الناس

الشيخ البواردي: الاسترشاد في الطاقة من الإيمان وحفظ النعمة

أحد أعمدة الكهرباء في المملكة قديما

«عكاظ» (الرياض)

أكد إمام وخطيب جامع المعمر الشيخ ياسر بن عبد الله البواردي إلى أن الاسترشاد في الطاقة والنعمة من الإيمان، ومن صفات عباد الرحمن.

كما في الفرقان «وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا»، وسطا بين ذلك فالله أمر بالاسترشاد وحفظ النعم وعدم الإسراف، واسترشاد الطاقة مما يدخل في حفظ النعمة والتعاون مع الجهات المختصة التي تعين على ذلك، وما نراه اليوم لا يسر أبدا في الترف المصطنع والمظهر (البلوّني) الذي امتلأ هواءا وسرعان ما ينفجر، ثم يعود على صاحبه بالضرر والصدمة النفسية، والأولون السابقون الذين عرفوا قدر النعمة كانوا بعيدين كل البعد عن هذا، وأذكر مقولة نقلت عن أحد كبار السن «حدثناكم عن جوع مر بنا، وأخشى أن يأتيكم يوم تحدثوننا عن شبع مر بكم».

وبين الشيخ البواردي أن الله سبحانه بيّن سعة نعمه على خلقه وعطائه، وفي نفس الوقت أرشد نبيه إلى عدم السرف وأمره بالقصد والتوسط ونهاه عن البخل في قوله: «وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا». قال الطبري رحمه الله: ولا تمسك يا محمد يدك بخلا عن النفقة في حقوق الله، فلا تنفق فيها شيئا إمساك المغلولة يده إلى عنقه، الذي لا يستطيع بسطها (وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ) ولا تبسطها بالعطية كلّ البسط، فتَبقى لا شيء عندك، ولا تجد إذا سئلت شيئا تعطيه سائلك ( فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ) فتقعد يلومك سائلوك إذا لم تعطهم حين سألوك، وتلومك نفسك على الإسراع في مالك وذهابه، محسورا: مَعِيبا، قد انقُطِع بك، لا شيء عندك تنفقه.