الجنادرية ودعوة الخصوم
بالسكين
السبت / 01 / جمادى الآخرة / 1439 هـ السبت 17 فبراير 2018 01:13
علي بن محمد الرباعي
الهدف الذي أنشئ من أجله مهرجان الجنادرية وطنيٌ بامتياز، وغاياته عروبية، ومطامحه عالمية، ومن أهم وسائل إنجاحه استقطاب الخصوم قبل الأصدقاء.
ربما ينجح أحدنا في اختيار أصدقائه إلا أنه من الصعوبة بمكان اختيار الخصوم والأعداء، والعكس أحياناً صحيح، ولا أظنه غاب عن ذهن عرّاب الجنادرية الراحل عبدالعزيز التويجري أن دعوة القادحين أهم من دعوة المادحين، وأن خصما منصفا، خير من صديق بليد أو حاسد أو مزاجي.
وبما أن المتصدرين للمشهد الإعلامي والثقافي عربياً وعالمياً محسوبون منذ عقود على يسار اليسار، أو يمين اليمين، وكلاهما يقلب الحقائق ليحملنا مسؤولية ما جرى، وما يجري في عالمنا العربي والإسلامي، ويكيل من النقد اللاذع واللوم والتقريع ما تنفر منه الطباع وتأباه مروءة الرجال، وبما أن معظم الشاتمين والشامتين لم يزر المملكة يوماً واحداً، ولم يلتق رموزها، ولم يتحاور مع مثقفيها، ما يجعله ينطلق في أحكامه من جهل وقلة معرفة أو من سوء ظن عن بُعد.
بعض الخصوم في عقود مضت وجهت له الجنادرية الدعوة فلبّى، ومنهم من أبى، ومنهم من ينتظر دعوة لأي مناسبة ثقافية سعودية، ونلحظ أن بعض الذي جاء إلينا رأى وسمع ما غيّر من قناعاته، خصوصاً أن في المملكة من العقول والنخب المثقفة أضعاف ما في العالم العربي بمجمله.
قد يرى البعض أن دعوة خصومنا لحضور مناسباتنا ضعافة ومثالية، من باب المعاملة بالمثل، وأرى أن هذه الرؤية ليست وطنية، فنحن عندما ندعو من يجهلنا نمنحه فرص التعرف علينا، ولا أخال مثقفاً يعرف الحقائق ويغالط نفسه إلا أن كان مدعيا وغير جدير بوصف المثقف، وواجب القائمين على اختيار أسماء ضيوف المناسبات الثقافية تقديم الخصوم، لأن في ذلك منتهى الشفافية والتسامي والترفع عن تلمس السقطات.
وأرجو أن لا يتوهم بعض القائمين على المشاريع الثقافية وفريق استمزاج الضيوف أن دور المدعو ينحصر في كيل المديح، خصوصاً المدح في الوجه، بل نحترم استقلالية المثقف، ونرحب بنقده، حتى لا ندخل دائرة الاتهام بالرُشى.
ما من منجز إلا وتعتريه نواقص ومواطن خلل ومواضع قصور لأسباب نعلمها أو نجهلها، وأفضل من يرينا قصورنا خصم شريف وعدو نبيل، وقديما قال شاعرنا علي الدميني «رب هب لي عدواً حكيماً، وأعنّي على عمى أصدقائي».
ربما ينجح أحدنا في اختيار أصدقائه إلا أنه من الصعوبة بمكان اختيار الخصوم والأعداء، والعكس أحياناً صحيح، ولا أظنه غاب عن ذهن عرّاب الجنادرية الراحل عبدالعزيز التويجري أن دعوة القادحين أهم من دعوة المادحين، وأن خصما منصفا، خير من صديق بليد أو حاسد أو مزاجي.
وبما أن المتصدرين للمشهد الإعلامي والثقافي عربياً وعالمياً محسوبون منذ عقود على يسار اليسار، أو يمين اليمين، وكلاهما يقلب الحقائق ليحملنا مسؤولية ما جرى، وما يجري في عالمنا العربي والإسلامي، ويكيل من النقد اللاذع واللوم والتقريع ما تنفر منه الطباع وتأباه مروءة الرجال، وبما أن معظم الشاتمين والشامتين لم يزر المملكة يوماً واحداً، ولم يلتق رموزها، ولم يتحاور مع مثقفيها، ما يجعله ينطلق في أحكامه من جهل وقلة معرفة أو من سوء ظن عن بُعد.
بعض الخصوم في عقود مضت وجهت له الجنادرية الدعوة فلبّى، ومنهم من أبى، ومنهم من ينتظر دعوة لأي مناسبة ثقافية سعودية، ونلحظ أن بعض الذي جاء إلينا رأى وسمع ما غيّر من قناعاته، خصوصاً أن في المملكة من العقول والنخب المثقفة أضعاف ما في العالم العربي بمجمله.
قد يرى البعض أن دعوة خصومنا لحضور مناسباتنا ضعافة ومثالية، من باب المعاملة بالمثل، وأرى أن هذه الرؤية ليست وطنية، فنحن عندما ندعو من يجهلنا نمنحه فرص التعرف علينا، ولا أخال مثقفاً يعرف الحقائق ويغالط نفسه إلا أن كان مدعيا وغير جدير بوصف المثقف، وواجب القائمين على اختيار أسماء ضيوف المناسبات الثقافية تقديم الخصوم، لأن في ذلك منتهى الشفافية والتسامي والترفع عن تلمس السقطات.
وأرجو أن لا يتوهم بعض القائمين على المشاريع الثقافية وفريق استمزاج الضيوف أن دور المدعو ينحصر في كيل المديح، خصوصاً المدح في الوجه، بل نحترم استقلالية المثقف، ونرحب بنقده، حتى لا ندخل دائرة الاتهام بالرُشى.
ما من منجز إلا وتعتريه نواقص ومواطن خلل ومواضع قصور لأسباب نعلمها أو نجهلها، وأفضل من يرينا قصورنا خصم شريف وعدو نبيل، وقديما قال شاعرنا علي الدميني «رب هب لي عدواً حكيماً، وأعنّي على عمى أصدقائي».