كتاب ومقالات

تعليق الدراسة أم تعليق قرار التعليم؟

ولكم الرأي

سعيد السريحي

الفجوة بين حرص إدارة تعليم جدة على العملية التعليمية وخوف أولياء أمور الطلبة والطالبات على صحة أبنائهم وبناتهم أوقعت تعليم جدة في حرج، فهي لم تنجح في فرض ما رأته من استمرار الدراسة وعدم تعليقها رغم العاصفة، كما لم تسلم فيه من عتب ولوم وغضب أولياء الأمور سواء منهم من لم يبال بقرار إدارة التعليم وآثر الحرص على صحة أبنائه فلم يغادروا إلى المدرسة أو من اصطحبوا أبناءهم وبناتهم مكرهين إلى مدارسهم ثم عادوا ليعيدوهم من مدارسهم إلى بيوتهم بعد أن اكتشفوا أن الفصول كانت خاوية على عروشها.

أولياء أمور الطلبة استندوا إلى تحذيرات هيئة الأرصاد من مغبة تعرض أبنائهم للغبار وانتظروا أن تشاركهم إدارة التعليم هذا الحرص على صحة أبنائهم، ولم تفعل إدارة التعليم ذلك، وإدارة التعليم استندت إلى معايير تعليق الدراسة والتي يحددها مدى الرؤية، ولم يتفهم أولياء أمور الطلبة ذلك.

ما حدث يتجاوز بالمسألة أن تكون حرصا على استمرار العملية التعليمية أو حرصا على صحة الطلاب، ذلك أنها باتت تتعلق بما بات يستشعره أولياء الأمور من عدم مبالاة إدارة التعليم بصحة أبنائهم، ومن ثم اضطرارهم إلى اتخاذ قرارات مخالفة لما تقرره إدارة التعليم، وأسوأ ما في هذا الأمر إنما هو ما يشعر به الطلاب من أن أولياء أمورهم لا يجدون ضيرا في كسر توجيهات وقرارات التعليم واكتشافهم بعد ذلك أن التعليم لم يكن على صواب فيما قرره بعد أن اضطرت المدارس إلى صرف الطلاب الذين احترموا قرارها وحضروا رغم العاصفة.

وإذا لم يكن لنا حق أن نلوم إدارة التعليم فهي قد استندت في قرار عدم تعليق الدراسة إلى لوائح محددة فإن اللوم يقع عليها إذا لم تراجع مع الجهات المختصة تلك اللوائح والتنظيمات كي لا تصبح قراراتها معلقة لا ينفذها أحد ما دامت قرارات لا تراعي ما يتعرض له الطلاب والطالبات من مخاطر صحية في مواسم العواصف.