السفير بن عبود: خطوات تصحيحية للمسيرة السعودية
أكد أنها تتم وفق خطط تجمع بين قوة الإرادة وحكمة القيادة
الخميس / 22 / جمادى الأولى / 1439 هـ الخميس 08 فبراير 2018 02:34
عواد الطوالة (حائل) awadaltawallah@
أكد سفير خادم الحرمين الشريفين في جمهورية التشيك نايف بن عبود أن السعودية تسير بخطى ثابتة نحو تغيير مدروس ممنهج في أجواء تصحيحية لمسيرتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفق رؤية طموحة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي أكد أن منهج المملكة يتسم بالوسطية والاعتدال.
وأوضح في حوار نشرته مجلة كافييني التّشيكيّة، أن تعاطي البشر مع الأديان بشكل عام يختلف باختلاف انتماءاتهم العرقية والفكرية وكذلك البيئة التي شكلت رؤاهم وأهواءهم، والتفسير المتشنج للدين الإسلامي من قبل بعض الفئات المتطرفة لا يختلف كثيراً عن التفسير التطهيري في الديانة المسيحية الذي ابتدعه أشخاص متطرفون أصلاً وتسببوا بالكثير من الآلام للبشرية من خلال محاكم التفتيش والحروب الصليبية والاضطهاد الديني في أوروبا. وفي الحقيقة أنا أختلف تماماً مع تقسيم الإسلام إلى ديني وسياسي، لأننا إذا اعتمدنا هذا التقسيم، فنحنُ بذلك نقوم بتفتيت الفكرة، والإسلام في الأساس هو فكرة واحدة وعظيمة وسامية تدعو إلى العدالة والسلام ومتصالحة تماماً مع فكرة الدين المسيحي وفكرة الدين اليهودي إلى درجة أنه لا يجوز لمعتنقه إنكار أي من هذه الأديان، بل ولا يُعد مسلماً حتى يؤمن بما جاء به موسى والمسيح وبقية الأنبياء عليهم السلام. ومن هذا المنطلق يمكن القول إن التقسيم الذي افترضته في سؤالك يمكن تطبيقه على المنهجية المتبعة في مقاربة الإسلام، والتي قد تقترب بالتالي أو تبتعد عن روح الفكرة الأصيلة.
وأضاف بن عبود أن الفارق بين الإسلام المحافظ والإسلام المعتدل هو أن المنهجية المحافظة الجامدة تحمل في طياتها بذرة نكوصها وانكفائها ومن ثم فنائها، بينما – على العكس – فإن المنهجية المعتدلة تحمل في ذاتها بذرة البقاء والنماء لأنها منهجية حية ومستمرة ومتطورة وتنسجم تماماً مع قانون التحدي والاستجابة.
المرأة السعودية
وعن المرأة في المملكة أوضح أنها تمارس كافة حقوقها وفق ما شُرع لها، والذين ينتقدون وضع النساء في السعودية يقعون في مغالطة كبيرة دون قصد، فهم يركزون على مظاهر وشكليات في حقوق المرأة مثل حق قيادة السيارة، ويغفلون أن المرأة السعودية حققت إنجازات عظيمة في ميادين الأدب والفن والطب والعلوم ولم تكن قيادتها للسيارة أكبر همها أو اهتمامها، علماً بأن هذا الحق تم منحه لها كما تعلمون أخيراً، وأصبحت هذه القضية من الماضي.. نعم نحن لا ننكر أن كثيراً من حقوق المرأة هي حقوق طبيعية وشرعية، ولكن يتوجب علينا أن نكون مدركين للشبكة المعقدة من الضوابط الاجتماعية والعادات والتقاليد التي ساهمت إلى حد بعيد في تريث القيادة السعودية في منحها مراعاة المحاذير الاجتماعية، إلا أنه وكما تروْن، فإنه فور تهيؤ المناخ الاجتماعي المناسب لهذه التغييرات، بادرت القيادة إلى إضفاء الشرعية عليها وتبنت قرارات جريئة وحكيمة أعطت المرأة مزيداً من الحقوق والامتيازات، وأود التنويه هنا أن هذا التطور في حقوق المرأة السعودية هو في حركة مستمرة تتناسب طردياً مع التحديث الذي تشهده المملكة على الأصعدة كافة.
قوة الإرادة وحكمة القيادة
وعن رؤية ولي العهد السعودي، قال بن عبود: البلاد تسير وفق خطط وبرامج علمية تجتمع فيها قوة الإرادة مع حكمة القيادة وشجاعة التغيير. هكذا هي صفحة التحولات الكبرى التي تشهدها بلادي، إذ يضع خطوطها العريضةَ ولي عهد شجاع، ويكتب تفاصيلها شعب وفي طموح، ويرعاها ملكٌ حكيم، ولعل أبرز ما في هذه الرؤية - حسب رأيي - أنها في ضوء حرصها على تحديث البلاد وتقدمها المستمر، فهي تهدف إلى الاستثمار في الإنسان باعتباره المصدر الحقيقي للتطور والنماء. وأنا شخصيا متفائل جدا بهذه الرؤية لأنها ستساهم مستقبلا في تبديد الكثير من المفاهيم الخاطئة عن المملكة والإسلام بشكل عام.
وذكر أن الشعب السعودي معتادٌ على التعايش مع الضيوف من كل أنحاء العالم، والمملكة تملك مخزونا كبيرا وعريقا من المواقع الأثرية والسياحية المجهولة، وفتحها أمام الأعداد الكبيرة من السياح الراغبين في زيارتها والتعرف عليها سيساهم حتما في تبديد كثير من الصور النمطية القائمة.
وأشار السفير بن عبود إلى أن المملكة جزء لا يتجزأ من هذا العالم، تشغلنا قضايا مشتركة، أهمها القضاء على الإرهاب والتطرف الذي يشكل التهديد الأكبر للأمن والسلام الدوليين، ومحاربة الفساد الذي يشكل العدو الأكبر للتنمية الحقيقية، وهنا أود القول إن السعودية تشهد الآن تصحيحاً جذرياً في مسيرتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفق رؤية طموحة لولي العهد الذي أكد أنه لن يسمح لأفكار التطرف أن تُشغلنا عن أهدافنا، وإننا جميعاً وراء قيادة تعمل بمطلق الجد على أن يسير المجتمع السعودي في مشروعه الحضاري مستنيراً بالوسطية والاعتدال والطموحات المشروعة.
وأوضح في حوار نشرته مجلة كافييني التّشيكيّة، أن تعاطي البشر مع الأديان بشكل عام يختلف باختلاف انتماءاتهم العرقية والفكرية وكذلك البيئة التي شكلت رؤاهم وأهواءهم، والتفسير المتشنج للدين الإسلامي من قبل بعض الفئات المتطرفة لا يختلف كثيراً عن التفسير التطهيري في الديانة المسيحية الذي ابتدعه أشخاص متطرفون أصلاً وتسببوا بالكثير من الآلام للبشرية من خلال محاكم التفتيش والحروب الصليبية والاضطهاد الديني في أوروبا. وفي الحقيقة أنا أختلف تماماً مع تقسيم الإسلام إلى ديني وسياسي، لأننا إذا اعتمدنا هذا التقسيم، فنحنُ بذلك نقوم بتفتيت الفكرة، والإسلام في الأساس هو فكرة واحدة وعظيمة وسامية تدعو إلى العدالة والسلام ومتصالحة تماماً مع فكرة الدين المسيحي وفكرة الدين اليهودي إلى درجة أنه لا يجوز لمعتنقه إنكار أي من هذه الأديان، بل ولا يُعد مسلماً حتى يؤمن بما جاء به موسى والمسيح وبقية الأنبياء عليهم السلام. ومن هذا المنطلق يمكن القول إن التقسيم الذي افترضته في سؤالك يمكن تطبيقه على المنهجية المتبعة في مقاربة الإسلام، والتي قد تقترب بالتالي أو تبتعد عن روح الفكرة الأصيلة.
وأضاف بن عبود أن الفارق بين الإسلام المحافظ والإسلام المعتدل هو أن المنهجية المحافظة الجامدة تحمل في طياتها بذرة نكوصها وانكفائها ومن ثم فنائها، بينما – على العكس – فإن المنهجية المعتدلة تحمل في ذاتها بذرة البقاء والنماء لأنها منهجية حية ومستمرة ومتطورة وتنسجم تماماً مع قانون التحدي والاستجابة.
المرأة السعودية
وعن المرأة في المملكة أوضح أنها تمارس كافة حقوقها وفق ما شُرع لها، والذين ينتقدون وضع النساء في السعودية يقعون في مغالطة كبيرة دون قصد، فهم يركزون على مظاهر وشكليات في حقوق المرأة مثل حق قيادة السيارة، ويغفلون أن المرأة السعودية حققت إنجازات عظيمة في ميادين الأدب والفن والطب والعلوم ولم تكن قيادتها للسيارة أكبر همها أو اهتمامها، علماً بأن هذا الحق تم منحه لها كما تعلمون أخيراً، وأصبحت هذه القضية من الماضي.. نعم نحن لا ننكر أن كثيراً من حقوق المرأة هي حقوق طبيعية وشرعية، ولكن يتوجب علينا أن نكون مدركين للشبكة المعقدة من الضوابط الاجتماعية والعادات والتقاليد التي ساهمت إلى حد بعيد في تريث القيادة السعودية في منحها مراعاة المحاذير الاجتماعية، إلا أنه وكما تروْن، فإنه فور تهيؤ المناخ الاجتماعي المناسب لهذه التغييرات، بادرت القيادة إلى إضفاء الشرعية عليها وتبنت قرارات جريئة وحكيمة أعطت المرأة مزيداً من الحقوق والامتيازات، وأود التنويه هنا أن هذا التطور في حقوق المرأة السعودية هو في حركة مستمرة تتناسب طردياً مع التحديث الذي تشهده المملكة على الأصعدة كافة.
قوة الإرادة وحكمة القيادة
وعن رؤية ولي العهد السعودي، قال بن عبود: البلاد تسير وفق خطط وبرامج علمية تجتمع فيها قوة الإرادة مع حكمة القيادة وشجاعة التغيير. هكذا هي صفحة التحولات الكبرى التي تشهدها بلادي، إذ يضع خطوطها العريضةَ ولي عهد شجاع، ويكتب تفاصيلها شعب وفي طموح، ويرعاها ملكٌ حكيم، ولعل أبرز ما في هذه الرؤية - حسب رأيي - أنها في ضوء حرصها على تحديث البلاد وتقدمها المستمر، فهي تهدف إلى الاستثمار في الإنسان باعتباره المصدر الحقيقي للتطور والنماء. وأنا شخصيا متفائل جدا بهذه الرؤية لأنها ستساهم مستقبلا في تبديد الكثير من المفاهيم الخاطئة عن المملكة والإسلام بشكل عام.
وذكر أن الشعب السعودي معتادٌ على التعايش مع الضيوف من كل أنحاء العالم، والمملكة تملك مخزونا كبيرا وعريقا من المواقع الأثرية والسياحية المجهولة، وفتحها أمام الأعداد الكبيرة من السياح الراغبين في زيارتها والتعرف عليها سيساهم حتما في تبديد كثير من الصور النمطية القائمة.
وأشار السفير بن عبود إلى أن المملكة جزء لا يتجزأ من هذا العالم، تشغلنا قضايا مشتركة، أهمها القضاء على الإرهاب والتطرف الذي يشكل التهديد الأكبر للأمن والسلام الدوليين، ومحاربة الفساد الذي يشكل العدو الأكبر للتنمية الحقيقية، وهنا أود القول إن السعودية تشهد الآن تصحيحاً جذرياً في مسيرتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفق رؤية طموحة لولي العهد الذي أكد أنه لن يسمح لأفكار التطرف أن تُشغلنا عن أهدافنا، وإننا جميعاً وراء قيادة تعمل بمطلق الجد على أن يسير المجتمع السعودي في مشروعه الحضاري مستنيراً بالوسطية والاعتدال والطموحات المشروعة.