كتاب ومقالات

العالم يسبق الزمن!

الجهات الخمس

خالد السليمان

في مؤتمر برشلونة العالمي للجوال، الذي يعد الحدث السنوي الأبرز على مستوى العالم لكل ما يتصل بتقنيات الاتصالات ونقل المعلومات، حيث تعقد ورش العمل المتخصصة وتعرض الشركات ابتكاراتها وتبرم اتفاقاتها، ويمكن التنبوء بمستقبل التقنية مع التدشين المتوقع للـ5G خلال أقل من عامين، لفت انتباهي وسط بحر أكثر من ١٣٠ ألف مشارك شاب سعودي يرتدي اللباس الوطني فسلمت عليه وعلمت بأنه يشارك ضمن جناح شركة صينية تعمل في المملكة!

لوهلة شعرت بأن هذا الشاب لا يمثل شركته الصينية بقدر ما يمثل وطنه السعودي، والحقيقة أن كل إنسان خارج بلاده هو سفير لوطنه ومجتمعه بما يضيفه من قيمة معرفية ويتركه من أثر إيجابي!

في مكان آخر كان جناح شركة الاتصالات السعودية يقف على مساحة بارزة يحمل شعار رؤية المملكة ٢٠٣٠ ويرسم ملامح مستقبل ستكون الشركة إحدى أهم أدوات تعبيده، حيث تعد تقنيات الاتصالات المتطورة اليوم هي العنصر الأساس في بناء الغد وتوظيف ابتكاراته!

وإذا كانت STC بالنسبة لكثيرين ليست سوى شريحة جوال وفاتورة اتصال، فإنها في حقيقة الأمر أحد أهم مرتكزات التحول الرقمي القادم في تمكين السعودية الجديدة من مواجهة تحديات وتحولات المستقبل، وخلال جولتي بين أجنحة أكبر شركات الاتصالات وصناعات التقنيات والبرامج والتطبيقات المتعلقة بالاتصالات ونقل البيانات والاستخدامات الذكية، وجدت أن التركيز المشترك بين جميع المشاركين هو تلبية متطلبات المستقبل «الذكي» لسرعة نقل البيانات والتهيئة لغد يسوده الذكاء الاصطناعي ويتكامل فيه ذكاء الإنسان مع ذكاء الآلة!

وبقدر ما تذهلك أفكار المستقبل، وقدرة الإنسان على اختراق حدود المستحيل، فإنها تخيفك مما قد لا يستوعبه عقل إنسان اليوم مما يخفيه الغد القريب جدا!