار

خبير زلازل لـ «عكاظ»: لا مبرر لتداول أخبار «هزات الـ 3 ريختر»

الدرع العربي ثابت «جيولوجياً».. ولا مخاطر على السعودية

طلال مختار

محمد داوود (جدة) Okaz_online@

أكد رئيس قسم الجيوفيزياء بجامعة الملك عبدالعزيز، المستشار السابق بالمركز الوطني للزلازل البروفيسور طلال مختار لـ«عكاظ»، أن الوضع الزلزالي في السعودية مطمئن، «لا يعني أنه لا تحدث زلازل، لكننا بمنأى عنها». وأشار إلى أن نشر أخبار هزات الأقل من 3 ريختر لا مبرر له. «نتابع في كل فترة وأخرى أخبارا عن حدوث زلازل في السعودية أو البحر الأحمر وغالباً ما تكون ذات مقادير أقل من 3 على مقياس ريختر والتي توصف بأنها دقيقة وصغيرة ولا يمكن الإحساس بها، كما أنها لا تتسبب في أي أضرار للمباني والمنشآت، ولذا فإن نشر الأخبار عن مثل الزلازل التي حدثت، سواء في النماص أو في المدينة المنورة أو في أي مناطق أخرى لا مبرر له لما يحدثه من خوف وذعر وشائعات وتأويلات»

وأضاف مختار أنه يلاحظ أن الأضرار الناجمة عن الزلازل تكون في الغالب بسيطة، ولا تؤثر الزلازل المعتدلة في المباني المشيدة بشكل جيد، بل إن معظم الإصابات تنجم من تعرض المباني الضعيفة للانهيار ومن الهلع والذعر الذي يؤدي إلى التدافع للهروب مثلما ما حدث في زلزال دهشور المعتدل بالقرب من القاهرة عام 1992 وأدى إلى مقتل 545 وإصابة 6512 وتشريد 50000 شخص، وكانت مناطق القاهرة القديمة هي الأكثر تضررا، إذ تؤدي الزلازل ذات المقادير الكبيرة (6.0) عادة إلى أضرار كبيرة.

ولفت الخبير الجيوفيزيائي إلى أن معظم النشاط الزلزالي يقع على حدود الصفيحة العربية الآسيوية الأوروبية على امتداد جبل زاجروس، وتمثل الصفائح التكتونية الغلاف الصخري الخارجي للأرض ويبلغ متوسط سمكها نحو 100 كم ويفصل بينها صدوع عظيمة تشكل حدودها الخط الأحمر، وتتباعد الصفائح عن بعضها البعض كما هو في وسط البحر الأحمر بين الصفيحة العربية والصفيحة الأفريقية، أو قد تصطدم إحداها بالأخرى وينتج عن ذلك تكون جبال شاهقة، كما هو في جبال الهمالايا شمال الهند، أو قد تصطدم وتندس صفيحة تحت صفيحة أخرى كما هو حال الصفيحة العربية، أما الجزيرة العربية فتكاد تخلو تماماً من الزلازل الكبيرة ويُعزى ذلك إلى أن الصفيحة العربية لا توجد بداخلها أو تقطعها أي من تلك الصدوع العظيمة ولذا من المستبعد أن تقع في داخلها زلازل قوية.

وخلص البروفسور طلال مختار إلى القول إن الدراسات دلت على خلو الدرع العربي الثابتة جيولوجياً من الزلازل الكبيرة، إلا أن مناطق عدة في الحجاز تعرضت إلى بضع زلازل خفيفة ومعتدلة مثل التي صاحبت الثوران البركاني الذي حدث في الجزء الشمالي من حرة رهاط عام 1256م بالقرب من المدينة المنورة، وكذلك العاصفة الزلزالية التي تعرضت لها حرة الشاقة في مايو 2009 وكان من ضمنها العديد من الزلازل المعتدلة وصل مقدار أكبرها إلى 5.7 ولم ينتج عنه أي أضرار.