«كعب أخيل».. وإجراءات العملية الجراحية !
الأحد / 25 / جمادى الأولى / 1439 هـ الاحد 11 فبراير 2018 01:20
محمد آل سلطان
تقول الأسطورة الإغريقية إن ابن ملك ميرميدون أخيليس ويعرف اختصاراً بأخيل أرادت أمه أن يبقى خالداً فقامت عند ولادته بإمساكه من كعبه وتغطيسه وتعميده في أحد الأنهار التي تمنح الخلود حسب الأسطورة الإغريقية، ولكنها نسيت كعبه الذي أمسكته به ولم تعمده في الماء، مما جعل كعبه فيما بعد نقطة الضعف الوحيدة والمميتة في جسد أخيل القوي!
وفي السياسة كما يقول القائد البريطاني العتيد ونستون تشرشل: ليس هناك عدو دائم ولا صديق دائم، وإنما هناك مصالح دائمة، وبالتالي فجانب الصداقة في السياسة إذا لم تفِ بمصالحك الدائمة فإنها قد تصبح «كعب أخيل» الذي ينبغي التخلص منه أو التنازل عنه أو حتى إعادة غمره في المياه!
وعلى صعيد السياسة السعودية التي شهدت انعطافة كبرى منذ أكثر من سنتين، وكان لزاماً عليها أن تعيد فرز الأصدقاء واصطفافهم في ظل التصعيد السياسي والعسكري في المنطقة العربية والأخطار المحدقة التي تحيط بها، وخصوصاً بعد مرحلة الربيع العربي المشؤوم الذي هبت رياحه على المنطقة وساهم بشكل أو بآخر في تفتيت وزعزعة نظام عربي كان يعاني في الأصل من عدم التوافق سواء على مستوى النظرية أو الممارسة..
بقيت السعودية هي الجدار الصلب الذي تكسرت تحت أسواره كثير من المؤامرات في المنطقة، وبصفتها الدولة الأكثر تأثيراً فيها منذ عقود تحركت بشكل محموم للحفاظ على مصالح الدولة العربية بشتى أشكالها من النفوذ الإيراني أو التركي الذي تمثل في أحزاب وميليشيات إرهابية كمثل حزب الله والميليشيات الحوثية التابعة لإيران من جهة، أو من خلال حزب الإخوان المسلمين الذي عمل كمخلب قط تركي يراد به تفتيت الدولة العربية وتسليمها من جديد كرجل مريض للطموحات العثمانية الجديدة!
وأثناء معركتها تلك، دخلت السعودية في معارك دبلوماسية كبرى مع الولايات المتحدة الأمريكية ومع روسيا والاتحاد الأوروبي، ومع الدولتين المناهضتين للنظام والدولة العربية والتي لم ولن تريد خيراً بالعرب سوى أن تتخذهم بضاعة كاسدة في أسواق النخاسة السياسية!
كان الموقف السعودي مشرفاً للعرب الأصلاء، ووضعت فيه مصالحها ووجودها على المحك في قضايا مصيرية أرادت تفتيت الدول العربية وإعادة تشكيلها لمصلحتي إيران وتركيا سواء كان ذلك في الدولة الكبرى مصر العربية أو في البحرين واليمن، ومازالت المعركة قائمة في العراق وسورية ولبنان والخليج لأجل الخروج بأكثر المكاسب وأقل الشرور!
ولكن السعودية في مسيرتها الدبلوماسية والعسكرية لإعادة الفرز والاصطفاف، وفي أثناء تحقيقها لنجاحات في تحقيق النصر في جهات وإيقاف التدهور في جهات أخرى، خُذلت من كثير من أصدقائها أو ممن دعمتهم لعقود، فلم يكونوا فعلاً على مستوى التحديات، بل إنهم شكلوا لها «كعب أخيل»! بتخاذلهم حتى عن مصالح دولتهم الوطنية!
السعودية تدرك أن معركة الفرز والاصطفاف بدأت بالفعل، ولن تتوقف دورتها، وأن عليها أن تبتر هذا «الكعب» المتخاذل أو أن تستبدله أو أن تتوقف عن دعمه وتتركه لمصيره المجهول! وعندها لن يكون لديها الرغبة في إعادة غمره بالمياه مرة أخرى! وهي قد بدأت فعلاً في إجراءات العملية الجراحية، وكل ما نشاهده أو سنشاهده في الأيام القادمة من تحركات «للكعب» المعزول ليس سوى الحلقة الأخيرة ورقصة الموت الحتمية لكل متخاذل وخائن!.
وفي السياسة كما يقول القائد البريطاني العتيد ونستون تشرشل: ليس هناك عدو دائم ولا صديق دائم، وإنما هناك مصالح دائمة، وبالتالي فجانب الصداقة في السياسة إذا لم تفِ بمصالحك الدائمة فإنها قد تصبح «كعب أخيل» الذي ينبغي التخلص منه أو التنازل عنه أو حتى إعادة غمره في المياه!
وعلى صعيد السياسة السعودية التي شهدت انعطافة كبرى منذ أكثر من سنتين، وكان لزاماً عليها أن تعيد فرز الأصدقاء واصطفافهم في ظل التصعيد السياسي والعسكري في المنطقة العربية والأخطار المحدقة التي تحيط بها، وخصوصاً بعد مرحلة الربيع العربي المشؤوم الذي هبت رياحه على المنطقة وساهم بشكل أو بآخر في تفتيت وزعزعة نظام عربي كان يعاني في الأصل من عدم التوافق سواء على مستوى النظرية أو الممارسة..
بقيت السعودية هي الجدار الصلب الذي تكسرت تحت أسواره كثير من المؤامرات في المنطقة، وبصفتها الدولة الأكثر تأثيراً فيها منذ عقود تحركت بشكل محموم للحفاظ على مصالح الدولة العربية بشتى أشكالها من النفوذ الإيراني أو التركي الذي تمثل في أحزاب وميليشيات إرهابية كمثل حزب الله والميليشيات الحوثية التابعة لإيران من جهة، أو من خلال حزب الإخوان المسلمين الذي عمل كمخلب قط تركي يراد به تفتيت الدولة العربية وتسليمها من جديد كرجل مريض للطموحات العثمانية الجديدة!
وأثناء معركتها تلك، دخلت السعودية في معارك دبلوماسية كبرى مع الولايات المتحدة الأمريكية ومع روسيا والاتحاد الأوروبي، ومع الدولتين المناهضتين للنظام والدولة العربية والتي لم ولن تريد خيراً بالعرب سوى أن تتخذهم بضاعة كاسدة في أسواق النخاسة السياسية!
كان الموقف السعودي مشرفاً للعرب الأصلاء، ووضعت فيه مصالحها ووجودها على المحك في قضايا مصيرية أرادت تفتيت الدول العربية وإعادة تشكيلها لمصلحتي إيران وتركيا سواء كان ذلك في الدولة الكبرى مصر العربية أو في البحرين واليمن، ومازالت المعركة قائمة في العراق وسورية ولبنان والخليج لأجل الخروج بأكثر المكاسب وأقل الشرور!
ولكن السعودية في مسيرتها الدبلوماسية والعسكرية لإعادة الفرز والاصطفاف، وفي أثناء تحقيقها لنجاحات في تحقيق النصر في جهات وإيقاف التدهور في جهات أخرى، خُذلت من كثير من أصدقائها أو ممن دعمتهم لعقود، فلم يكونوا فعلاً على مستوى التحديات، بل إنهم شكلوا لها «كعب أخيل»! بتخاذلهم حتى عن مصالح دولتهم الوطنية!
السعودية تدرك أن معركة الفرز والاصطفاف بدأت بالفعل، ولن تتوقف دورتها، وأن عليها أن تبتر هذا «الكعب» المتخاذل أو أن تستبدله أو أن تتوقف عن دعمه وتتركه لمصيره المجهول! وعندها لن يكون لديها الرغبة في إعادة غمره بالمياه مرة أخرى! وهي قد بدأت فعلاً في إجراءات العملية الجراحية، وكل ما نشاهده أو سنشاهده في الأيام القادمة من تحركات «للكعب» المعزول ليس سوى الحلقة الأخيرة ورقصة الموت الحتمية لكل متخاذل وخائن!.