كفاية عاجل !
هيّ كدا
السبت / 15 / جمادى الآخرة / 1439 هـ السبت 03 مارس 2018 01:17
أسعد عبدالكريم الفريح
تحفل أجهزة التلفاز ووسائل الاتصال المختلفة بخط أحمر عريض، وكلمة عاجل وتفرصع الناس عيونها وتظل كل آذانها صاغية، ويهيمن الهدوء والصمت الرهيب غير المعتاد على المكان، فالحياة أصبحت كلها صخبا سقيما، وينتظر الكل بلهفة مغموسة بقلق ما هذا الخبر، وكأني بهم قد ولدوا اليوم، ولم يكونوا من حواضر هذا العالم البغيض الذي لا تسمع فيه يوما خبرا مفرحا، أسأل وأجاوب في نفس الوقت، هل أتى عاجل بغير لقي مجموعة مصرعهم؟! أو فجرت جماعة إرهابية هنا وهناك، ماذا تنقل لنا وسائل الاتصال إلا الخراب والدمار؟ فهؤلاء الحوثيون المجرمون أمعنوا في الفساد وعثوا في البلاد وفِي كل واد تخريبا، وقتلا ولم يكفهم ذلك، بل تمادوا حتى أطلقوا بالنيابة عن «عمتهم» إيران الصواريخ، ولم يتورعوا أن يوجهوها إلى مناطق تتشرف أنها تحتضن الحرمين الشريفين، لقد انقلبوا على الشرعية وحاصروا مدنا ومنعوا عنها الخبز والماء والدواء.
أين دعاة العدل، كان يمكن إيقاف هؤلاء عند حدهم وذلك بتنفيذ القرارات الدولية ولكنه مجلس أمن مع وقف التنفيذ، وكما يقول «وياليتنا من حجنا سالمين»، كأن لا داعي لهذا المجلس الذي لا يجتمع على خير، هناك في سورية أيضاً خراب وإمعان في القتل والتدمير هذا ما يقوم به نظام غاشم ونظام أغشم وهو نظام الملالي، متوج بذلك برعاية ودعم دولة كبرى ما آن لها أن تفرق بين الحلال والحرام والعدل والظلم، أما مجلس الأمن فهو - وكما أسلفت- سلاح وجد لتمكين الظالم والمستبد من تنفيذ كل ما يريد فلا صوت يعلو على صوت الفيتو! وأما في بعض الدول في عالمنا الثاني والتي تغشاها الحزبية والمذهبية وأدمتها بغلها البغيض فلا عدل ولا أمن ولا استقرار، بل حتى لقمة العيش أصبحت مغموسة بدم الضحايا الأبرياء؛ لأن من يُقتل هو مسكين ما له لا في العير ولا في النفير، ولكنه فقط حطب نار مطلوب أن تستمر حتى تحرق الأخضر واليابس لأجل أطماع مناصب ومكاسب شخصية، وأراهن أنها لن تتم فبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين، وماذا بعد هل لديك يا وسائل الاتصال شيء يفرح القلب، طبعا كلها ردت: هو في خبر طيب أصلاً ففاقد الشيء لا يعطيه، وقلت نعم صدقت ورب الكعبة.
مللت من هذا التلفاز، وسئمت «الواتس» المقلق، وكرهت جوالي الهزاز، أتعبنا هذا الإعصار، أخبار تتبعها أخبار، من حرب إلى جيش جرار، من فتوى تجعل المسلم زنديقا من بين الكفار، وفتوى تجعل القاتل، ريحانة ما بين الأنهار، فتوى لم تصدر من راشد، أو هيئة علماء وكبار، أخاف من كلمة عاجل، لأنها صارت أيقونة، لخبر أحرفه من نار، وصرنا نفجع يوميا، وكأن الموتى يا سادة، صفر من بين الأصفار، تحتفل كل قناة خبرية، بأخبار الموت اليومية، وأنها كانت الأولى، على كل قنوات الأخبار، ويزاد الفخر بالأنباء، كلما احمر العنوان، وكلما بدت الأخطار، الناس تريد الأمن، وعيشا مشتركا وحوارا، الناس تبحث عن سلم، لا رعب وقتال ودمار، لا جوع تبحث عن خبزة، وفرعون يغتال الأمصار، إنها لا شك مجنونة، تلك الأفكار الملعونة، عندما يعوج المفهوم، وحين ينقلب المعيار.
أين دعاة العدل، كان يمكن إيقاف هؤلاء عند حدهم وذلك بتنفيذ القرارات الدولية ولكنه مجلس أمن مع وقف التنفيذ، وكما يقول «وياليتنا من حجنا سالمين»، كأن لا داعي لهذا المجلس الذي لا يجتمع على خير، هناك في سورية أيضاً خراب وإمعان في القتل والتدمير هذا ما يقوم به نظام غاشم ونظام أغشم وهو نظام الملالي، متوج بذلك برعاية ودعم دولة كبرى ما آن لها أن تفرق بين الحلال والحرام والعدل والظلم، أما مجلس الأمن فهو - وكما أسلفت- سلاح وجد لتمكين الظالم والمستبد من تنفيذ كل ما يريد فلا صوت يعلو على صوت الفيتو! وأما في بعض الدول في عالمنا الثاني والتي تغشاها الحزبية والمذهبية وأدمتها بغلها البغيض فلا عدل ولا أمن ولا استقرار، بل حتى لقمة العيش أصبحت مغموسة بدم الضحايا الأبرياء؛ لأن من يُقتل هو مسكين ما له لا في العير ولا في النفير، ولكنه فقط حطب نار مطلوب أن تستمر حتى تحرق الأخضر واليابس لأجل أطماع مناصب ومكاسب شخصية، وأراهن أنها لن تتم فبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين، وماذا بعد هل لديك يا وسائل الاتصال شيء يفرح القلب، طبعا كلها ردت: هو في خبر طيب أصلاً ففاقد الشيء لا يعطيه، وقلت نعم صدقت ورب الكعبة.
مللت من هذا التلفاز، وسئمت «الواتس» المقلق، وكرهت جوالي الهزاز، أتعبنا هذا الإعصار، أخبار تتبعها أخبار، من حرب إلى جيش جرار، من فتوى تجعل المسلم زنديقا من بين الكفار، وفتوى تجعل القاتل، ريحانة ما بين الأنهار، فتوى لم تصدر من راشد، أو هيئة علماء وكبار، أخاف من كلمة عاجل، لأنها صارت أيقونة، لخبر أحرفه من نار، وصرنا نفجع يوميا، وكأن الموتى يا سادة، صفر من بين الأصفار، تحتفل كل قناة خبرية، بأخبار الموت اليومية، وأنها كانت الأولى، على كل قنوات الأخبار، ويزاد الفخر بالأنباء، كلما احمر العنوان، وكلما بدت الأخطار، الناس تريد الأمن، وعيشا مشتركا وحوارا، الناس تبحث عن سلم، لا رعب وقتال ودمار، لا جوع تبحث عن خبزة، وفرعون يغتال الأمصار، إنها لا شك مجنونة، تلك الأفكار الملعونة، عندما يعوج المفهوم، وحين ينقلب المعيار.