كتاب ومقالات

«دارك يا الأخضر»

مداد

متعب العواد

- الكتابة عن البصرة مجازفة لا تحتمل ما علق في الذهن من انطباعات.

- والحديث عن شوارعها وأزقتها، وإنسانها، وبحرها، رجالها، وجبلها مثل الحديث عن الحبيبة، يحتاج لقدر عالٍ من الغفران، وقدر أعلى من الإنصاف.

- وأعتذر من الأصدقاء العراقيين ولكل أبناء وطني أنني لم أقل شيئا عنها إلى الآن سوى تغريدة عبر تويتر عند دخولي فندق البصرة، قلت فيها: «كرم أبناء العراق أكثر من نخيله.. فليعذرني نزار قباني حين قال: إن شعراء العراق أكثر من نخيله، فاليوم تشرفت بتمثيل وفد هيئة الرياضة الإعلامي لزيارة البصرة التي تحتفل بمنتخبنا السعودي على طريقتها وبلهجتها السومريّة، هلا في محبوبي».

- شكرا لكل العراقيين عامة وأبناء البصرة ومحافظاتها خاصة.

- شكرا لهيئة الرياضة بقيادة تركي آل الشيخ لتحويل أحلام شباب كل العراق إلى واقع ملموس، فالليلة الاحتفاء بالبعثة السعودية، ليلة تاريخية بكل تفاصيلها، فالعربي لديهم مكرم على عادات وتقاليد إمارة النجابة العربية، فهي عنوان بشاشتهم.

- ففي عز الفرح السعودي والاحتفاء بتأهله لنهائيات كأس العالم لم ينس رئيس هيئة الرياضة السعودية العراق ورياضته، حيث وجه وزراء الرياضة العرب بضرورة دعم العراق واللعب على أرضه، وكأنه يقول لكل العرب «هذا بلد كل هاته الهامات لكل العرب»، ولم يكتف بذلك بل زف بشرى عربية سعودية عراقية بحضور منتخبنا في البصرة، وبعد 71 يوما من وعده.. ها نحن في البصرة بهدف واحد من أجل رفع الحظر عن الملاعب العراقية.

- في «البصرة» نهضة عمرانية، وفي الوجوه والقلوب خارطة حب السعودية، هي بحق وريثة الحضارات وخزانة العرب لسنوات، وهي دار العلم ومعدن النبلاء والفضلاء، وهي بحق حضن السلام، بل فينيسيا الشرق ولؤلؤة الخليج.

- قلت لكم: الكتابة عن العراق والبصرة مهمة شاقة، وأعتذر عنها.

- والآن لا أملك إلاَّ أن أهمس في أذن جبل «أجا» وأقول له: إنني زرت البصرة ووجدتها عربية أصيلة والأدب فيها نابض وحي، والرياضة لديهم تتحدث «دارك يا الأخضر».