83 يوماً دون وليد البراهيم
الاثنين / 19 / جمادى الأولى / 1439 هـ الاثنين 05 فبراير 2018 02:06
حسن عسيري *
لماذا دائماً علينا أن نخشى تسجيل الشهادات في حق شخصيات نعمل معها خوفاً من الظن بأن ما نقوله يدخل في باب «المجاملة» أو النفاق.. أتحدث هنا عن الشيخ وليد البراهيم، مؤسس ورئيس مجموعة mbc والذي كان غائبا عنا طوال 83 يوماً.
العارفون بوليد البراهيم، لم يكونوا قلقين فالجميع مؤمن بحكمة الدولة وعدالتها، كما هو مؤمن ببرأة الشيخ وليد البراهيم وبالتكوين العقلي والذهني له الذي لا يتصالح مع «الفساد» ولا يجيد ممارسته.
من يعرف الوليد يدرك بأن الأفكار لا تهدأ في رأسه ولا يمكن أن يعيش بدون تحديات.. تلك الطاقة جعلت من مجموعة قنواته ريادية بعد 25 سنة من إطلاقها في العاصمة البريطانية، ابتداء من أول نشرة أخبار بعيدة عن اللغة الرسمية الإخبارية، وحتى الإحساس الوطني بوجود قنوات تدافع عن وطنه ضمن منظومة دفاعية أو هجومية متكاملة... السعوديون يفخرون بالقوة الناعمة تلك، والتي حققتها إم بي سي في صناعة المشهد التلفزيوني العربي، حيث اختار لها أن تكون ناعمة من حيث خليط الجنسيات من كل أنحاء العالم في صناعة محتوى يشبع نهم الشرق الأوسط ولكل الناطقين بالعربية حول العالم، وفي نفس الوقت لا تخرج عن انتمائها السعودي. أتبعها بعد ذلك بقناة إخبارية كانت ذراعاً وطنية ذات تأثير كبير في مواجهات كثيرة.
لم يكن وليد البراهيم يوماً رجل «إعلانات»، بل هو رجل استثنائي وخاص حقق الكثير في الثقافة البصرية العربية، وجعل الرأسمال السعودي الذي استثمر بحكمة خارج «الرياض» شرياناً يمتد من أينما كان إلى عاصمتنا. كانت الدراما مثلا أحد أشكال التعبير الثقافي للشعوب، وكان شغله الشاغل في تطوير دراما محلية ابتداء من القصة أولاً وانتهاء بمشاريع أكاديمية كان ينوي توجيهها لتطوير الصناعة.. وأثق أنه وقريبا سوف تكون مجموعة mbc بقيادته محوراً مهماً في صناعة الفيلم السعودي، والذي تأخر نموه بسبب تأخر تشريع السينما.
وليد البراهيم يحب الناس ويشعر بالمبدعين ويستطيع أن يقرأ الخريطة العاطفية التي تسكن في عقول المبدعين.. هذا الرجل يملك خلطة سرية ليوازن بين الاحتياجات والرغبات الراقية للمشاهدين.. هو رجل ليس سهلا تعويضه أبدا وبغيابه تغيب قصص إعلامنا المؤثر من خلال قنوات إم بي سي، والتي لا ينكر أحد أنها جعلتنا أكثر وضوحا وقوة وتأثيرا أمام الناطقين بالعربية حول العالم.
حقيقة، لقد اختلفت أدوات الثقافة منذ عصر التدوين وحتى تويتر.. المثقفون يعلمون جيداً أن وليد البراهيم خرج من خانة رجال الأعمال منذ زمن طويل جدا، وحط في خانة المفكر الذي يصنع التاريخ البصري، الصورة التي تختزل ألف كلمة، الدراما التي قد تغير مرحلة، الترفيه الذكي الذي يجعلنا أكثر حباً للحياة ويبعدنا عن مخاطر صحوة شوهت الطيبين وخوفتهم.
هذا هو «أبو خالد»، كما سيدونه التاريخ.
* ممثل ومنتج
العارفون بوليد البراهيم، لم يكونوا قلقين فالجميع مؤمن بحكمة الدولة وعدالتها، كما هو مؤمن ببرأة الشيخ وليد البراهيم وبالتكوين العقلي والذهني له الذي لا يتصالح مع «الفساد» ولا يجيد ممارسته.
من يعرف الوليد يدرك بأن الأفكار لا تهدأ في رأسه ولا يمكن أن يعيش بدون تحديات.. تلك الطاقة جعلت من مجموعة قنواته ريادية بعد 25 سنة من إطلاقها في العاصمة البريطانية، ابتداء من أول نشرة أخبار بعيدة عن اللغة الرسمية الإخبارية، وحتى الإحساس الوطني بوجود قنوات تدافع عن وطنه ضمن منظومة دفاعية أو هجومية متكاملة... السعوديون يفخرون بالقوة الناعمة تلك، والتي حققتها إم بي سي في صناعة المشهد التلفزيوني العربي، حيث اختار لها أن تكون ناعمة من حيث خليط الجنسيات من كل أنحاء العالم في صناعة محتوى يشبع نهم الشرق الأوسط ولكل الناطقين بالعربية حول العالم، وفي نفس الوقت لا تخرج عن انتمائها السعودي. أتبعها بعد ذلك بقناة إخبارية كانت ذراعاً وطنية ذات تأثير كبير في مواجهات كثيرة.
لم يكن وليد البراهيم يوماً رجل «إعلانات»، بل هو رجل استثنائي وخاص حقق الكثير في الثقافة البصرية العربية، وجعل الرأسمال السعودي الذي استثمر بحكمة خارج «الرياض» شرياناً يمتد من أينما كان إلى عاصمتنا. كانت الدراما مثلا أحد أشكال التعبير الثقافي للشعوب، وكان شغله الشاغل في تطوير دراما محلية ابتداء من القصة أولاً وانتهاء بمشاريع أكاديمية كان ينوي توجيهها لتطوير الصناعة.. وأثق أنه وقريبا سوف تكون مجموعة mbc بقيادته محوراً مهماً في صناعة الفيلم السعودي، والذي تأخر نموه بسبب تأخر تشريع السينما.
وليد البراهيم يحب الناس ويشعر بالمبدعين ويستطيع أن يقرأ الخريطة العاطفية التي تسكن في عقول المبدعين.. هذا الرجل يملك خلطة سرية ليوازن بين الاحتياجات والرغبات الراقية للمشاهدين.. هو رجل ليس سهلا تعويضه أبدا وبغيابه تغيب قصص إعلامنا المؤثر من خلال قنوات إم بي سي، والتي لا ينكر أحد أنها جعلتنا أكثر وضوحا وقوة وتأثيرا أمام الناطقين بالعربية حول العالم.
حقيقة، لقد اختلفت أدوات الثقافة منذ عصر التدوين وحتى تويتر.. المثقفون يعلمون جيداً أن وليد البراهيم خرج من خانة رجال الأعمال منذ زمن طويل جدا، وحط في خانة المفكر الذي يصنع التاريخ البصري، الصورة التي تختزل ألف كلمة، الدراما التي قد تغير مرحلة، الترفيه الذكي الذي يجعلنا أكثر حباً للحياة ويبعدنا عن مخاطر صحوة شوهت الطيبين وخوفتهم.
هذا هو «أبو خالد»، كما سيدونه التاريخ.
* ممثل ومنتج