كتاب ومقالات

إعلامنا الرياضي وتحديات الإعلام الجديد 2/2

بحد الريشة

عابد هاشم

• مما ذكرته في الجزء السابق من هذا المقال: (إنه لن يستعصي على الإعلام الجديد فرض المزيد من التحديات، ومضاعفة المكاسب الكبيرة التي حققها على حساب الإعلام التقليدي بشكل عام، وإعلامنا الرياضي الذي يعنينا في هذا التناول، بشكل خاص، خصوصاً إذا ما ظل القائمون على إعلامنا الرياضي «مكانك راوح»، بين نموذج غافل أو متغافل عن هذه المرحلة ومدى خطورتها...، ونموذج آخر مكابر وواهم بأنه من خلال هذا «الاستنساخ» الطاغي على مخرجات إعلامنا الرياضي، قادر على الصمود والبقاء أمام تحديات الإعلام الجديد...، ونموذج ثالث يمتاز عن النموذجين السابقين باستشعاره خطورة هذه المرحلة، وما تفرضه من تحولاته، وما تستوجبه من مواكبة.. إلخ).

•• استشعار هذا النموذج المتميز عما سواه من القائمين على مخرجات إعلامنا الرياضي نجده تحديدا على مستوى بعض البرامج الرياضية، من خلال ما تشهده بين الحين والآخر، من خلال تقديم حلقات استثنائية ونوعية من حيث الإعداد وتسليط الضوء على قضايا رياضية جوهرية تشغل الشارع الرياضي، فيتم طرحها على طاولة البرنامج للإجابة الشافية عليها من قبل المسؤول المباشر، الذي يُوفق البرنامج في استضافته، فتأتي محصلة هذه الحلقة النوعية مُحققة للأهداف المنشودة بكل دقة ويسر، وحاسمة للجدل الذي يموج به الشارع الرياضي، ومختزلة للكثير من الوقت والجهد، كما تأتي محصلة هذه النوعية الاستثنائية من الحلقات التي تمتاز بعض برامجنا الرياضية بتقديمها من حين لآخر، إلى جانب ما ذكر من الخصائص والخواص، مُترفعة عن الإسفاف وسفاسف الكلام الذي تضيق بركامه حلقات برامجنا الرياضية في نسبتها العظمى كماً وتسويفاً، جراء دأب هذه البرامج على تعاقد كل منها مع عدد من منسوبي الصحافة الرياضية بصفتهم «نقادا حصريين» في هذه البرامج، وهم في حقيقة الأمر بمثابة مندوبين لأنديتهم لأداء الأدوار المناطة بهم من قبل هذه الأندية، يُشاركهم نفس الاهتمام والمهام بعض القائمين على هذه البرامج الرياضية!!

•• أعود للحلقات النوعية والاستثنائية النادرة والمحدودة جدا، فهي لا تقتصر على الآلية المذكورة في النموذج السابق، بل هناك من بين النماذج والأفكار والآليات ما هو أكثر تميزا وإثارة إيجابية وجدوى وجذبا لاهتمام المتلقي الجاد، وأبرز مثال لهذا النموذج الأميز تلك الحلقة الاستثنائية جدا التي تفرد بتقديمها برنامج كورة مساء الإثنين 21/‏ 4/‏ 1439هـ، حيث وفق مقدم البرنامج الإعلامي تركي العجمة في استضافة معالي رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ، ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم عادل عزت وأمامهما شريحة مميزة من الإعلاميين والنجوم، فباحت هذه الشريحة بما يختلج في النفس من حائر الأسئلة، لتحظى بصريح الإجابات مع مطالبة ملحة من معالي تركي آل الشيخ بطرح المزيد والأقوى من الأسئلة، فكانت معانقة محصلة تلك الحلقة لسحاب التميز والجدوى والجودة حديث الإعجاب والامتنان على مستوى الشارع الرياضي بشكل عام.

•• على القائمين على إعلامنا الرياضي أن يعوا جيدا أنه لم يعد أمامهم المزيد من الوقت حتى يتم هدره في مكابرة واهمة ومحاولات بائسة لإقناع متلقي هذا العصر التقني بهذه المخرجات المستنسخة والممجوجة، وأن عليهم استبدال رؤاهم وأفكارهم البالية بما هو ثاقب وشمولي ومواكب من الرؤى والأفكار التي من شأنها أن تثمر عن مخرجات نوعية وجاذبة لاهتمام المتلقي كما تحقق للحلقات الاستثنائية المشار إليها آنفا، وإلا..!! والله من وراء القصد.

تأمل:

المضي في الأحلام الوهمية بعد اكتشاف الحقيقة مغالطة مدمرة.

فاكس: 6923348