محطة أخيرة

الورد الأحمر.. «غالي الأثمان» في يوم الحب

فتاة تشتري وروداً حمراء (تصوير:أمل السريحي)

خالد الجارالله (جدة) (تصوير:أمل السريحي)

بين الحب والورد وثاق أزلي حميم، أصّله تواتر التهادي ورسخته طقوس التآلف، حضر الورد في العشق محفوفاً ببياض الفرح وتراتيل الوئام، وأتى في المرض على أكف الزائرين مُعبقاً بأمنيات التعافي، بل ما فتيء يهلُّ بين ميلاد وموت، مُكللا على هناديل حياة أونعوش وداع.

الورد الذي قد لايشعر به الفجر حيناً، ويتفتح ميالاً على العود حيناً، و«تضمه الإيد وتزدان به الغيد» في حين آخر، ليس إلا حبراً عاطفياً يكتب مايخالج النفس ويبوح ما يحوي القلب.

منذ بذرته الأولى قبل 35 مليون عاماً كما أرخ له علماء الأرض والنبات، ظل الورد الشاهد الثابت على تواد الناس وتعايشهم، فارضاً جماله بصفته لغة خاصة لا يسترعي حاجتها نحواً ولاصرفا، وعلى أن شعوباً في شرقنا الأوسط تشوبها الظنون الكثير إزاء حضور «الورد» في يوم الحب لأسباب مختلفة، لكن الثابت الوحيد أن قيمته السوقية والعاطفية تعلو في هذا اليوم عن سواه، في جدة مثلاً كان سعر الورد مضاعفاً لدى غالبية المحلات فمن سعر لايتعدى 4 أو 5 للوردة الواحدة قفز إلى مابين 8 و 9 ريالات، فيما أنه في مصر مثلاً وبحسب مواقع مختلفة تجاوز سعر الأحمر المستورد إلى ما يفوق 30 جنيها (نحو 6 ريالات) فيما البلدي بلغ 10 جنيهات (نحو 3 ريالات).

يأتي ذلك في وقت تراوحت فيها الإنفاقات بحسب أرقام محللين في الاتحاد الوطني لبيع التجزئة في أمريكا في العامين الماضيين بين 18 مليار دولار في العام 2017 و20 مليار دولار في 2016، فيما أن الإنفاق العام على شراء الورود في الإمارات ارتفع بنسبة 146% عن الأيام العادية، فيما أن دولاً عربية أخرى تجاوزت 100% على أقل تقدير.

في الرابع عشر من فبراير، اختلفوا أو اتفقوا مع «يوم الحب»، يبقى الثابت في هذا اليوم من كل عام، أن الورد الأحمر يصبح عزيزاً جداً وشعبيته تفوق بقية أيام السنة بما فيها موسمه الربيعي.