أخبار

الأحمر لـ«عكاظ»: صالح رفض مصافحتي.. ولا أدافع عن «الإخوان».. والنصر قريب

نائب الرئيس اليمني: تجاوزنا «أحداث عدن» بدعم المملكة والقيادة المشتركة.. و«الجزيرة القطرية» تحرض على اليمنيين

علي محسن أكد عمل الحوثي على الحرب العقائدية وبث الكراهية بين اليمنيين. (تصوير: عبدالعزيز اليوسف)

حاوره في الرياض: جميل الذيـابـي



بعد صمت طويل أحاط بالرجل القوي في اليمن (الجمهوري)، خرج نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر عن صمته ليكشف جانباً من كواليس ما قبل تنحي صالح، ويعلق على ما عرف بـ«أحداث عدن» الأخيرة، في لغة بدت تصالحية مع رفاق السلاح، ليؤكد وحدة هدف اليمنيين الكامن في دحر الانقلابيين وأن «بعدها لكل حادث حديث».

وبلغة جازمة، يؤكد «الجنرال اليمني» في حوار مع «عكاظ» تورط إيران في بلاده قبل أكثر من عقدين، لافتاً إلى أن إيران كانت تسعى لاختراق اليمن منذ عام 1979، عبر «المنح الدراسية» التي كانت تستهدف يمنيين وخليجيين لشحنهم «عقائدياً» ضمن «مشروع كبير» إلى إيران وسورية والعراق ولبنان. ويستشهد بضبط السلطات اليمنية قبل انقلاب الحوثيين خبراء عسكريين واستخباراتيين من إيران وحزب الله، إضافة إلى الأدلة الدولية حول سفن الأسلحة والصواريخ.

ويبدو أن الجنرال الذي ظل حاملاً بندقيته طيلة عمله الحكومي، وشن على الحوثيين الحروب الـ6، يرى النصر «صبر ساعة»، إذ يبرهن على خطط قيادة القوات المشتركة في الرياض، فإلى نص الحوار:

لماذا تأخر إنهاء الانقلاب الحوثي حتى الآن؟ وكيف تصف عسكريا الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في الميدان بدعم التحالف العربي؟ مضى اليوم نحو 3 سنوات تقريبا، ما الذي يحصل؟

سأعطيك معلومات. بالنسبة للحوثي بعد الانقلاب والاستيلاء على الحكم أخذ 8 مليارات دولار من داخل البنك المركزي، أي من خزينة الدولة، وهي تحت تصرفه، و6 تريليونات عملة محلية، و«الشرعية» خرجت خالية الوفاض، لولا أن هيأ الله الملك سلمان باستقباله للشرعية ورجال اليمن. فأنت تريد حكومة ثم تريد جيشا ثم تريد البناء، هذا البناء كله صعب، نعمل مع المملكة ووفق الإمكانات، ونحن نبني من الصفر، والحوثي استلم دولة، فمثلا في القوات المسلحة استولى الحوثي على أكثر من 3 مليارات طلقة كلاشنكوف، من بينها مليارا طلقة أتى بها الروس في 2012 مجانا للدولة، ولولا تدخل عاصفة الحزم لكانت مقاومة الحوثي كلاماً جزافاً.

* هل تقصد أنه سيطر على كل مفاصل الدولة وقواتها؟

** طبعاً، سيطر على كل المؤسسات المدنية والعسكرية والأمنية والاستخباراتية.

* كيف سيطر على مفاصل الدولة بتلك البساطة؟ ومن سانده في هذا المخطط؟

** الحقيقة أن الحوثي يمتلك «لوبي». واللعبة كبيرة وليست بسيطة. لعبة تستهدف اليمن والمنطقة والجزيرة العربية بشكل عام والخليج العربي. مشروع إيراني متكامل منذ بدء تصدير الثورة الإيرانية.

* هل تقصد أن إيران خططت لذلك منذ 1979؟

** طبعا منذ ذاك التاريخ، فهي تمنح 3 آلاف منحة سنوية في قم واللاذقية ولبنان والعراق، وتستهدف الشباب اليمني.

* وهل وجد انحرافا يمنيا مع مشروعه؟

** نعم استهدف يمنيين وخليجيين، 3 آلاف منحة سنوية لليمن، لتربي في الأجيال هذا الصراع العقدي، فهذه التربية الثقافية للثلاثة آلاف منحة سنوية بدأت بعد الوحدة عام 1995، ما يعني تلقينا لأكثر من 15 عاما، فيهم الدكاترة والجامعيون، هذا كله كوّن لهم ميليشيات تتحرك بأوامرهم وعقيدتهم على مدار تلك الأعوام.

الحسم

* لكن لماذا تأخر الحسم حتى اليوم؟

** الآن تجد أننا مسيطرون على 85% من الأراضي اليمنية، وعاصفة الحزم أنقذت اليمنيين وأعادت اليمن إلى العرب، وأعادت لليمني اعتباره، وأعادت روح اليمني المعنوية ليتنفس الصعداء ويقاتل ويقاوم إلى جانب التحالف الذي حمل على عاتقه أن يشاركك في الدم، في الميدان، في الجو، في السياسة، بواسطة هذه الجهود والمساهمة الكبرى استطعت أن تنفذ قرارات دولية كبرى، تؤيدك وتؤيد الخليج وتؤيد الشرعية وهذا بثقل المملكة والتحالف، بعد القرارات الأممية وتأييد المبادرة الخليجية لمخرجات الحوار الوطني أصبح الناس يركنون إلى عدم الاعتراف بهذا الانقلاب، والمخالفة الجسيمة والمصيبة التي حصلت في اليمن، جعلت اليمنيين يتنفسون الصعداء، والآن نحن وبعد ثلاث سنوات طبعا في عمر الشعوب -بالنسبة للسنين لا تحسب- فليس صراعا بسيطا إنما هو كبير، ومع ذلك استعادة هذه المساحة ليس بالأمر الهين بل هو إنجاز كبير.

* هل تقول إن دولة اختطفت ومطلوب استعادتها؟ يعني مرور 3 أعوام واستعادة 85% من الأراضي أمر مهم لرجال الميدان.

** نحن الآن مستعيدون 85% من جغرافية الأرض، ومسيطرون على كل المنافذ عدا منفذ الحديدة. وأخيراً بيحان والجوف استكمل تحريرهما، ولم يبق في مأرب سوى مديرية واحدة ستحرر في القريب، والبيضاء حققت إنجازات كبيرة وستستمر، وتعز تتحرر وفقاً للخطة التي وضعناها والتي وُضعت بإشراف قيادة القوات المشتركة في الرياض.

مفاوضات عُمان

* المسار العسكري يعمل، وهناك مسار سياسي يعمل أيضاً، هل لا يزال ثمة مفاوضات في سلطنة عمان، إذ قبل أسبوع تواجد محمد عبدالسلام مندوب الحوثيين في مسقط.. ماذا تم في المسار التفاوضي؟

** نحن في الشرعية وكدول تحالف مع الحوار ومع السلام الدائم المستند للمرجعيات الثلاث، ولا شك بأن هناك تحركا أمميا يُبذل خلف الكواليس، لأن الحوثيين هم من رفضوا الحوار أساسا، وأغلقوا باب الحوار من بعد الكويت، وكذلك أغلقوه في ظهران الجنوب، وأغلقوا كل الحوارات في مسقط تماما، الآن لديهم خطة مكشوفة لتحسين صورتهم أمام الخارج بعد اغتيالهم للرئيس السابق علي عبدالله صالح.

3 انتفاضات

* كيف انعكس مقتل علي عبدالله صالح عليكم، وعلى الأزمة اليمنية؟

** لا بد أن تعلم أنه كانت هناك 3 انتفاضات شعبية لليمنيين، ولم تتكلل بالنجاح كما ينبغي؛ الأولى حينما وصلت القوات وتحررت مأرب وتحرر الجنوب قامت انتفاضة شعبية وثارت الحديدة وثارت ذمار وثارت تعز وثارت إب وثارت البيضاء، والكل لم يحالفه الحظ إلا تعز وبعض مناطق البيضاء هي التي استمرت وقاومت.

والانتفاضة الثانية، من داخل صنعاء، بدأت الجماهير من طلاب الجامعات وموظفي الدولة ومن المدارس والمعسكرات التي اضطهدها الحوثي كانت تستعد للانتفاض مع قادتها، وبدأ التنسيق مع جزء من المؤتمر وغيره مع كل الأحرار الموجودين الرافضين لانقلاب الحوثي، وكانت الناس قد بدأت، ولكن ما الذي حصل؟ حصلت حادثة قاعة العزاء، ونحن أعلنّا من اللحظة الأولى أن كل الشهداء من حلفاء الشرعية والتحالف.

* والحادثة أحدثت انعكاساً؟

** طبعاً، مجموعة من 15 قائدا ذهبوا في مسحة واحدة، فأجهضت الانتفاضة الثانية، والانتفاضة الثالثة التي أعلنها علي عبدالله صالح.

مقتل صالح

* كانت التوقعات تقول إنه مع مقتل علي عبدالله صالح ستثور كل صنعاء والمحافظات اليمنية، فهذا الرجل قاد اليمن 3 عقود، لكن الأمور لم تسر كما كان متوقعا؟

** كان يوجد جانب إعلامي حوثي إيراني يستهدف خلخلة تماسك التحالف والشرعية لإيجاد الشكوك، بعد علي عبدالله صالح. لكن التذمر لا يزال قائما بعد مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، والجماهير متذمرة، والحوثيون يستخدمون عنفا مفرطا ولكن العاقبة بالنهايات وسينتصر أهل اليمن على الانقلابيين.

* في اغتيال علي عبدالله صالح.. كان المنهج الإيراني حاضراً؟

** نعم المنهج الإيراني لا يحاور، ولا يتفاهم معك، أمام أهلك وإخوتك وابنك، لا يحترم أحدا، فهذه أخافت الناس، لكنها فعلا أثرت الآن عليهم في رفض التجنيد وحشد الناس، وهذا عامل إيجابي كشف وجههم القبيح.

* الآن يجند من المدارس؟

** نعم، وبدأ يبحث عن الأطفال والمدارس.

* هل يأخذهم بالقوة؟

** نعم يأخذ بعضهم بالقوة.

* تقصد بذات طريقة إيران وحربها ضد صدام عندما جندت طلاب المدارس للجبهات.

** بالضبط، والآن يفرض ثورة ثقافية كاملة على المدارس والجامعات والمستشفيات والمستوصفات وموظفي الدولة والقطاع الخاص، حتى على الفراشين وعمال النظافة يجبرهم على حضور حصص لتدريسهم مناهج إيرانية.

مناهج إيرانية

* هل الآن تدرس في المدارس مناهج إيرانية؟

** نعم، غيروا المناهج التربوية كلها ووضعوا شعارهم ويدرسون عقيدتهم، فالحرب العسكرية مؤقتة ووقتية، لكن الحرب الثقافية أبدية، وهي أخطر من هذه الحروب.

* ما رسالتكم لحزب المؤتمر الشعبي العام؟ والمؤيدين لعلي عبدالله صالح؟

** المؤتمر الشعبي العام ندعوه ونحن جزء منه ومن مؤسسيه إلى أن يلتف كله حول الشرعية وقيادة التحالف للتخلص من العدو الأساسي وهو الحوثي والمد الإيراني.

تورط إيران

* هل تمتلكون أدلة دامغة على تورط إيران؟

** عندما كانت هناك دولة، قبل أن يسيطر الحوثيون على صنعاء، كان هناك سجناء إيرانيون ومن حزب الله وخبراء عسكريون وسياسيون واستخباراتيون تم القبض عليهم فقد دخلوا اليمن عبر تأشيرات السياحة، وضبطنا أكثر من سفينة، كسفينة جيهان محملة بالسلاح وموثقة بالصور، إضافة إلى الصواريخ الكبيرة ذات المسافات الطويلة، والجيش اليمني لا يملك هذه الصواريخ، وهذه كلها من إيران لخدمة مشروع المد الفارسي.

الصواريخ التي كانت عند الجيش اليمني أكثرها لا يتجاوز مداها 500 كيلومتر، وهذه 1400/‏‏‏1500 كيلومتر، وهذه مصنوعة ومطورة في إيران.

أحداث عدن

* سنرجع إلى سؤال يهم الجميع، ما الذي يحدث في عدن؟ أريد رأيك كنائب لرئيس دولة، ورأيك كخبير عسكري؟

** ما يجري في عدن كنا نتمنى ألا يحدث، نحن مع المطالب الشعبية السلمية المشروعة، ومع الحوار ولسنا مع استخدام القوة لتحقيق مكاسب سياسية، ومع ذلك تم تجاوزها بدعم ورعاية الأشقاء في المملكة العربية السعودية الشقيقة وقيادة القوات المشتركة.

* هل تواصلتم مع عيدروس الزبيدي وشلال؟

** عيدروس الزبيدي وشلال (شلال علي شائع)، نحن نريد أن نكون مع بعض جبهة واحدة لتحرير اليمن من الانقلابيين ودحر مشروع إيران.

* هل تواصلتم معهم؟

** تواصلنا مع قيادات التحالف والمملكة العربية السعودية الشقيقة.

* من الذي يدعمهم ويمولهم؟

** نحن نريد أن نجتمع ونتحد كمؤتمر شعبي وشرعية وتحالف لنقاتل الحوثي ونخلص من الأزمة، وسنتحاور بعد أن نلقي السلاح.

حزب الإصلاح (إخوان اليمن)

* ما علاقتكم الآن بحزب الإصلاح والإخوان؟

** علاقتنا بالإصلاح علاقة دولة بمكونات سياسية، ونحن كنا في خلاف سياسي مع علي عبدالله صالح، وكان عندنا اللقاء المشترك، وهو ليس الإصلاح وحده، هو يجمع مجموعة من التيارات والأحزاب ناصريين وبعثيين وغيرهم، هذا التجمع تبنى معارضة علي عبدالله صالح، وفي 2011 خرج للشارع وحركه، والإصلاح جزء من اللقاء المشترك.

فرصة صالح الضائعة

* كان يردد ويكتب أن الإخوان هم محرك الشارع ضد صالح؟

** تقصد بالإخوان حزب الإصلاح؟ لا، حزب الإصلاح جزء من حركة الشارع، لكنه الأكثر تواجداً، الكل كان يشارك في الساحة، الاشتراكي والناصري وجزء من حزب الحق والقوى الشعبية والشباب المستقل والمنضمون من المؤتمر، وفي 2011 تحالفنا بعد قتل الطلاب المتظاهرين في جمعة الكرامة.

* قتل الطلاب حدث بعد فترة من تمدد حركة الشارع؟

** تقريبا، ونحن في ذلك اليوم اجتمعنا مع علي عبدالله صالح والحكومة بشكل عام بعد حدث مقتل الطلاب، كان عندي رأي بتشكيل محكمة ولجنة تقصي حقائق في المسألة، حتى نحل مشكلة التواجد في الساحات وننهي أمورنا بالحوار، وأن تشكل حكومة ائتلافية، رئيس الحكومة يكون من المعارضة، وقبل علي عبدالله صالح بذلك وقبلوا اللقاء المشترك على أساس أنها 50% في 50%، وسار الاتفاق كذلك وجاءت المعارضة في يوم خميس مساء الجمعة وتم اللقاء والاتفاق مع علي عبدالله صالح بأن يعطوا أسماء أعضاء الحكومة المرشحين من قبلهم، وهو يعطي أسماء أعضاء الحكومة من المؤتمر الشعبي ويتم إعلانها ورفع الساحات وينفض الناس من مناطق الاعتصام بالكامل في محافظات الجمهورية بمن فيهم من في العاصمة، ولكن في ذلك اليوم الذي حصل فيه اللقاء حدثت المشكلة، قتل أكثر من 50 طالبا و800 أو 1000 جريح، أنا طالبت بحل المشكلة وبمحكمة ولجنة تقصي الحقائق، الدولة والقيادة لم تستجيبا لهذه النقطة، وأنا كنت وسيطا بين المعارضة والقيادة فقلت لهم إذا لم تحددوا لجنة سيكون لي موقف آخر خارج عن الموقف الذي تتصورونه.

* موقف مستقل؟

** نعم موقف مستقل آخر، هم لم يرضوا، وقد قال القربي (أبوبكر القربي) حينما كان وزيرا للخارجية اليمنية لعلي عبدالله صالح «إن الأخ (علي محسن) جاد في كلامه»، وفي الأخير أعلنت تأييدي السلمي للمتظاهرين السلميين.

* لكن الآن ما طبيعة علاقتك مع الإصلاح؟ تتواصل معهم؟ هل بالفعل يشاركون معكم على الأرض؟

** نعم يشاركون. نحن قيادة سياسية، هؤلاء كلهم تحت قيادتنا سواء مؤتمري اشتراكي أو إصلاحي أو سلفي أو ناصري أو غيرهم. نحن قيادة سياسية ومعنا التحالف، من وجه بندقيته وكلمته وصحيفته ضد الحوثي على الرحب والسعة.

* هل هم فاعلون في مواجهة الحوثي؟

** يشاركون، نحن الآن حسمنا مسألة المقاومات الشعبية واعتمدنا جيشا وطنيا.

* ثمة اتهامات لحزب الإصلاح بأنه لا يزال غير فاعل في الميدان، وأنه على الأرض لم يعمل شيئا، ويتلبس بنتائجكم؟

** من يقاتل في الميدان لا يقاتل تحت مسمى الإصلاح ولا اشتراكي ولا ناصري ولا مؤتمر شعبي، نحن نقاتل تحت مسمى الجيش الوطني والشرعية وقيادات التحالف، والأحزاب السياسية بما فيها الإصلاح داعمة للشرعية.

* كأنك تدافع عنهم؟

** لا أدافع عنهم ولا أسبهم، أنا دوري قيادي.

* هل أصبح الحوثي الآن معزولا؟

** هو الآن لوحده وفي عزلة.

* كم يقدر عدد الحوثيين في اليمن؟

** لا تستطيع أن تعدهم، ولا تستطيع أن تحسم أمر عددهم.

* كيف؟

** عندك مجموعة تسلحت وتدربت وتثقفت في إيران وتسلحت باسم المذهب، جعلت من المذهب مسلحا واستغلت اسم الزيدية كذباً.

تسجيل صالح ومحسن - مفبرك!

* قبل اغتيال علي عبدالله صالح.. خرج تسجيل يزعم أنه جرى اتصال بينك وبين صالح.

** ليس صحيحاً - مفبرك.

* لكن ثمة محاولات من صالح للتواصل معك وأرسل وسطاء لك، وما علمته أنك لم ترد عليه؟

** نحن نرد على كل يمني أو وسيط خير، وكانت هناك وساطات للأشقاء، والسفير السعودي السابق في اليمن، ونحن في اليمن، تبنى وساطة بيني وبين علي عبدالله صالح، والوساطة كانت من المملكة.

* تقصد وساطة سعودية يقودها السفير السابق علي الحمدان؟

** نعم الحمدان، التقينا في صلاة عيد فطر - أنا وعلي صالح بعد ذلك، وأخذ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي بيدي ويد علي عبدالله صالح للسلام على بعض، ولكن.

* هل تصافحتم وتصالحتم؟

** لا.. مددت يدي ولكنه لم يمد يده، وسقطت الوساطة.

* أحمد ابن علي صالح موجود في الإمارات هل اتصلت به للعزاء؟

** اتصلت به وتحدثت معه وقدمت واجب العزاء.

* وكيف كان رده عليك؟

** رد طبيعي.. وتقبل العزاء في والده -الله يرحمه-.

* 19 من أبناء علي عبدالله صالح خرجوا من اليمن وجاؤوا إلى السعودية، غير الذي ذهب إلى سلطنة عمان، هل قابلتهم وقدمت لهم واجب العزاء؟

** عزيت بالهاتف أحمد وعمار.

* يقال إنه يفكر في العودة إلى اليمن، لكن القرارات الأممية ضده تكبله، ولا يستطيع العودة والتحرك.

** كل اليمنيين يفكرون بالعودة.

قيادة «المؤتمر»

* من يقود حزب المؤتمر الشعبي العام؟ لماذا ليس له قائد إلى الآن؟

** يقوده رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي - قيادة الشرعية.

* هناك كلام في اليمن أن من سيقود المؤتمر هو علي محسن الأحمر؟

** هناك من يطرح برغبته في أن يقود الحزب فلان أو فلان.. وفلان يطرح آخر، ولكن المصلحة الأساسية التي نريدها لليمن وللمؤتمر أن نكون جميعا تحت قيادة الشرعية، ندعو الكل تحت قيادة الشرعية برئاسة الرئيس هادي.

* إذن قيادة الدولة هي من سيقود الحزب؟

** نعم، وفقاً لنصوص اللوائح الداخلية للحزب.

سأقول لك شيئا يقوله بعض اليمنيين، ثمة البعض لهم يد مع الحوثي ويد مع الشرعية، في النهار يقول كلاما وفي الليل يتغير ويقول آخر.

* ما المعلومات لديك؟

** هذا كلام غير صحيح، ومع هذا كله قد يوجد، ولكنه بحكم النادر، والنادر لا حكم له، ليس صحيحا أن تحكم على الناس بهذا الشكل أن يكونوا في الصباح مع التحالف وفي المساء مع الحوثي.. هذا كلام غير صحيح نهائياً.

* البعض من يقول ذلك؟

** هذه كلها دعاية غير صحيحة، ونرفضها.

* أنت قدت الحروب الست ضد الحوثيين وانتصرت عليهم؟

** نعم ولله الحمد، قدتها ضمن الدولة وضد متمردين على الدولة.

* متى ستنتصر عليهم في الحرب السابعة؟

** إن شاء الله سننتصر وواثق من ذلك، ورجال اليمن سيدحرون الحوثي ومن وراءه؛ إيران وحزب الله وكل من يتعاطف معهم. سننتصر ولن يطول. عدونا الحوثي وإيران ونحن نركز على نتائج العمل العسكري وخططنا الميدانية وسننتصر إن شاء الله.

أسرته والميليشيا

* نجلك لا يزال في قبضة الحوثيين، من في اليمن لا يزال من أفراد عائلتك؟

** هم كلهم في الإقامة الجبرية في بيوتهم، وحولوا البيوت إلى سجون، وهم بالمئات.

* هل تعلمون عن مصير وزير الدفاع الصبيحي الذي يعتقله الحوثيون؟

** لا يزال في السجن، وليس لدينا معلومات عنه، وفهمنا في الأخير بأنهم أحياء هو وأخو الرئيس ناصر منصور هادي، ومحمد قحطان.

*قبائل كبيرة مثل حاشد وبكيل، أين هم من هذه الأمور؟ ألم يأتكم منهم دعم ولو معنوي؟

** الأحزاب احتوت القبائل، لكن لا يزال للقبيلة والمشايخ دور ونعوّل على دور أكبر منهم في الفترة القادمة.

* تقصد أن من في الأحزاب معكم هم من القبائل؟

** نعم الأحزاب احتوت القبائل، والقبائل موجودة ولها جهد طيب.

* التقيتم أخو علي عبدالله صالح، ماذا دار بينكما؟

** نعم التقيت علي صالح عفاش الحميري أخو الرئيس السابق -رحمه الله- وهو معنا مع الشرعية والتحالف.

* هل لا يزال في الرياض؟

** نعم في الرياض.

* قيل لي قبل فترة أنكم ترأستم لجنة للتواصل مع بعض قيادات المؤتمر، من غير طارق تواصلتم معه؟

** نتواصل مع الكثير والاستجابة كبيرة.

* وجاؤوا هنا؟

** جاؤوا.. ومن في اليمن نتواصل كذلك معهم، ومن في مصر والأردن وغيرهما نتواصل كذلك معهم.

* متى ستعود للميدان؟

** للتو عدت من الميدان.

* ثمة تراكمات في الشارع اليمني، ويقال إن هناك ضعفا في أداء الحكومة الشرعية في اليمن، وأن ما يحدث نتيجة فجوة لما يحصل بين بعض المواطنين في الداخل والحكومة الشرعية. (سؤال من الزميل عبدالله آل هتيلة)؟

** قد تكون هناك ملاحظات، لكن نعمل جاهدين على تلافي أي قصور، والحكومة تبذل جهوداً طيبة.

* الوزراء الحاليون.. كيف ترى أداءهم؟

** ممتاز، ولا يخلو من قصور.

* أين نشاطكم الأممي في تحريك الملفات ضد ممارسات الحوثيين؟

** مندوبنا في الأمم المتحدة موجود ويعمل بفاعلية والتحالف يبذل جهدا كبيرا.

* كم عدد الأسرى لديكم من الحوثيين؟

** بالمئات، وليس محصورا بتلك الدقة.

* سلّم التحالف أخيرا عددا من الأطفال المغرر بهم؟

** نعم، وهذه ميزة عظيمة، وهي المرة الثانية.

* كم عدد أسراكم عند الحوثيين؟

** لدينا معتقلون وأسرى حرب، وليسوا بالعدد الكبير.

* لكن الحوثيين لديكم بالمئات؟

** بالمئات، وكذلك قد يكون لديهم بالمئات من المواطنين.

* الصحافة دمرها الحوثيون؟

** دمروها تماماً.

* ماذا عن قطر وإعلامها؟

** قناة الجزيرة تقوم بدور تحريضي غير مهني على اليمنيين والتحالف، واليمن قاطعت قطر منذ بداية مقاطعة دول التحالف، ولن نقبل أي تحريض ضد البلاد العربية.

* ماذا عن علاقتكم مع المملكة؟

** علاقة إستراتيجية متينة ممتازة.

* ومع الكويت؟

** ممتازة.

* والإمارات؟

** ممتازة.

* ومع سلطنة عمان؟

** طيبة.

* والسودان؟

* ممتازة، مع كل دول التحالف والدول الشقيقة والصديقة.

«الأحمران» والبندقية والحروب الـ6 والخلاف الأخير من قرية بيت الأحمر في مديرية سنحان، ومن الجيش الجمهوري، خرج «الأحمران» علي عبدالله صالح وعلي محسن ليلعبا دوراً لم يكن عابراً في اليمن «الجمهوري» طيلة 4 عقود ماضية، انتهت باغتيال الأول الذي أجاد الرقص على رؤس الثعابين من قصر الرئاسة في صنعاء لأكثر من 3 عقود، فيما يحمل الجنرال الأحمر بندقيته في معركته التي يعرفها جيداً، ليدحر الميليشيات الحوثية المنقلبة على الشرعية.

يقف الرجل القوي الجنرال الأحمر ثابتاً في ذاكرة ميليشيا الحوثي الجمعية، إذ دك تمردهم في 6 حروب منفصلة (اندلعت الحرب الأولى في منتصف 2004)، وخرج قائد أكبر تشكيل عسكري في الجيش اليمني مزهواً بأغاني النصر.

ورغم الخلاف الكبير الذي دب بين «الأحمرين» عشية التظاهرات التي أطاحت بصالح، إلا أن الرجل يحفظ للرئيس اليمني الذي سجل موقف «العودة المشرفة» وطنيته ونضال رفيق السلاح.

ارتبط الأحمر بالمؤسسة العسكرية منذ وقت مبكر، إذ التحق بالجيش عام 1961، ويخطط اليوم لعمليات تحرير بلاده من قبضة الميليشيات التابعة لإيران من الرياض ومن مأرب وصحراء الجوف، ويبدو أن ثقته بأن «النصر صبر ساعة» تشي بتطورات كبيرة على الميدان، في ظل علو كعب الجيش الوطني المدعوم بقوات التحالف.