الجنادرية.. جمعت اليمين واليسار في 4 عقود واحتفظت بالوسط
مشت على خطى أصيلة فتجاوزت المربد وجرش
الثلاثاء / 20 / جمادى الأولى / 1439 هـ الثلاثاء 06 فبراير 2018 03:00
علي الرباعي (الرياض)
كانت النواة الأولى لمهرجان الجنادرية زيارة للقيادة السعودية إلى المغرب الشقيق، وحضور فعاليات مهرجان أصيلة خالد الذكر منتصف الثمانينات الميلادية من قرن مضى، في حين كان مهرجان المربد العراقي هو الأكثر ذيوع صيت، ومهرجان جرش يخطف الألباب بتنوعه ومهارة القائمين عليه في إدراج الفن بأنواعه، ما دفع القائمين على مهرجان الجنادرية استحضار مكونات الجزيرة العربية، باعتبارها مهد الحضارات العربية، ومهبط الوحي الإسلامي، ومهوى أفئدة العرب والمسلمين، ومحط أنظار العالم الأول، لتؤسس الدولة مهرجاناً هو اليوم ملء أسماع المثقفين والنخب في الشرق والغرب، كيف لا والجميع يتطلع إلى دعوة منه، والكل يحرص على حضوره، ولم تعد الجنادرية رقصات شعبية وفلكلورات مناطقية بل غدت تظاهرة ثقافية كبرى تناقش فيها قضايا السياسة والاجتماع والثقافة وحوار الحضارات، ويجتمع في قاعات الندوات رموز الفكر والإبداع من كل أرجاء العالم.
وإذا كانت الجنادرية ذات نفس عروبي عند منطلقها، إلا أنها راعت دعوة جميع الأطياف، فحضر الشيخ محمد الغزالي من مصر ويمثل النخبة المحافظة، وحضر الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري بروحه الوثابة للعدالة الاجتماعية، وعبدالوهاب البياتي اشتراكي النزعة، وحضر العروبيون من السودان الطيب صالح، ومن مصر يوسف إدريس وأحمد عبدالمعطي حجازي، وغيرهم، وطيلة 32 موسماً كان هناك ما يزيد على 3200 مدعو من كافة الأقطار العربية والغربية يزكون الفعاليات ويشهدون بالتفوق، وبشهادة الجميع كان المثقف السعودي نداً في حواراته ومثاقفته، ما عزز صورة المجتمع الوسطي بين يسارية المثقف العربي ويمينية التوجه الراديكالي.
ويؤكد أستاذ علم الاجتماع الدكتور سعد الصويان أن أهمية الجنادرية تكمن في تأصيل القيم من خلال الفنون والموروث كوننا بدأنا نفقد كل شيء أصيل نابع من بيئتنا ومنسجم مع طبيعتنا كما قال، وعدّ المهرجان ضرورة باعتباره عنصراً من أهم عناصر الاندماج والانصهار الثقافي والاجتماعي، ويرى الصويان أن من مهمات المهرجانات ربطها بين الماضي والحاضر وتقيم جسور التواصل بين الأجيال وتضمن الاستمرارية الحضارية والتوازن الاجتماعي أمام تحدي التغيرات وحتمية التحولات، وبلورة الشعور الجماعي والإحساس المشترك، وتكريس الهوية الوطنية وإذكاء الحس التاريخي الذي ينمي الثقة بالنفس.
ويؤكد رئيس اللجنة الثقافية لمهرجان الجنادرية السابق حسن خليل أن مهرجان الجنادرية نجا من التوظيف الإعلامي أو الإيديولوجي أو التسييس، وغدت الجنادرية ملتقى ثقافيا للنخبة المستقلة الحاضرة في المشهد الثقافي محليا وعربيا وعالميا عدا المؤدلج المتحزب المنغلق والسياسي المحتقن المنطلق من رؤية ضيقة لا يرى خلالها إلا نفسه، موضحاً أن الفعاليات الثقافية تنطلق من اختيار لجنة مشورة يصل عددها إلى 45 مثقفا ومثقفة من مختلف المشارب والتخصصات والمناطق وبينهم أساتذة جامعات ومنهم إعلاميون ومن خلال لجنة المشورة تقترح الموضوعات والشخصيات المرشحة للدعوات والشخصية المرشحة للتكريم، مشيرا إلى أن اللجنة الثقافية لها معايير لاختيار الموضوعات في كل عام تقوم على الحداثة والمواكبة ومرتبطة بالواقع السعودي والعربي ولها بعدها العالمي.
وإذا كانت الجنادرية ذات نفس عروبي عند منطلقها، إلا أنها راعت دعوة جميع الأطياف، فحضر الشيخ محمد الغزالي من مصر ويمثل النخبة المحافظة، وحضر الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري بروحه الوثابة للعدالة الاجتماعية، وعبدالوهاب البياتي اشتراكي النزعة، وحضر العروبيون من السودان الطيب صالح، ومن مصر يوسف إدريس وأحمد عبدالمعطي حجازي، وغيرهم، وطيلة 32 موسماً كان هناك ما يزيد على 3200 مدعو من كافة الأقطار العربية والغربية يزكون الفعاليات ويشهدون بالتفوق، وبشهادة الجميع كان المثقف السعودي نداً في حواراته ومثاقفته، ما عزز صورة المجتمع الوسطي بين يسارية المثقف العربي ويمينية التوجه الراديكالي.
ويؤكد أستاذ علم الاجتماع الدكتور سعد الصويان أن أهمية الجنادرية تكمن في تأصيل القيم من خلال الفنون والموروث كوننا بدأنا نفقد كل شيء أصيل نابع من بيئتنا ومنسجم مع طبيعتنا كما قال، وعدّ المهرجان ضرورة باعتباره عنصراً من أهم عناصر الاندماج والانصهار الثقافي والاجتماعي، ويرى الصويان أن من مهمات المهرجانات ربطها بين الماضي والحاضر وتقيم جسور التواصل بين الأجيال وتضمن الاستمرارية الحضارية والتوازن الاجتماعي أمام تحدي التغيرات وحتمية التحولات، وبلورة الشعور الجماعي والإحساس المشترك، وتكريس الهوية الوطنية وإذكاء الحس التاريخي الذي ينمي الثقة بالنفس.
ويؤكد رئيس اللجنة الثقافية لمهرجان الجنادرية السابق حسن خليل أن مهرجان الجنادرية نجا من التوظيف الإعلامي أو الإيديولوجي أو التسييس، وغدت الجنادرية ملتقى ثقافيا للنخبة المستقلة الحاضرة في المشهد الثقافي محليا وعربيا وعالميا عدا المؤدلج المتحزب المنغلق والسياسي المحتقن المنطلق من رؤية ضيقة لا يرى خلالها إلا نفسه، موضحاً أن الفعاليات الثقافية تنطلق من اختيار لجنة مشورة يصل عددها إلى 45 مثقفا ومثقفة من مختلف المشارب والتخصصات والمناطق وبينهم أساتذة جامعات ومنهم إعلاميون ومن خلال لجنة المشورة تقترح الموضوعات والشخصيات المرشحة للدعوات والشخصية المرشحة للتكريم، مشيرا إلى أن اللجنة الثقافية لها معايير لاختيار الموضوعات في كل عام تقوم على الحداثة والمواكبة ومرتبطة بالواقع السعودي والعربي ولها بعدها العالمي.