مفترق هذيان
السبت / 01 / جمادى الآخرة / 1439 هـ السبت 17 فبراير 2018 02:42
سعد الخشرمي *
هكذا خيَّل إليَّ في بادئ الأمر
شرفةُ الوقتِ لم تعد قادرة على استضافتنا
ولم تعد طاولة القلب تتسعُ لأكثر من كوب اليأسِ
الليلُ يستعير الظلام اللانهائيّ
من خواء الجسد
وكل شيءٍ من حولنا
ينمُّ عن وهجٍ يُسهب في الحديث
حتى أننا فقدنا الإحساس به.
كنتُ أتدلَّى من سفح أغنية
أراقبُ انثناءات تضاريس الموسيقي
في أودية المغني
وأتحسس بدهشة الأطفال زجاج العازفين
وهم يتركون للآلتهم فسحة البوح
دون حق اللجوء للكلام،
ويمنحوننا شرف الاستشهاد في معترك العاطفة.
على قارعة غيمةٍ
كنتُ أصدح بما أراه من زرقة
تستقصي الاتساع
وتدعي أنها معجونة بالسماءِ والبحر
فأحلَّق بعيداً كالنوارسِ على انخفاضٍ من النبضة
وعلى ارتفاعٍ من الشمس
تحفني الحواس الشبقة
لانتهاك حرمة الليل
وعري الظهيرة
ولا عاصم لي سوى أناملي
أن تثقب لي كوةً في جدار جسدي
أُهرَّب منها للمنفى
وأبقى وحيداً وطليقاً.
فوضاي بوصلتي نحو قِبلة الجمال
أُفرِغ قلبي من دمائهِ
وأتركه ككرة الثلج تلتقط في طريقها ما تشاء
لتكبر بياضاً يليق بخيبة لست أعرفها حق المعرفة،
أو أن ملامحها
قد رُسمت في أزقة الذاكرة
على جدار خليةٍ
كالفن الجرافيتي إن صح الوجع.
لذلك مكثتُ على ربى الليلِ
أحصي النجوم نجمةً نجمةً
وبيدي حنجرتي كنايٍ أجشٍّ أنهكته الغربة،
ومن ثَمّ أوقد على سارية الأضلاع ألمي
لعلني اُهدي إليَّ شهقةً تطفئ هذا الظلام
وتوقدُ لي نهاراً أصافحه كعدوٍ
اخترته ليمتدحني الآخرون.
في حقول الروح التي شيَّدتُ بها أشجار الفن،
لم أتخذ التدابير اللازمة للحد من ميلاد الحطابين،
فمع كل شُجرة ولِدَ حطابون كثيرون،
لم يك الخطأ فادحاً
وإنما وجود النقائض تجعل الحديقة تخلع جلبابها
لنشاهدها بلا مآزر تحجب عنا حسنها.
في الماضي
حرصت على أن تكون حياتي كالسيرك،
أقيم فعاليات تحبذها الخلايا،
كأن يعبر مهرج الحنين
على حبلٍ من الغيابِ
ليعبر إلى ضفة التوازن
هكذا كنتُ ولا أزال..
* من أسرة تحرير «عكاظ»
شرفةُ الوقتِ لم تعد قادرة على استضافتنا
ولم تعد طاولة القلب تتسعُ لأكثر من كوب اليأسِ
الليلُ يستعير الظلام اللانهائيّ
من خواء الجسد
وكل شيءٍ من حولنا
ينمُّ عن وهجٍ يُسهب في الحديث
حتى أننا فقدنا الإحساس به.
كنتُ أتدلَّى من سفح أغنية
أراقبُ انثناءات تضاريس الموسيقي
في أودية المغني
وأتحسس بدهشة الأطفال زجاج العازفين
وهم يتركون للآلتهم فسحة البوح
دون حق اللجوء للكلام،
ويمنحوننا شرف الاستشهاد في معترك العاطفة.
على قارعة غيمةٍ
كنتُ أصدح بما أراه من زرقة
تستقصي الاتساع
وتدعي أنها معجونة بالسماءِ والبحر
فأحلَّق بعيداً كالنوارسِ على انخفاضٍ من النبضة
وعلى ارتفاعٍ من الشمس
تحفني الحواس الشبقة
لانتهاك حرمة الليل
وعري الظهيرة
ولا عاصم لي سوى أناملي
أن تثقب لي كوةً في جدار جسدي
أُهرَّب منها للمنفى
وأبقى وحيداً وطليقاً.
فوضاي بوصلتي نحو قِبلة الجمال
أُفرِغ قلبي من دمائهِ
وأتركه ككرة الثلج تلتقط في طريقها ما تشاء
لتكبر بياضاً يليق بخيبة لست أعرفها حق المعرفة،
أو أن ملامحها
قد رُسمت في أزقة الذاكرة
على جدار خليةٍ
كالفن الجرافيتي إن صح الوجع.
لذلك مكثتُ على ربى الليلِ
أحصي النجوم نجمةً نجمةً
وبيدي حنجرتي كنايٍ أجشٍّ أنهكته الغربة،
ومن ثَمّ أوقد على سارية الأضلاع ألمي
لعلني اُهدي إليَّ شهقةً تطفئ هذا الظلام
وتوقدُ لي نهاراً أصافحه كعدوٍ
اخترته ليمتدحني الآخرون.
في حقول الروح التي شيَّدتُ بها أشجار الفن،
لم أتخذ التدابير اللازمة للحد من ميلاد الحطابين،
فمع كل شُجرة ولِدَ حطابون كثيرون،
لم يك الخطأ فادحاً
وإنما وجود النقائض تجعل الحديقة تخلع جلبابها
لنشاهدها بلا مآزر تحجب عنا حسنها.
في الماضي
حرصت على أن تكون حياتي كالسيرك،
أقيم فعاليات تحبذها الخلايا،
كأن يعبر مهرج الحنين
على حبلٍ من الغيابِ
ليعبر إلى ضفة التوازن
هكذا كنتُ ولا أزال..
* من أسرة تحرير «عكاظ»