كتاب ومقالات

في «ديربي» العاصمة

مائدة الحب

فواز الشريف

أنا ولجنة المسابقات قضيتنا في «ديربي العاصمة» ليس لها علاقة بكرة القدم السعودية «لا من قريب ولا من بعيد»، كلانا «شاهد ما شفش حاجة»، فهي مباراة مثلها مثل أي مباراة، كما هو الحال بالنسبة «لديربي جدة»، الذي مر مطلع الأسبوع، فلجنة المسابقات ورغم بلوغنا مرحلة مهمة في الاستثمار والتسويق إلا أنها عجزت عن توزيع مباريات الدوري بما يخدم المسابقة، فهي تقوم بوضع «القرعة» أول كل موسم ثم تبات بياتا بينا.

خاطبتهم، كاتبتهم، وجهت لهم بضرورة توزيع اللقاءات الكبيرة من «ديربي» إلى «كلاسيكو»، بطريقة تضمن الارتقاء بمستوى المنافسة والمحطات التي تتوقف فيها عند مثل هذه المباريات الكبرى، للاستفادة القصوى منها في البيع والشراء والاستثمار والتسويق من جهة، ومن جهة أخرى منح التغطية الإعلامية فرصتها الكاملة للحديث عن مثل هذه اللقاءات، وإشعال جذوة حماسها ومتابعتها، لكن لا مخاطبة تنفع ولا توجيه يفيد.

الليلة سيلتقي الهلال رفيق الدرب والحب، شركاء السمعة والمكانة والجماهيرية جاره النصر، وقد كنت أكتب وأردد بأن لا هلال دون نصر ولا نصر دون الهلال، في وقت أحالها البعض من مباراة كرة قدم تستحق المتعة والمتابعة والبهجة، إلى مباراة نتيجتها تحدد العلاقة النفسية للفرد مع المجتمع، بل إنها مشحونة قبل أن تنطلق لا لسبب سوى أن الحملات الإعلامية الكلاسيكية السابقة أو الجديدة الآن لا تعرف كيف تستخدم مثل هذه المباريات لصناعة مزاج «أجمل وأروق».

نحن وكرة القدم، أقولها وبكل أمانة، علاقة بناها الإعلام الرياضي لسنوات طوال لتصبح محرفة عن طبيعتها «الأجمل»، حتى أضحت علاقة يشوبها «الشك»، وتحيط بها «المؤامرة»، وهو الإعلام الرياضي الذي عجز حتى الآن عن نقل وقائع اللعبة الحقيقية التي تستحق أن نلعبها أو نشاهدها، لأن كرة القدم من وجهة نظري واحدة من أهم الفنون والآداب الإنسانية، في نقلتها حكاية وفي توزيعها موسيقى وفي مجمل إطلالتها فن لا يساويه فن بالنسبة لعشاقها، وعلى هذا جردتها النتائج من جمالياتها لتتحول هماً من هموم هذا الأسبوع بالنسبة للفتية المتعلقين بها.

كرة القدم ثقافة بحد ذاتها في إعلامها وتشجيعها ومتابعتها، وحتى يتم نشر ثقافتها تحتاج لفريق عمل يهمه مستقبلها ويستطيع أن يعيد تصويرها للناس بالطريقة التي جعلتها تتفوق على مجمل حضارات العالم، والشرط الأول في ذلك الصخب الجميل والضجيج الأحلى واللعبة الرائقة والراقية، لأن لقاء الهلال بالنصر يحتاج للكثير من الهدوء والفرجة علهما يمنحاننا شيئاً من متعة كرة القدم الحقيقية.