ذروة الصراعات الفكرية والأيديولوجية تهمة التغريب
بعد توجيه «التعليم» بتجديد مواد الثقافة الإسلامية .. الخازم لـ«عكاظ»:
السبت / 08 / جمادى الآخرة / 1439 هـ السبت 24 فبراير 2018 02:30
أروى المهنا (الرياض) arwa_almohanna@
• كيف قرأت توجيه وزير التعليم أخيراً بمراجعة مناهج الثقافة الإسلامية وتنقيتها من مظاهر الغلو والتطرف، حسب ما فهمناه؟
•• أن تأتي متأخراً خير لك من ألا تأتي أبداً. حينما ننتقد النفس الأيديولوجي الطاغي في تعليمنا الجامعي، أو حينما يطالب وزير التعليم بتنقيح بعض المناهج، فإن الهدف ليس طمس الهوية الإسلامية، وإنما الرغبة في الاعتدال والوسطية، وتقدير العلم الحديث، والنقد، وحرية الفكر في الجامعات.
• ماذا عن كتابك «اختراق البرج العاجي» باعتبار التعليم العالي يمثل أبراجاً عاجية، والبعض اسماه اختطافاً للتعليم؟ هل مازال التعليم العالي مخترقاً من قبل المؤدلجين؟
•• إلى حد ما نعم، في ما له علاقة بالجوانب الأيديولوجية وفي مصادرة حرية الفكر والتعبير. التغيير الفكري الحاصل في الجامعات مازال بطيئاً، لكنه قادم كجزء من حراك اجتماعي أكبر، كما نأمل.
• حتى لا يتشعب الحديث في قضايا مختلفة حول التعليم العالي، هل يمكن إيضاح كيف يحدث التغلغل الأيديولوجي في المناهج الجامعية؟
•• النفس الأيديولوجي في المناهج الجامعية يبرز بشكل واضح في 3 مستويات، كما شرحتها في كتابي اختراق البرج العاجي.
أولاً: على مستوى أسلمة العلوم؛ إذ أصبح لدينا العمارة الإسلامية، والأدب الإسلامي، الاقتصاد الإسلامي وغيرها من بقية العلوم، والمشكلة هنا ليست في المسمى ولكن حصر تعليم ما هو متوافق مع الأيديولوجية ونبذ مختلف النظريات والتوجهات الأخرى، إن لم يكن تسفيهها وتكفيرها. فحينما نشير لأدب إسلامي يتبادر لنا مباشرة فكر سيحارب الحداثة الأدبية والنظريات الأدبية المختلفة، وحينما نصنف العمارة الإسلامية فحتما سنتخيل مقابلا لها اليهودية والمسيحية وغيرهما مما نحاربه، وحينما نشير إلى علم النفس الإسلامي سنبدأ بتسفيه نظريات داروين أو نستبعد تعليمها، وهكذا.
ثانيا: رفض تدريس بعض العلوم بناء على موقف أيديولوجي مثل رفض تدريس الفلسفة أو القانون (أخيراً سمح بذلك) أو الفنون. بل وتوجيه ما هو مناسب للمرأة وما هو غير مناسب، حيث غرست فكرة أن الهندسة لا تناسب الفتاة، وحرمت الفتاة من دراسة الهندسة بمختلف فروعها ووجدنا الجامعة التي تصنف الأفضل في البلاد، جامعة البترول والمعادن تقاوم افتتاح فرع للطالبات وتبقى خاصة بالبنين بناء على موقف أيديولوجي يكرس فكرة عدم مناسبة دراسة الهندسة للطالبات.
ثالثا: فرض تدريس بعض المواد كمواد الثقافة الإسلامية الإجبارية، ومرةً أخرى لا بأس في ذلك، لكنه أخذ منحى آخر بفرض مسميات المواد وإشباع بعضها بنفس أيديولوجي يرفض الآخر ويرفض نقاش القضايا المعاصرة بفكر منفتح مثل قضايا حقوق الإنسان والانتخابات والعلمانية والديموقراطية وقبول الآخر.
• هل تعترض على مواد الثقافة الإسلامية؟
•• بالطبع لا أعترض، ولكن كمواد اختيارية أستغرب ألا تفرض مواد عن تاريخنا، أم أننا لا نؤمن بالوطن باعتبار النفس الأيديولوجي يهتم بالأمة وليس الوطن؟ أطالب بمواد ثقافية عصرية ضمن المتطلبات الاختيارية للجامعة وتدريسها بطرق حديثة.
• ماذا تعني بـ «طرق حديثة»؟ هل ترى أن تدرس مثلاً عن بعد؟
•• ولم لا؟ نعم بالإمكان تدريسها عن بعد، فلست بحاجة في جامعة تخصصها العلوم الصحية أن أؤسس قسما كبيرا للثقافة الإسلامية وطالما هي مواد ثقافة عامة وأغلبها لا جديد فيه بالنسبة للطالب وإنما مجرد مراجعة وحفظ وفق ما يطلبه الأستاذ، بالإمكان تحويلها إلى مواد عن بعد تقدم إلكترونياً. الأمر الآخر هو ضرورة التحول في تدريسها من مجرد حفظ النصوص إلى جوانب تفاعلية وحوارية تسهم في استيعاب مضامينها، فبعد 12 عاماً من تحفيظ المواد الإسلامية في التعليم العام يفترض أن نقدمها في الجامعة بشكل مختلف.
• بصفتك أستاذا جامعيا شارك في العملية التأسيسية للمناهج، هل جربت عرض الفكرة على إحدى الجامعات التي عملت بها؟
•• ومن قال لك إنني لم أطرح الفكرة. طرحتها وكان الرد واضحاً بأننا لسنا على استعداد لفتح باب صداع يجابه المجتمع وأساتذة الدين ووزارة التعليم وهيئة الاعتماد وغيرها من الجهات ذات العلاقة. رغم أن الجامعة تقدم مواد على مستوى درجة الماجستير عن بعد، ولكن لأنها لا تقترب من ملعب الأدلجة التقليدية لا أحد ينتقدها أو يعترض عليها.
• كأني بك تشير إلى أن هناك محاذير تتجاوز المسألة العلمية، تجعل من هذه المواد «تابو» لا أحد يستطيع الاقتراب منه؟
•• بالتأكيد.. أسهل تهمة وأكثرها إزعاجاً في ذروة الصراعات الفكرية والأيديولوجية هي تهمة الليبرالية والعلمانية والتغريب. وأي مساس بمواضيع معينة تعتبر تابوهات تضعك في دائرة الاتهامات. وهذا ينطبق على الجامعة كما ينطبق على مشايخ الدين أنفسهم، فمن كان يجرؤ على الحديث عن لبس المرأة والسينما وقيادة المرأة وتعليم الفنون؟ الآن نرى حتى المشايخ بدأوا يتحررون من سلطة الجماعة أو الفئة التي ينتمون لها وبينوا لنا مختلف الآراء في قضايا مختلفة.
• نعود لتوجيه وزير التعليم.. هل تراه كافياً لتحرير المناهج الجامعية من الفكر المتطرف؟
•• بالتأكيد هو بداية طريق وأحيي وزير التعليم على ملامسة هذا الموضوع بوضوح، وهي تعني أن المشكلة التي كنا نثيرها على مدى سنوات يتم الاعتراف بوجودها. أخشى أن تكون أسهل طريقة يتبعها القائمون على تلك المناهج هي حذف نقاش القضايا المعاصرة الجدلية أو التي تحمل تعدد الآراء وفيها أقوال تعارض التوجهات الأيديولوجية المتغلغلة في الجامعات، لذا كنت أتمنى أن يتم التركيز على نقطتين: أولاً: التوجيه ببث فكر الانفتاح في تعليم ونقاش مواضيع الثقافة الإسلامية من مختلف الجوانب والآراء وبالذات في المواضيع الثقافية والاجتماعية والسياسية المعاصرة. لا يكفي أن أستبعد مواضيع محددة من مواد الثقافة الإسلامية أو أفرض وجهة نظر واحدة بل أوضح الاختلافات الفقهية والاجتماعية والثقافية حولها وأكرس مفهوم تقبل الآراء المختلفة وعدم رفضها مع حرية الاختيار الشخصي حولها. النقطة الثانية تتمثل في الحث والتوجيه بإتاحة وتحفيز مناخ الحرية الأكاديمية والرأي والمناظرة والنقاش على مختلف الصعد. مجرد تغيير مكونات المنهج دون حرية كافية لنقاشه على مستوى الفصل الدراسي وعلى مستوى الفضاء الثقافي والبحثي للجامعة لن يكون كافياً. كما ترين بأن جامعاتنا لا يوجد فيها حراك ثقافي يناقش مختلف القضايا بحرية كافية ودون توجيه أيديولوجي وأغلب ما يطرح هو مجرد ندوات موجهة لا تغري الأكاديمي والطالب بالحضور والنقاش والتفاعل معها. مع ملاحظة أن بعض الأفكار المتطرفة لا توجد في مقررات الثقافة الإسلامية فقط بل في مناهج ومقررات أخرى.
• هل من جديد بعد كتاب اختراق البرج العاجي؟
•• بالتأكيد.. لم أتوقف عن الكتابة والمشاركة، ولكن طبيعة التنقل في العمل وبعدي قليلاً عن الجامعة ربما أعاق بروز بعض المشاريع. عملت فترة على موضوع الخدمات الصحية، لكنني تراجعت عن نشر ما أعددته في هذا الشأن لأسباب تخص القطاع الصحي ذاته والتيه الحاصل فيه. على مستوى التعليم العالي، هناك كتاب جاهز للنشر وبناء على همة الناشر أتوقع صدوره قبل معرض الكتاب القادم بالرياض، ويركز على تحول الجامعة السعودية واستعدادها للمستقبل.
صدر أخيراً توجيه الدكتور أحمد العيسى وزير التعليم السعودي لمديري الجامعات السعودية فحواه إعادة النظر في مناهج الثقافة الإسلامية التي تدرس في الجامعات، وتنقيتها من شوائب الغلو والتطرف والأدلجة، وشدد على مديري الجامعات بمتابعة هذا الأمر مباشرة من قبلهم، تحقيقاً لمبدأ الوسطية الذي تنشده الوزارة، ولأن قضية أدلجة المناهج الجامعية ليست وليدة اليوم، كما تحدث عنها الدكتور محمد الخازم في كتابه «اختراق البرج العاجي» الذي عني بقراءة التحولات الجيوسياسية والتأثير الأيديولوجي في بنية وسياسات التعليم العالي السعودي عام 2011، وعبّر الخازم عن سعادته بهذا القرار من خلال «عكاظ» بفتح قصة البرج العاجي وما يدور خلف مادة الثقافة الإسلامية:
•• أن تأتي متأخراً خير لك من ألا تأتي أبداً. حينما ننتقد النفس الأيديولوجي الطاغي في تعليمنا الجامعي، أو حينما يطالب وزير التعليم بتنقيح بعض المناهج، فإن الهدف ليس طمس الهوية الإسلامية، وإنما الرغبة في الاعتدال والوسطية، وتقدير العلم الحديث، والنقد، وحرية الفكر في الجامعات.
• ماذا عن كتابك «اختراق البرج العاجي» باعتبار التعليم العالي يمثل أبراجاً عاجية، والبعض اسماه اختطافاً للتعليم؟ هل مازال التعليم العالي مخترقاً من قبل المؤدلجين؟
•• إلى حد ما نعم، في ما له علاقة بالجوانب الأيديولوجية وفي مصادرة حرية الفكر والتعبير. التغيير الفكري الحاصل في الجامعات مازال بطيئاً، لكنه قادم كجزء من حراك اجتماعي أكبر، كما نأمل.
• حتى لا يتشعب الحديث في قضايا مختلفة حول التعليم العالي، هل يمكن إيضاح كيف يحدث التغلغل الأيديولوجي في المناهج الجامعية؟
•• النفس الأيديولوجي في المناهج الجامعية يبرز بشكل واضح في 3 مستويات، كما شرحتها في كتابي اختراق البرج العاجي.
أولاً: على مستوى أسلمة العلوم؛ إذ أصبح لدينا العمارة الإسلامية، والأدب الإسلامي، الاقتصاد الإسلامي وغيرها من بقية العلوم، والمشكلة هنا ليست في المسمى ولكن حصر تعليم ما هو متوافق مع الأيديولوجية ونبذ مختلف النظريات والتوجهات الأخرى، إن لم يكن تسفيهها وتكفيرها. فحينما نشير لأدب إسلامي يتبادر لنا مباشرة فكر سيحارب الحداثة الأدبية والنظريات الأدبية المختلفة، وحينما نصنف العمارة الإسلامية فحتما سنتخيل مقابلا لها اليهودية والمسيحية وغيرهما مما نحاربه، وحينما نشير إلى علم النفس الإسلامي سنبدأ بتسفيه نظريات داروين أو نستبعد تعليمها، وهكذا.
ثانيا: رفض تدريس بعض العلوم بناء على موقف أيديولوجي مثل رفض تدريس الفلسفة أو القانون (أخيراً سمح بذلك) أو الفنون. بل وتوجيه ما هو مناسب للمرأة وما هو غير مناسب، حيث غرست فكرة أن الهندسة لا تناسب الفتاة، وحرمت الفتاة من دراسة الهندسة بمختلف فروعها ووجدنا الجامعة التي تصنف الأفضل في البلاد، جامعة البترول والمعادن تقاوم افتتاح فرع للطالبات وتبقى خاصة بالبنين بناء على موقف أيديولوجي يكرس فكرة عدم مناسبة دراسة الهندسة للطالبات.
ثالثا: فرض تدريس بعض المواد كمواد الثقافة الإسلامية الإجبارية، ومرةً أخرى لا بأس في ذلك، لكنه أخذ منحى آخر بفرض مسميات المواد وإشباع بعضها بنفس أيديولوجي يرفض الآخر ويرفض نقاش القضايا المعاصرة بفكر منفتح مثل قضايا حقوق الإنسان والانتخابات والعلمانية والديموقراطية وقبول الآخر.
• هل تعترض على مواد الثقافة الإسلامية؟
•• بالطبع لا أعترض، ولكن كمواد اختيارية أستغرب ألا تفرض مواد عن تاريخنا، أم أننا لا نؤمن بالوطن باعتبار النفس الأيديولوجي يهتم بالأمة وليس الوطن؟ أطالب بمواد ثقافية عصرية ضمن المتطلبات الاختيارية للجامعة وتدريسها بطرق حديثة.
• ماذا تعني بـ «طرق حديثة»؟ هل ترى أن تدرس مثلاً عن بعد؟
•• ولم لا؟ نعم بالإمكان تدريسها عن بعد، فلست بحاجة في جامعة تخصصها العلوم الصحية أن أؤسس قسما كبيرا للثقافة الإسلامية وطالما هي مواد ثقافة عامة وأغلبها لا جديد فيه بالنسبة للطالب وإنما مجرد مراجعة وحفظ وفق ما يطلبه الأستاذ، بالإمكان تحويلها إلى مواد عن بعد تقدم إلكترونياً. الأمر الآخر هو ضرورة التحول في تدريسها من مجرد حفظ النصوص إلى جوانب تفاعلية وحوارية تسهم في استيعاب مضامينها، فبعد 12 عاماً من تحفيظ المواد الإسلامية في التعليم العام يفترض أن نقدمها في الجامعة بشكل مختلف.
• بصفتك أستاذا جامعيا شارك في العملية التأسيسية للمناهج، هل جربت عرض الفكرة على إحدى الجامعات التي عملت بها؟
•• ومن قال لك إنني لم أطرح الفكرة. طرحتها وكان الرد واضحاً بأننا لسنا على استعداد لفتح باب صداع يجابه المجتمع وأساتذة الدين ووزارة التعليم وهيئة الاعتماد وغيرها من الجهات ذات العلاقة. رغم أن الجامعة تقدم مواد على مستوى درجة الماجستير عن بعد، ولكن لأنها لا تقترب من ملعب الأدلجة التقليدية لا أحد ينتقدها أو يعترض عليها.
• كأني بك تشير إلى أن هناك محاذير تتجاوز المسألة العلمية، تجعل من هذه المواد «تابو» لا أحد يستطيع الاقتراب منه؟
•• بالتأكيد.. أسهل تهمة وأكثرها إزعاجاً في ذروة الصراعات الفكرية والأيديولوجية هي تهمة الليبرالية والعلمانية والتغريب. وأي مساس بمواضيع معينة تعتبر تابوهات تضعك في دائرة الاتهامات. وهذا ينطبق على الجامعة كما ينطبق على مشايخ الدين أنفسهم، فمن كان يجرؤ على الحديث عن لبس المرأة والسينما وقيادة المرأة وتعليم الفنون؟ الآن نرى حتى المشايخ بدأوا يتحررون من سلطة الجماعة أو الفئة التي ينتمون لها وبينوا لنا مختلف الآراء في قضايا مختلفة.
• نعود لتوجيه وزير التعليم.. هل تراه كافياً لتحرير المناهج الجامعية من الفكر المتطرف؟
•• بالتأكيد هو بداية طريق وأحيي وزير التعليم على ملامسة هذا الموضوع بوضوح، وهي تعني أن المشكلة التي كنا نثيرها على مدى سنوات يتم الاعتراف بوجودها. أخشى أن تكون أسهل طريقة يتبعها القائمون على تلك المناهج هي حذف نقاش القضايا المعاصرة الجدلية أو التي تحمل تعدد الآراء وفيها أقوال تعارض التوجهات الأيديولوجية المتغلغلة في الجامعات، لذا كنت أتمنى أن يتم التركيز على نقطتين: أولاً: التوجيه ببث فكر الانفتاح في تعليم ونقاش مواضيع الثقافة الإسلامية من مختلف الجوانب والآراء وبالذات في المواضيع الثقافية والاجتماعية والسياسية المعاصرة. لا يكفي أن أستبعد مواضيع محددة من مواد الثقافة الإسلامية أو أفرض وجهة نظر واحدة بل أوضح الاختلافات الفقهية والاجتماعية والثقافية حولها وأكرس مفهوم تقبل الآراء المختلفة وعدم رفضها مع حرية الاختيار الشخصي حولها. النقطة الثانية تتمثل في الحث والتوجيه بإتاحة وتحفيز مناخ الحرية الأكاديمية والرأي والمناظرة والنقاش على مختلف الصعد. مجرد تغيير مكونات المنهج دون حرية كافية لنقاشه على مستوى الفصل الدراسي وعلى مستوى الفضاء الثقافي والبحثي للجامعة لن يكون كافياً. كما ترين بأن جامعاتنا لا يوجد فيها حراك ثقافي يناقش مختلف القضايا بحرية كافية ودون توجيه أيديولوجي وأغلب ما يطرح هو مجرد ندوات موجهة لا تغري الأكاديمي والطالب بالحضور والنقاش والتفاعل معها. مع ملاحظة أن بعض الأفكار المتطرفة لا توجد في مقررات الثقافة الإسلامية فقط بل في مناهج ومقررات أخرى.
• هل من جديد بعد كتاب اختراق البرج العاجي؟
•• بالتأكيد.. لم أتوقف عن الكتابة والمشاركة، ولكن طبيعة التنقل في العمل وبعدي قليلاً عن الجامعة ربما أعاق بروز بعض المشاريع. عملت فترة على موضوع الخدمات الصحية، لكنني تراجعت عن نشر ما أعددته في هذا الشأن لأسباب تخص القطاع الصحي ذاته والتيه الحاصل فيه. على مستوى التعليم العالي، هناك كتاب جاهز للنشر وبناء على همة الناشر أتوقع صدوره قبل معرض الكتاب القادم بالرياض، ويركز على تحول الجامعة السعودية واستعدادها للمستقبل.
صدر أخيراً توجيه الدكتور أحمد العيسى وزير التعليم السعودي لمديري الجامعات السعودية فحواه إعادة النظر في مناهج الثقافة الإسلامية التي تدرس في الجامعات، وتنقيتها من شوائب الغلو والتطرف والأدلجة، وشدد على مديري الجامعات بمتابعة هذا الأمر مباشرة من قبلهم، تحقيقاً لمبدأ الوسطية الذي تنشده الوزارة، ولأن قضية أدلجة المناهج الجامعية ليست وليدة اليوم، كما تحدث عنها الدكتور محمد الخازم في كتابه «اختراق البرج العاجي» الذي عني بقراءة التحولات الجيوسياسية والتأثير الأيديولوجي في بنية وسياسات التعليم العالي السعودي عام 2011، وعبّر الخازم عن سعادته بهذا القرار من خلال «عكاظ» بفتح قصة البرج العاجي وما يدور خلف مادة الثقافة الإسلامية: