ثقافة وفن

.. عندما تعانق الثقافة التسامح والاعتدال

فهيم الحامد (الرياض) Okaz_Culture@

مهرجان الجنادرية الذي يفتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اليوم (الأربعاء) هو مشروع ثقافي يبرز إحياء التراث ومزجه بالتحولات الإيجابية التي حدثت في السعودية خلال الفتره الماضية، لذا كانت الجنادرية بالنسبة للمملكة احتفالية بالماضي الذي نعتز به، وفي نفس الوقت مشاركة دول شقيقة وصديقة من الخارج لكي يتعرفوا على الثقافات المتنوعة في السعودية، إذ يتعرف الشعب السعودي على ثقافة البلد الضيف، الذي سيكون هذا العام جمهورية الهند كضيف شرف في المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية ٣٢» والذي سيتم خلاله تكريم كل من الأمير سعود الفيصل وتركي السديري وخيرية السقاف. السعوديون الذين يفتخرون بتنظيم هذا المهرجان الوطني منذ ٤ عقود، وأصبح لديهم الخبرة والنضج للمهرجان الذي يتطور عاما بعد عام، أصبح أحد الملامح الحضارية للسعودية. مشاركة الهند كضيف شرف في مهرجان الجنادرية يعكس عمق العلاقات السعودية الهندية وحرص البلدين لوصولها في مرحلة الشراكة الإستراتيجية أيضا في مجال الثقافة وأبرز قيم التسامح والوسطية والاعتدال وتكريس موقف السعودية حيال تبنيها للإسلام المعتدل.. وستتضمن المشاركة الهندية الآثار والنماذج وفن الخط والمخطوطات العربية وسيقدم المجلس الهندي للعلاقات الثقافية عددا من الرقصات الشعبية، منها تمارين اليوغا.

ويأتي المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» في ظل تطورات وتحولات إيجابية تشهدها السعودية، والجنادرية إدارة فعالة في تشكيل رأي ثقافي من خلال جعلها وعاءً تصهر فيه وتصب طروحات ثقافية متعددة المشارب يوفر لها منصات للتحدث والإفصاح، وإيجاد جو ثقافي تلتقي فيه النخب من الداخل والخارج سنة بعد سنة ليطرحوا أحاديثهم وقضاياهم، خصوصاً في السنوات الأخيرة التي تكالبت فيها على المنطقة أحداث تاريخية وجغرافية كبيرة. نجد الجنادرية تقوم بوظيفة دقيقة بدعوتها دولة كل عام كضيف شرف على المهرجان.. هذه الدعوة الثقافية مهمة للغاية فهي تتيح فرصة وتبعث برسالة تفاهم ثقافي، إذ إن محور التجاذبات الفكرية في المنطقة يتعلق جزء كبير منه بفقدان القدرة على التواصل الثقافي الذي كان يوماً رافداً للتفاهم والتسامح والسلام. تحت قُبة الجنادرية في كل أيامه ندوات ومُحاضرات ومُسابقات تصُب في شأن العالم العربي والإسلامي، ولتوطيد أواصر وعُرى المحبة والوئام بين شعوبنا وحتى الدول الصديقة، ولتأكيد اللُحمة التي تربط دولنا بعضها ببعض والاتصال بالآخر، وأننا أُمة تحترم الأديان.. الهند ضيف شرف.. بلد التسامح والاعتدال.. الجنادرية 32.. عندما تعانق الثقافة.. التسامح والاعتدال.