كتاب ومقالات

رحلة «السعودية» والمطبات «الأرضية»!

الجهات الخمس

خالد السليمان

أعلن مدير عام الخطوط السعودية صالح الجاسر عن خطة طموحة للحصول على تصنيف النجوم الخمس لدخول نادي صفوة شركات الطيران العالمية بنهاية عام ٢٠١٩م، الخطة التي أطلق عليها اسم «Top 5» تهدف لرفع مستوى أداء التشغيل والخدمات، وتطوير العلاقة مع المسافرين بتحسين تجربة السفر والترفيه والاتصال والطعام على متن الطائرات!

التحدي بلا شك كبير، ومن المفيد أن يضع المرء أهدافا ويسعى لتحدي الذات لتحقيقها، وإذا كانت «السعودية» قد كسبت تحديا سابقا قبل عامين بتجديد الأسطول الذي يتكون اليوم من ١٤٤ طائرة انخفض معدل عمرها التشغيلي إلى ٥ سنوات وسينخفض باستلام الطائرات الجديدة هذا العام إلى ٣ سنوات، ونجحت في إضافة ٥ ملايين مقعد أسهمت في حل مشكلة توفر حجوزات المقاعد، فإن الحصول على تصنيف النجوم الخمس ليس تحديا يبدأ تحقيقه من رأس الهرم بل يبدأ من أصغر موظف في الخطوط السعودية لتدور «تروس» آلة الإنجاز بتناغم يحقق الأهداف!

لكن، هل تملك «السعودية» جميع مقومات مواجهة هذا التحدي الذاتي؟! ربما كانت الإرادة موجودة، والرغبة متوفرة، والتحسن الملحوظ في أداء المؤسسة خلال العامين الأخيرين مبشرا، لكن «السعودية» لا تعمل في بيئة منفصلة أو مستقلة، فعملها مرتبط بكفاءة أداء وإنجاز أطراف أخرى، ومقيد بتعاملات تتجاوز حدود أسوارها، فتعثر إنجاز مشروع مطار الملك عبدالعزيز في موعده المحدد، وعزم هيئة الطيران المدني تشغيله جزئيا بدلا من التشغيل الكامل في شهر مايو القادم سيحد من قدرة «السعودية» على تحقيق كفاءة تشغيل مثالية، وتجنب عبء ومعاناة تحويل المسافرين بين أجزاء المطارين الجديد والقديم!

أثق من واقع تجربتي الشخصية كمسافر كثير السفر أن رحلة الخطوط السعودية نحو الأفضل قد أقلعت، لكنها لم تصل بعد لوجهتها، والأجواء مليئة بالاضطرابات الجوية و«الأرضية»، لكنها عودتنا على الهبوط الآمن.. «الله يحفظك»!