لنكن أصدقاء
السبت / 24 / جمادى الأولى / 1439 هـ السبت 10 فبراير 2018 03:05
مسعد الحارثي *
نفضت يديها من الخجل وتناولت يده تصافحها لتطفئ بها لهيب التقاء اللونين.. الأسمر.. سحنته.. والأسود الداكن.. لون عينيها.
أعادت أصابعها اللاهثة لتركنها على هامش اللقاء واكتفت بـ..: كيف أنت؟
إنّه الرجل الأول الذي يجيبها... «أنا الجنون»..
إنّه الرجل الذي يغدو استثنائياً بعد سؤال عادي لم تتوقع بعده هيجاناً يتوّجها ملكة للفراشات..
وها هي تحلّق.... وتحلّق..
حين عادت للسؤال بثوبٍ جديد.. ثوب ضيّق حدّ الالتصاق.. كان هو يسرّ إلى عينيها شعورا مدهشا بالانتماء إليهما.. كان يحدّق بهما كمن عاد للتوّ من نهاية العمر إلى بدايته حيث وقع في الحبّ أول مرّة مع مدينة ما.. قصيدة ما.. امرأة ما..
كان سوادهما سارحاً في ضوضاء أغنية قديمة.. أغنيةً من زمن الأرق اللذيذ.. والضوء الراقص على همس شمعة.. سوادهما وهذا السحر وليلة مطريّة توقظ ذبول الحلم اليابس وتورقه بعد جفافٍ دفين..
«هل تدركين أيّ أنثى أنتِ»؟
تستندُ على انبهارها مرّة أخرى.. بقوة أكبر تجرّ حروفها إلى الوراء.. تبتلع حديثها الصامت.. وتحلّق هذه المرة بابتسامة رسمتها شفتاه لتبقى أمام حبّه الجبروت طفلة خضراء.. يلويها كما يشاء ببراعة تتمادى فيها رجولته حدّ الاحتراق. وحيث هو ماضٍ في ارتشاف ملامحها.. كانت هي تبحث في تفاصيله الصغيرة عن نقطة تتسّرب منها إلى هذا الألق الفريد الذي يبهرها.. كانت تتفحصّه نقطة نقطة.. تحاول التهجّي.. والغوص.. تحاول الارتفاع خطوة عن قلبها حتى تصير أطول بقليل من هذا الحبّ.. فترى ما لا يريدها أن تراه.. لكنّها تتذكّر أنّ العشق لا يترك حوله أيّ عائق.. بل إنّه لم يترك نقطة فيه إلا وأنبأها كم أنها هائمة.. وكم هي في آنٍ.. مهدّدة.. وهي التي تدرك حبّه الحافة... حبّه الذي عرّضها مرات ومرات للسقوط... للسقوط من مجرّة كبريائها.
... وبينما هو مشغول بولهٍ في الاستمتاع بموسيقى حضورها.... باغتته بعزفٍ خارج الحبّ:
لنكن أصدقاء!
* قاص سعودي
أعادت أصابعها اللاهثة لتركنها على هامش اللقاء واكتفت بـ..: كيف أنت؟
إنّه الرجل الأول الذي يجيبها... «أنا الجنون»..
إنّه الرجل الذي يغدو استثنائياً بعد سؤال عادي لم تتوقع بعده هيجاناً يتوّجها ملكة للفراشات..
وها هي تحلّق.... وتحلّق..
حين عادت للسؤال بثوبٍ جديد.. ثوب ضيّق حدّ الالتصاق.. كان هو يسرّ إلى عينيها شعورا مدهشا بالانتماء إليهما.. كان يحدّق بهما كمن عاد للتوّ من نهاية العمر إلى بدايته حيث وقع في الحبّ أول مرّة مع مدينة ما.. قصيدة ما.. امرأة ما..
كان سوادهما سارحاً في ضوضاء أغنية قديمة.. أغنيةً من زمن الأرق اللذيذ.. والضوء الراقص على همس شمعة.. سوادهما وهذا السحر وليلة مطريّة توقظ ذبول الحلم اليابس وتورقه بعد جفافٍ دفين..
«هل تدركين أيّ أنثى أنتِ»؟
تستندُ على انبهارها مرّة أخرى.. بقوة أكبر تجرّ حروفها إلى الوراء.. تبتلع حديثها الصامت.. وتحلّق هذه المرة بابتسامة رسمتها شفتاه لتبقى أمام حبّه الجبروت طفلة خضراء.. يلويها كما يشاء ببراعة تتمادى فيها رجولته حدّ الاحتراق. وحيث هو ماضٍ في ارتشاف ملامحها.. كانت هي تبحث في تفاصيله الصغيرة عن نقطة تتسّرب منها إلى هذا الألق الفريد الذي يبهرها.. كانت تتفحصّه نقطة نقطة.. تحاول التهجّي.. والغوص.. تحاول الارتفاع خطوة عن قلبها حتى تصير أطول بقليل من هذا الحبّ.. فترى ما لا يريدها أن تراه.. لكنّها تتذكّر أنّ العشق لا يترك حوله أيّ عائق.. بل إنّه لم يترك نقطة فيه إلا وأنبأها كم أنها هائمة.. وكم هي في آنٍ.. مهدّدة.. وهي التي تدرك حبّه الحافة... حبّه الذي عرّضها مرات ومرات للسقوط... للسقوط من مجرّة كبريائها.
... وبينما هو مشغول بولهٍ في الاستمتاع بموسيقى حضورها.... باغتته بعزفٍ خارج الحبّ:
لنكن أصدقاء!
* قاص سعودي