أخبار

السعودية ومصر ركيزتان أساسيتان لاستقرار المنطقة

رئيس الشؤون العربية في «النواب المصري» لـ«عكاظ»:

الملك عبدالعزيز والملك فاروق أسسا علاقات متميزة بين الرياض والقاهرة. (عكاظ)

حاوره: محمد حفني (القاهرة)



شدد رئيس لجنة الشؤون العربية في مجلس النواب المصري اللواء سعد الجمال على أهمية زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى بلده الثاني مصر، ولقائه مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، مشيراً في إجابته على أسئلة «عكاظ» إلى أن مصر تسعد دائماً بزيارة ملوك المملكة ورموزها وشعبها، موضحاً أن الزيارة ستتناول العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى مناقشة عدد من الأوضاع السياسية التي تمر بها دول المنطقة، وكذلك الأزمة القطرية.. فإلى نص الحوار.

• كيف ترى زيارة ولي العهد لمصر؟

•• زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى بلده الثاني مصر، تعد خطوة مهمة وتتوافق مع الاتجاه العام في حرص قيادة البلدين على تنمية العلاقات الثنائية، نتيجة التطابق في الرؤى تجاه الملفات والأزمات التي تعاني منها دول الإقليم، لاسيما أن كلاً من المملكة ومصر لهما دور محوري على مستوى العلاقات الإقليمية والدولية، وهما ركيزتان أساسيتان للاستقرار في المنطقة، ويوصفان بأنهما اللاعبان الرئيسيان اللذان لن يتحقق أي تقدم أو استقرار من دون تكامل دوريهما، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، الذي تشرفت بلقائه منذ شهرين، حريص كل الحرص على الود والعلاقات الطيبة مع مصر حكومة وشعباً، وحكى للوفد المصري حكاياته مع مصر وشعبها في المحافظات كافة، وولي عهده الأمين يسير على الطريق نفسه، ومصر دائماً تسعد بزيارة ملوك المملكة وشعبها ورموزها.

• ما هي أبعاد تلك الزيارة المتوقعة؟

•• أعتقد أن الزيارة -كما سبق وقلنا- مهمة وتاريخية، وتعكس عمق علاقات البلدين الممتدة في جذور التاريخ، ويمكن أن تساهم بشكل فعال وملحوظ في احتواء بعض الأزمات التي تمر بها المنطقة، علاوة على أهميتها للبلدين على المستوى الثنائي، وأرى أن هذه الزيارة هي استكمال أو الحلقة الثانية بعد الزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين لمصر، في دعم وتنمية العلاقات الثنائية، حيث من المرجح أن تناقش الزيارة ما تم الاتفاق عليه خلال زيارة الملك سلمان السابقة، وتحقيق ومتابعة ما تحقق وما اتفق عليه، لاسيما في الجانب الاقتصادي، ومنها دعم التدفقات الاستثمارية من المملكة إلى مصر، وهي تدفقات قائمة ومستمرة ومتزايدة خلال السنوات الماضية، وسوف تحقق طفرة في تلك العلاقات في إطار مشروع ولي العهد «مشروع 2030» ومشروع «نيوم» في التعاون بين البلدين، ومن هنا يتكامل الدور الاقتصادي مع السياسي بين البلدين لتعظيم العلاقات بين الجانبين.

ملفات مهمة

• وما هي أهم الملفات المتوقع مناقشتها خلال الزيارة؟

•• كلاهما مهموم بقضايا المنطقة، والمملكة تسعى لترتيب البيت العربي من الداخل، والقضايا العربية ستكون حاضرة وبقوة في لقاء الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس السيسي، خصوصا الأوضاع الأمنية المتدهورة في سورية، إضافة إلى الوضع فى اليمن وليبيا، علاوة على مناقشة التدخلات الإيرانية المستمرة ببعض العواصم العربية، وما يمثله هذا التدخل من تهديد حقيقي للاستقرار الإقليمي والأمن القومي العربي.

القضية الفلسطينية

• أين تقع القضية الفلسطينية من جدول أعمال تلك الزيارة؟

•• المملكة من الدول التي دعمت القضية الفلسطينية في المحافل المحلية والدولية وما زالت، وخادم الحرمين الشريفين على صلة حيوية بجميع قضايا الأمة، ومن بينها القضية الفلسطينية، فهي قضية العرب جميعاً وستبقى كذلك، والزيارة ستركز على تلك القضية التي أرى أنها محورية في زيارة ولي العهد لمصر، كون الرياض والقاهرة مهمومتين بهذه القضية.

تعاون أمني كبير

• وماذا عن قضية الإرهاب في ملف الزيارة؟

•• المملكة ومصر تبذلان جهوداً كبيرة فى محاربة الإرهاب، كونه بات مهدداً رئيسياً للاستقرار الإقليمي، وتسعيان لتطويقه بكل الطرق، وهناك تعاون أمني كبير بين البلدين في مكافحة الإرهاب، وكلاهما يحاربان تلك الظاهرة بكل الوسائل، فمصر تواجه الإرهاب في سيناء، والمملكة تقود حملة عربية لمواجهته في اليمن عبر محاربة جماعة الحوثي، إضافة إلى التعاون بين البلدين مع الأطراف الدولية الفعالة، مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا للقضاء عليه، كما تبذلان جهوداً مضنية مع المنظمات الدولية من أجل جعل قضية الإرهاب قضية عالمية.

الأزمة القطرية

• إلى أي مدى يمكن أن تتناول الزيارة ملف الأزمة القطرية؟

•• أعتقد أن موقف البلدين ثابت في هذه القضية، وأن «الرباعية العربية» لمواجهة الدعم القطري للإرهاب مستمرة، وتجسد هذا خلال اجتماع اللجنة الدولية لحقوق الإنسان التي عقدت أخيراً، ولا تزال المملكة ومصر متمسكتين بالمشروع العربي الذي تتوسط فيه الكويت لإيجاد حل لتلك الأزمة مع قطر، وأرى أن التزام قطر بتنفيذ مطالب الرباعية، خصوصا التوقف عن دعم الإرهاب، ووضع نهاية لإيواء قطر لرموز التطرف، والتزامها مع دول الجوار بعلاقات طيبة، يشكل حلا طبيعيا لإنهاء تلك الأزمة.

• هل يمكن أن توجه الدعوة لأمير قطر لحضور القمة العربية نهاية الشهر الجاري بالرياض؟

•• موقف المملكة من قطر ليس موقفاً شخصياً، فهي تكن كل الاحترام والتقدير للشعب القطري، موقفها واضح منذ بداية الأزمة، وهو ضد سياسات أمير قطر، رغم تحذيرات المملكة من قبل ودول الخليج والدول العربية من دور الدوحة المشبوه إلا أنها لم ترتدع واستمرت في عدوانها، وأرى أن قطر لو أبدت مرونة في الوساطات العربية يمكن أن توجه لها الدعوة، وأتصور أن حضور قطر للقمة العربية القادمة سيكون كاشفا لكل مزاعمها حول حصارها من قبل العواصم العربية الأربع، وقطر لن تكون قادرة على الدفاع أمام القادة العرب بأنها تعاني من حصار عربي وأنها بريئة.