أخبار

الرياض ولندن.. عقود من الشراكة الناجعة

98 عاماً تفصل بين زيارتي الفيصل وولي العهد

الملك فيصل في زيارته الأولى لبريطانيا.

«عكاظ» (لندن) Okaz_Online@

قبل 98 عاماً، وتحديداً بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها بعام، تلقى الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن المشغول بتوحيد مملكته، دعوة من ملك بريطانيا جورج الخامس (ت 1936)، للاحتفال بنصر دول الحلفاء على دول المركز، ليوفد ابنه الأمير فيصل (الملك لاحقاً) على رأس وفد سعودي يعد الأول من نوعه في زيارة إلى القارة العجوز والمملكة المتحدة.

ويعزو الباحث قاسم الرويس، في مقالة نشرتها الزميلة الاقتصادية في سبتمبر 2015، إيفاد الأمير فيصل الذي لا يزال شاباً حينها إلى بريطانيا، محل والده وأخيه الأكبر سعود، لانشغال الملك المؤسس وولي عهده آنذاك بتوطيد مملكتهم، وانطلق الأمير فيصل إلى بريطانيا من سواحل البحرين على متن باخرة أعلنت انطلاقة العلاقات التاريخية بين البلدين.

وافتتح السعوديون سفارتهم في لندن عام 1930، قبل 87 عاماً، وعين مستشار الملك عبدالعزيز حافظ وهبة، على رأس الفريق الدبلوماسي في السفارة، بعد اعتراف المملكة المتحدة بالمملكة العربية السعودية بثلاثة أعوام.

وتأتي زيارة ولي العهد بعد 98 عاماً على الزيارة الأولى لمسؤول سعودي إلى بريطانيا، لتفتح زيارة الضيف السعودي الكبير -الذي تم استقباله كزعيم دولة وفق صحف إنجليزية- آفاقاً جديدة في قطاعات التعاون المشتركة.

وبالعودة إلى التاريخ الدبلوماسي بين البلدين الذي بدأ مبكراً، فقد حمّل الملك عبدالعزيز الوفد السعودي رسالة لجورج الخامس جاء فيها «بمناسبة دعوة جلالتكم والدعوة الموجهة من قبل حكومة جلالتكم الفتية (...) فقد أوفدنا ابننا فيصل بن عبدالعزيز وصحبته حاشية من أهل بيتنا، بيت آل سعود، وعلى وجه التحديد أحمد بن ثنيان، مندوبنا الخاص والمؤتمن ورفاقه، آملين أن تتوج زيارتهم بالنجاح في كل ما يتعلق بترسيخ العلاقات الوطيدة وتقوية أواصر الصداقة التي تربط البلدين»، ليرد جورج الخامس بالقول «يطيب لي أن أشكر عظمتكم على رسالتكم الودية، ولقد سرني كثيراً أن ألتقي بابنكم الشيخ فيصل بن عبدالعزيز ومندوبكم الشيخ أحمد بن ثنيان وأن أسمع منهم أنكم بخير. إنني أطمح إلى تقوية أواصر الصداقة».