ثقافة وفن

العرب أهملوا نصف أدب الرحلات

جانب من ندوة أدب الرحلات.

علي الرباعي (الرياض)okaz_online@

قال نقاد إن أدب الرحلات من الفنون المظلومة في العالم العربي لما طاله من إهمال، وتناول مشاركون في ندوة الجنادرية المشتركة مع جامعة الطائف ما تزخر به المكتبة العربية من مؤلفات عالية القيمة لأدب الرحلات، وتحدث الناقد المغربي شعيب حليفي عن (الرحلة باعتبارها نصاً ثقافياً)، مرتبطاً بالإنسان، والتاريخ، والمجتمع، منذ أقدم العصور، مؤكداً أن الحاجة كانت ملحة في بدايات تشكل المجتمع العربي لمثل هذا اللون من الأدب.

وأشار إلى أن بدايات أدب الرحلة لم تجد لها شكلاً قائماً إلا مع نضج المجتمع، وحاجة الدولة الإسلامية إلى رحلات تجارية، مثل طريق الحرير إلى الصين وغيرها، وكذلك رحلات دبلوماسية، كرحلة ابن فضلان إلى ملك الصقالبة الروس مرسولاً من الخليفة العباسي، عندما أرخ بطريقة أبرزت الروح العجائبية للرحلة، ويعتبر المؤرخون الروس - حتى الآن - ما أرّخه من أهم النصوص التاريخية التي تناولت تفاصيل تلك الفترة، كذلك مؤلفات الإدريسي، وأبو حامد الغرناطي، وشمس الدين المقدسي، وابن جبير، وابن بطوطة، وابن خلدون، وغيرهم. وأفاد الدكتور الحليفي أن أدب الرحلة هو النص الوحيد الذي يستجيب لمعطيات ثقافية، وأكد أن ما تم تحقيقه من النصوص العربية في أدب الرحلات لا يتجاوز 50% من المخطوطات، إذ لاتزال هناك مخطوطات دون تحقيق، وأخرى يتم اكتشافها حتى يومنا هذا.

وتناول الدكتور حسن الفيفي، في ورقته البحثية مسار الرحلة العربية من خطاب النخبة إلى خطاب العامة، وكيف بدأ أدب الرحلات بمسار موجه للنخبة من السياسيين، والأمراء، والوجهاء، إذ كان معنياً بالحدود والسفريات الدبلوماسية، وهو ما لم يكن مهماً للمتلقي العادي. وخصص الدكتور عبدالله آل حمادي ورقته للحديث عن «الإرث الثقافي في أدب الرحلة العربية»، مشيراً إلى أن الكتابة الفنية عن رحلة واقعية، يقوم بها شخص ما، ويكتبها بتفاصيلها، تختلف من رحالة لآخر، كون الخيالية تخرجه عن نطاق أدب الرحلات، مؤكداً أن أدب الرحلة قبل أن يكون ارتحالاً في المدن، رحلة في ذات الرحالة.