أخبار

الماحي لـ«عكاظ»: «الإخوان» متناقضون ينتمون لدول تصدير الثورات.. وفضحهم واجب

حذر رئيس «أنصار السنة المحمدية» من مستغلي الدين لأغراض سياسية

إسماعيل الماحي

عبدالله الداني (جدة) aaaldani@

حذر الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية إسماعيل عثمان الماحي من جماعة الإخوان ومثيلاتها ممن «تستغل الدين للوصول إلى أغراض سياسية وسلطوية»، واصفا عملها بـ«المصيبة». وقال في حوار مع «عكاظ» إن انتشار هذه الجماعات في أي مكان يؤدي إلى زعزعة المجتمع واضطراب استقراره وعدم تآلفه و«واجب فضحها»، مشيرا إلى أنها تنتمي لدول خارجية هدفها تصدير الثورات والقلاقل، وأن هذا لا يقدره دين. وحض الشباب على التزود بالوعي، محذرا إياهم من أن يكونوا فريسة لمن يسعون إلى إثارة الفتن والقلاقل، وعدم السماح بنشر أفكارهم المتناقضة.. فإلى نص الحوار.

• ما هي أوجه التعاون القائم بينكم وبين مع المؤسسات الدينية في المملكة وكيف تقيمها؟

•• بداية أود أن أقول إن نهج جماعة أنصار السنة المحمدية في السودان قائم على الوسطية وهذا ما حدثنا عنه وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، الجماعة تحافظ على نهجها الوسط، منهج أهل السنة والجماعة، ولها أكثر من 100 سنة على ذلك، ونسعد برعاية الوزارة للجماعة وبرامجها ومشاريعها، ونعتبر الرعاية دليلا على ثقة الوزارة والوزير ومنسوبي الوزارة بالجماعة التي تدعو على نهج سليم لأنه عندما تدعم جماعة فإنك تزكي منهجها، ونحن نشكر هذه العناية والتعاون الذي نلقاه بشكل مستمر في العمل الخيري والدورات العلمية التي ترعاها الوزارة، لقد دعونا عددا من العلماء بتنسيق مع الوزير ونحن نتكامل وهذا التعاون بحاجة إلى المزيد، والدعاة كلما كفلت الوزارة عددا منهم ممن نثق في منهجهم وتخرجوا في جامعات المملكة فإن ذلك يدعم هذه الوسطية لقيادة الدعوة في السودان ومن ثم في أفريقيا.

• كيف ترى العلاقات السعودية السودانية وانعكاسها على القضايا الإسلامية؟

•• نحن نثق ونعرف رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تجاه إخوانه في السودان، وقد شرفنا بلقائه منذ أن كان أميرا لمنطقة الرياض ثم وليا للعهد وحدثنا عن السودان وموقعها الإستراتيجي بالنسبة للمملكة، هذا طمأننا وجعلنا نجتهد مع المملكة وسفارتها في السودان لتحسين العلاقات، والعلاقات في عهد خادم الحرمين الشريفين انطلقت بقوة، وما قام به الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان كان تعبيرا صادق وإظهارا لما حرص عليه من خير لإخوانه المسلمين في العالم عموما وفي السودان خصوصا، حيث سعى بثقل المملكة العالمي لرفع العقوبات عن السودان، وهذه العلاقة لا تهتز بأي موقف وهي عميقة بين الشعبين والحكومتين، والحقيقة هناك من لا يعجبهم هذا التقارب والتناصر، وواجبنا عدم الالتفات لهم، فالسودان مع المملكة وفي وجدانها حكومة وشعبا وهو الأصل.

صحة مسار المملكة

• بماذا تفسر افتراء البعض على المملكة؟

•• الهجوم على السعودية دليل على صحة مسارها وأنها تسير في الطريق الصحيح، فمثل هذه الشائعات والأكاذيب ليست جديدة على المملكة فمنذ عهد الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب أثناء تأسيس المملكة أثاروا إشاعات وأطلقوا أوصافا كالوهابية وغيرها لكن هذه الأوصاف لن تؤثر شيئا في مسيرتها، وقد وصف بها خير البشر، ويؤكد ذلك أن المملكة على الطريق الصحيح وأن التشكيك كمن يشكك في ظهور الشمس في رابعة النهار ويدل على عمى في أبصارهم.

وللمملكة جهود عظيمة في خدمة الحجيج والمعتمرين، فإن ما تقوم به المملكة أمر عظيم وحسن وهو ناجم عن خبرة تراكمية عظيمة وعمل مستمر لا يتوقف في مواسم الحج والعمرة، فقد قامت المملكة بمشاريع عظيمة وتخدم الحجاج باستمرار، فالمشاريع العملاقة تتكلم عن نفسها كالتوسعة في الحرمين الشريفين وجسر الجمرات وقطار الحرمين وهي مشروعات عظيمة، وقد تجولنا في معرض إعمار مكة ورأينا العجب والميزانيات الكبيرة المفتوحة لخدمة الحرمين الشريفين، كما أن من أعظم أعمال المملكة تأهيل الدعاة وتخريجهم في جامعاتها، ومسيرة المملكة لا تهزها أي مشاغبات حاقدة.

• ماذا عن حركات الإسلام السياسي كتنظيم «الإخوان» الإرهابي، وكيف تتعاملون معها؟

•• الدعوة الإسلامية واضحة على الكتاب والسنة وعلى فهم سلف الأمة، وهذا النهج فيه اعتدال ووسطية ويقوم على الفهم السليم للإسلام وهو ما ينبغي أن نسير عليه جميعا، وهناك جماعات تبتعد وتقترب من هذا المنهج، لكننا نقول إذا كان المنهج سليما فإن هناك جماعات تتفرع منه بتصرفات سليمة والدعوة للتوحد بين المسلمين وإزالة الفوارق والدعوة لاستقرار الدول والمجتمعات، ومنهج أهل السنة والجماعة يدعو إلى استقرار المجتمعات وهذا يدعو إلى التعاون في المجتمع وبين الحاكم والمحكوم وطاعة ولاة الأمر في طاعة الله ومبدأ عدم استخدام الشائعات والمظاهرات والتشكيك التي تثير الفتن وتتضرر منها الدول، وأي منهج يقوم على الدعوة إلى الخروج على الحكام والعنف والتطرف هو بعيد عن نهج الإسلام، ونقول ينبغي أن تناقش هذه الدعوات علميا وتوقف عند حدها من خلال العلم، ولذلك ندعو ولاة الأمر لمناقشة هؤلاء، كما يجري في المملكة في مناصحة ومراجعة أصحاب الأفكار المنحرفة، فكلما ابتعد الناس عن المنهج الصحيح كان شرهم على الإسلام أكثر من شر غير المسلمين، لأن شر الذين يكونون في داخل دائرة الإسلام يؤدي إلى التشكيك في الدين.

استغلال الدين

• هل تقصد أن تلك الجماعات والأحزاب تستغل الدين للوصول لأهدافها؟

•• استغلال الدين للوصول لأغراض سياسية وسلطوية هذه مصيبة يجب أن تسخر الدنيا للدين لا العكس، أما أن نجعل الدين مطية لأهدافنا فهذه مشكلة، وهذه الجماعات التي تقصدها انتشارها في أي مكان يؤدي إلى زعزعة المجتمع واضطراب استقراره، ولن يكون متآلفا دائما. الارتباط بأي مجموعات تنتمي لدول خارجية هدفها تصدير الثورات والقلاقل، هذا لا يقره دين، ويجب على المسلمين خصوصا الشباب أن يكون لديهم وعي لئلا يكونوا فريسة لمن يسعون إلى إثارة الفتن والقلاقل، ويكون وقودها الشباب، وعليهم أن يفهموا الفكر السليم حتى يفرقوا بين الصحيح والخطأ.

مواقفنا واضحة

• وكيف تعاملتم معهم في السودان خصوصا في العمل الدعوي الإسلامي؟

•• في السودان نعيش على نهج الاعتدال مع الجميع ونتواصل مع الجميع اجتماعيا، لكن في الجانب العقدي مواقفنا واضحة، فأي فكرة تناقض العقيدة الصحيحة والنهج الصحيح سواء أكان فيها غلو أو تمييع فنحن لا نقرها ونوصل رأينا وحكمنا الشرعي للآخرين، ومواقفنا واضحة ومحددة، فالمجتمع لا يفيده إلا منهج أهل السنة وليس الإسلام الحركي أو السياسي. الآن يقول البعض إننا نتعامل بالعمل السياسي لكنهم في لحظة معينة يدعون للخروج على الحكام، وحينما نسألهم: هل ترضون بالخروج عليكم إذا حكمتم فيقولون: لا، إذا هذا تناقض كبير، فإذا كان الحاكم من جماعته يقول بجواز الخروج عليه والعكس صحيح، ينبغي أن يكون الحكم شرعيا واحدا لا متناقضا، خلاصة القول: يجب أن توضح حقيقة هذه الجماعات والحركات وتفضحها، ولا تسمح لها بنشر هذا الفكر وسط الشباب.