«حادثة الشياح».. ما أشبه الليلة بالبارحة !
الأحد / 25 / محرم / 1429 هـ الاحد 03 فبراير 2008 20:51
تركي العسيري
هل هي الصدفة وحدها السبب في ما حدث؟
.. المشهد ذاته، والمكان ذاته اللذان انطلقت منهما شرارة الحرب الأهلية في عام 1975، أراه يتكرر من خلال أحداث الأحد المنصرم والذي سقط فيه ثمانية قتلى، وعدد كبير من الجرحى.
نفس السيناريو.. نفس الزمان (13 إبريل) نفس المكان.. الفرق في المتخاصمين.. في منطق السياسة «الميكافيلية» لا صداقات دائمة.. ولا عداوات دائمة هناك مصالح وغايات تبررها الوسائل المستخدمة، دارت الدوائر فأصبح أصدقاء الأمس أعداء اليوم.. والعكس. مهما يكن، فإن المواقف المتأزمة التي يقفها الفرقاء، والاتهامات المتصاعدة، ولغة التخوين والارتهان للأجنبي التي يرميها كل طرف على الآخر.. تنبئ بنذر حرب أهلية قادمة، فالنفوس مشحونة، والعواطف متأججة.. ولا تحتاج إلا إلى عود ثقاب يشعل أوار الحرب الأهلية -لاقدر الله- فالحرائق الكبرى تأتي عادة من (مستصغر الشرر).
ولعل المراقب المحايد لما يجري في هذا البلد الشقيق.. يخشى من أن تفلت زمام الأمور ويتسلل «طابور خامس» ليشعل الجو الملتهب أصلاً.. ويعيد «ذكرى» الحرب الأهلية التي عاشها اللبنانيون بويلاتها ومراراتها وآلامها، دون أن يبدو في الأفق بشارات حل توافقي يجنب هذا البلد الشقيق خلافات (الاصدقاء) من الساسة، والذين راحوا يتفننون في شرح المبادرة العربية كل على هواه، كما تفننوا من قبل في شرح بنود الدستور، واللبنانيون ماهرون و(شطار) في كل مجال ولجوه، ولعل «شطارتهم» قد امتدت إلى تعقيد الوضع الداخلي، واختلاق الأزمات.. فما أن تلوح بوادر انفراج حلقات الدائرة الضيقة حتى يعودوا لتضييقها.
قدر لبنان.. أن ينجب قادة كل همهم المكاسب الشخصية، والارتماء في أحضان أعداء بلدهم من ذوي الأجندات الإقليمية، التي لا تريد لهذا البلد الشقيق الخير والاستقرار والنماء.. والعودة كما عرفناه بلداً ديمقراطياً منتجاً وفاعلاً في محيطه العربي.
اللبنانيون كما يبدو لم يتعظوا من حرائق الماضي، ولم يستوعبوا الدرس جيداً فالحرب حين تقع -لاسمح الله- لن ينتصر فيها أحد، الكل خاسر بامتياز، والكل مهما تباهى بقوته سيكون أول المنكسرين، فالحسابات الخاطئة دائماً ما تؤدي إلى نتائج وخيمة، إلى خراب الوطن، ولا أظن عاقلاً في لبنان يريد ذلك. إن على القادة في لبنان أن يعوا بأن بلدهم في خطر، خطر أن يكون أو لا يكون وأن المبادرة العربية التي أقرها وزراء الخارجية العرب هي آخر أمل لتجنيب لبنان ويلات الحرب والاضمحلال والتفتت، الوطن فوق الجميع.. فوق الطائفة والحزب والطموحات الشخصية. أنا كمحب لهذا البلد، أتفهم جيداً حجم الأزمة وتعقيداتها.. وبالحوار، والنوايا الصادقة، والجلوس على مائدة واحدة، واستشعار حجم الخطر المحدق.. يكون الحل.
ثمة استحقاقات ومطالب وجيهة ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار، وهناك مطالب يمكن تأجيلها إلى أن تنجلي الغمّة. هناك شهداء كبار يسقطون من طرف واحد والقاتل مجهول إلى حين.. هناك مؤسسات مشلولة، ومواطنون حيارى، ومجلس نيابي مغلق، وحكومة مكبلة هو ذا المشهد القائم للأسف.
المطالب المعيشية وإن كانت حقا لكل مواطن، إلا أنها غير بريئة من لعبة السياسة القذرة والتي تزج بالأبرياء في أتون لعبة الشارع الخطرة، فللشارع لغته، وانفعالاته، وقاموسه الانفعالي المميت، لست مع أحد في لبنان، بل إنني -كما هي سياسة بلدي- على مسافة واحدة من كل الفرقاء، بيد أن ذلك لا يمنعني كشقيق من الإشارة إلى أن هناك مطالب مشروعة وأساسية في التسوية. مخجل أن يصبح دم الشهيد (الحريري) هذا العملاق الذي أعاد الحياة والتوهج إلى لبنان مسألة فيها نظر، على الساسة اللبنانيين أن يتمسكوا بوحدتهم وبوطنهم ودونما التفات إلى أي طرف آخر مهما يكن.
«حادثة الشياح» يوم الأحد المنصرم.. تشي بسحب داكنة، ستمطر على لبنان لهباً وبؤساً وخراباً -لاقدر الله- وما لم يفطن العقلاء والحكماء في هذا البلد الشقيق- هذا إذا ما بقي هناك حكماء- إلى حجم الكارثة التي ستحل بهم من جراء اللعب بالنار في بلد مدجج بالأزمات، ومحتقن بالمشاعر العدائية.. فإن علينا أن نتوقع خراب هذا البلد الجميل وبعدها لا ينفع الندم.. حمى الله لبنان من شر أبنائه وأعدائه على حد سواء!!
تلفاكس 076221413
.. المشهد ذاته، والمكان ذاته اللذان انطلقت منهما شرارة الحرب الأهلية في عام 1975، أراه يتكرر من خلال أحداث الأحد المنصرم والذي سقط فيه ثمانية قتلى، وعدد كبير من الجرحى.
نفس السيناريو.. نفس الزمان (13 إبريل) نفس المكان.. الفرق في المتخاصمين.. في منطق السياسة «الميكافيلية» لا صداقات دائمة.. ولا عداوات دائمة هناك مصالح وغايات تبررها الوسائل المستخدمة، دارت الدوائر فأصبح أصدقاء الأمس أعداء اليوم.. والعكس. مهما يكن، فإن المواقف المتأزمة التي يقفها الفرقاء، والاتهامات المتصاعدة، ولغة التخوين والارتهان للأجنبي التي يرميها كل طرف على الآخر.. تنبئ بنذر حرب أهلية قادمة، فالنفوس مشحونة، والعواطف متأججة.. ولا تحتاج إلا إلى عود ثقاب يشعل أوار الحرب الأهلية -لاقدر الله- فالحرائق الكبرى تأتي عادة من (مستصغر الشرر).
ولعل المراقب المحايد لما يجري في هذا البلد الشقيق.. يخشى من أن تفلت زمام الأمور ويتسلل «طابور خامس» ليشعل الجو الملتهب أصلاً.. ويعيد «ذكرى» الحرب الأهلية التي عاشها اللبنانيون بويلاتها ومراراتها وآلامها، دون أن يبدو في الأفق بشارات حل توافقي يجنب هذا البلد الشقيق خلافات (الاصدقاء) من الساسة، والذين راحوا يتفننون في شرح المبادرة العربية كل على هواه، كما تفننوا من قبل في شرح بنود الدستور، واللبنانيون ماهرون و(شطار) في كل مجال ولجوه، ولعل «شطارتهم» قد امتدت إلى تعقيد الوضع الداخلي، واختلاق الأزمات.. فما أن تلوح بوادر انفراج حلقات الدائرة الضيقة حتى يعودوا لتضييقها.
قدر لبنان.. أن ينجب قادة كل همهم المكاسب الشخصية، والارتماء في أحضان أعداء بلدهم من ذوي الأجندات الإقليمية، التي لا تريد لهذا البلد الشقيق الخير والاستقرار والنماء.. والعودة كما عرفناه بلداً ديمقراطياً منتجاً وفاعلاً في محيطه العربي.
اللبنانيون كما يبدو لم يتعظوا من حرائق الماضي، ولم يستوعبوا الدرس جيداً فالحرب حين تقع -لاسمح الله- لن ينتصر فيها أحد، الكل خاسر بامتياز، والكل مهما تباهى بقوته سيكون أول المنكسرين، فالحسابات الخاطئة دائماً ما تؤدي إلى نتائج وخيمة، إلى خراب الوطن، ولا أظن عاقلاً في لبنان يريد ذلك. إن على القادة في لبنان أن يعوا بأن بلدهم في خطر، خطر أن يكون أو لا يكون وأن المبادرة العربية التي أقرها وزراء الخارجية العرب هي آخر أمل لتجنيب لبنان ويلات الحرب والاضمحلال والتفتت، الوطن فوق الجميع.. فوق الطائفة والحزب والطموحات الشخصية. أنا كمحب لهذا البلد، أتفهم جيداً حجم الأزمة وتعقيداتها.. وبالحوار، والنوايا الصادقة، والجلوس على مائدة واحدة، واستشعار حجم الخطر المحدق.. يكون الحل.
ثمة استحقاقات ومطالب وجيهة ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار، وهناك مطالب يمكن تأجيلها إلى أن تنجلي الغمّة. هناك شهداء كبار يسقطون من طرف واحد والقاتل مجهول إلى حين.. هناك مؤسسات مشلولة، ومواطنون حيارى، ومجلس نيابي مغلق، وحكومة مكبلة هو ذا المشهد القائم للأسف.
المطالب المعيشية وإن كانت حقا لكل مواطن، إلا أنها غير بريئة من لعبة السياسة القذرة والتي تزج بالأبرياء في أتون لعبة الشارع الخطرة، فللشارع لغته، وانفعالاته، وقاموسه الانفعالي المميت، لست مع أحد في لبنان، بل إنني -كما هي سياسة بلدي- على مسافة واحدة من كل الفرقاء، بيد أن ذلك لا يمنعني كشقيق من الإشارة إلى أن هناك مطالب مشروعة وأساسية في التسوية. مخجل أن يصبح دم الشهيد (الحريري) هذا العملاق الذي أعاد الحياة والتوهج إلى لبنان مسألة فيها نظر، على الساسة اللبنانيين أن يتمسكوا بوحدتهم وبوطنهم ودونما التفات إلى أي طرف آخر مهما يكن.
«حادثة الشياح» يوم الأحد المنصرم.. تشي بسحب داكنة، ستمطر على لبنان لهباً وبؤساً وخراباً -لاقدر الله- وما لم يفطن العقلاء والحكماء في هذا البلد الشقيق- هذا إذا ما بقي هناك حكماء- إلى حجم الكارثة التي ستحل بهم من جراء اللعب بالنار في بلد مدجج بالأزمات، ومحتقن بالمشاعر العدائية.. فإن علينا أن نتوقع خراب هذا البلد الجميل وبعدها لا ينفع الندم.. حمى الله لبنان من شر أبنائه وأعدائه على حد سواء!!
تلفاكس 076221413