أخبار

إغناتيوس: إصلاحات ولي العهد تحظى بتأييد الشباب والعلماء

سعوديون لـ«واشنطن بوست»: العالم يتغير.. ليس من المفاجئ أن تتغير المملكة

https://www.youtube.com/watch?v=zuG2gAG_ugQ

«عكاظ» (جدة) Okaz_Online@

خرج الكاتب الصحفي الأمريكي ديفيد إغناتيوس بيقين من زيارته الأخيرة إلى المملكة بأن الإصلاحات التي يتبناها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تحظى بدعم قوي من قبل الشباب السعودي والعلماء، عبر سلسلة لقاءات أجراها معهم خلال زيارته للمملكة.

وأكد إغناتيوس، في مقالة نشرها في صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن أجندة الإصلاحات للأمير محمد بن سلمان تلقى تأييداً واسعاً من العلماء؛ مثل رئيس رابطة العالم الإسلامي الشيخ محمد العيسى، الذي تحدث معه الكاتب عن سلسلة التحركات الأخيرة التي قام بها ولي العهد، وأكد له أنها مدعومة من العلماء والقيادة الدينية العليا.

وقال الكاتب في مقالته: «بدأ العيسى حديثه عن القضية الرمزية المتعلقة بقيادة المرأة المركبة، التي سيسمح بها ابتداء من شهر يونيو، مؤكداً أن قيادة المرأة المركبة لم تكن أبداً قضية دينية، وأنها تتعلق بالعادات والثقافة».

ونقل الكاتب الأمريكي عن رئيس رابطة العالم الإسلامي قوله: «أراد البعض ربط القضية بالدين، ولكن العلماء رحبوا بالقرار، ودعموا على نحو مماثل التحرك نحو إصلاح هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتكون متوافقة مع مقاصد الشريعة، فلم يرفض أحدٌ الإصلاح، لقد كان قراراً حكيماً».

ووصف الكاتب آراء العيسى حول لباس المرأة بـ«المتسامحة»، مؤكداً أن العيسى يرى اشتراط أن تستمر المرأة في تغطية شعرها ولبس الحجاب الشرعي المتفق.

ورداً على سؤال للكاتب حول توقعات البعض ردة فعل متطرفة ضد هذه التغييرات، أكد العيسى أن هذا الرأي «غير صحيح على الإطلاق»، مشدداً على أن زملاءه من العلماء يتفقون على أن هذه التغييرات ستساعد على فهم أفضل وتطوير المجتمع بشكل عام.

ولفت إغناتيوس إلى أن العيسى اجتذب الانتباه في الغرب في شهر يناير عندما أرسل رسالة إلى مدير المتحف التذكاري للهولوكست في واشنطن، وصف فيها حملة الإبادة النازية بأنها «من أسوأ الفظائع الإنسانية على الإطلاق».

وقال إغناتيوس: «يوجد للموقف السعودي الجديد ضد الإسلام الراديكالي جانب عملي أيضاً، وهو ما رأيته في زيارة قمت بها يوم الإثنين إلى مركز عالمي جديد لمكافحة الأيديولوجية المتطرفة، والمعروف باسم «اعتدال»، حيث يجلس تحت قبة عملاقة، مئات المحللين على شاشات الكمبيوتر، يشاهدون حركة وسائل الإعلام الاجتماعية العربية بحثاً عن علامات دعم للمجموعات المتطرفة، وهذا يعطي انطباع مراقبة «الأخ الأكبر»، ولكنه يجعل السعوديين أكثر صرامة في مكافحة التطرف».

وتوجه الكاتب خلال زيارته للمملكة إلى مجموعة من الشباب السعوديين في مقهى بأحد المولات في الرياض، وسألهم عن خطة الإصلاحات الجديدة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بغية التعرف على آرائهم. وذكر الكاتب أن جميع الشباب أعربوا عن حماسة عفوية بشأن تغيير الطرق القديمة، وحظيت حملة الأمير محمد بن سلمان لمكافحة الفساد باهتمامهم بشكل خاص، بعد احتجاز 381 فرداً من بينهم أمراء ووزراء ومسؤولون في فندق ريتز كارلتون.

وجاءت ردود الشباب السعودي على الكاتب ديفيد إغناتيوس، إذ قال راكان الدوسري (26 عاماً) الذي يعمل مُرشداً في مدرسة ثانوية محلية، بشأن حملة مكافحة الفساد: «هذه هي بداية العدالة»، «الأمير مثل أي مواطن آخر.. إنه أمرٌ يبعث على السرور!»

وأضاف عبدالعزيز الفرج (29 عاماً) ويعمل كأمين صندوق في أحد المصارف: «العالم كله آخذ في التغير.. ليس من المفاجئ أن تتغير المملكة». وذكر شاب يدعى مصعب، أنه إضافة إلى عمله المصرفي، فقد افتتح للتو متجراً لبيع ملحقات الهواتف النقالة، وهو عمل كان يهيمن عليه الوافدون.

وتابع الفرج: «في الماضي القريب، لم يكن السعودي العادي يفكر في بدء نشاط تجاري، فقد كان كل ما يريده هو الحصول على وظيفة حكومية». واختتم الكاتب مقالته قائلاً: هذا هو الباب الذي يبدو أنه آخذ في الانفتاح في المملكة، نحو مجتمع أكثر حداثة، أكثر ريادة للأعمال، أقل صلابة، موجهاً بشكل أكبر نحو مجتمعات الشباب، إنها عملية من الأعلى إلى الأسفل في الوقت الراهن، ولكنها بدأت تكتسب الزخم مع مرور الوقت.