هذه المرة لن تتردد بريطانيا..!
السبت / 22 / جمادى الآخرة / 1439 هـ السبت 10 مارس 2018 01:30
محمد آل سلطان
ما أشبه الليلة بالبارحة، ففي مايو عام 1932 أرسل الملك المؤسس العظيم عبدالعزيز آل سعود، يرحمه الله، ابنه الشاب وقتها الممتلئ وضاءة وهيبة الملك فيصل، يرحمه الله، على رأس وفد كبير إلى بريطانيا يعرض فيه على الحكومة البريطانية فكرة الاستثمار في مجال استكشاف النفط وفي يد أحد ألمع مستشاريه «فؤاد حمزة» تقرير لمهندس التعدين الأمريكي كارل تويتشل يتحدث عن إمكانية وجود موارد معدنية ونفطية على الأرض المترامية الأطراف التي وحَّدها أسد الجزيرة الملك عبدالعزيز بعد رحلة كفاح امتدت لأكثر من 20 عاماً وقتها تمنع البريطانيون ورفضوا دعوة الملك عبدالعزيز للتنقيب والاستثمار، وبحسب الوثائق البريطانية فإن المسؤول البريطاني السير أوليفانت اعتبر أن القيام بذلك مغامرة مالية لا يشجع عليها، وأن الشركات البريطانية ليس لديها الاستعداد «لإهدار المال في دولة غير معروفة جيداً في الوقت الحاضر».
قد لا يحب المسؤولون الإنجليز تذكر هذه الحادثة بصفتها الفرصة الكبرى التي ضيعوها، خصوصاً أن الملك الداهية عبدالعزيز استطاع أن يوجد بديلاً غير متوقع وقتها حتى للإنجليز أنفسهم عندما منح الامتياز للتنقيب عن النفط للشركة الأمريكية ستاندارد أويل أوف كاليفورنيا «أرامكو فيما بعد» التي نجحت بعد عدة محاولات في اكتشاف النفط بكميات تجارية عام 1938 لتصبح بعدها «أرامكو السعودية» أعظم شركة نفطية على وجه الأرض.
واليوم وبعد مضي 85 عاماً على تلك المحادثات، يرسل ملك الحزم والعزم الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، ابنه وولي عهده الأميرالشاب محمد بن سلمان الممتلئ مهابة وحيوية وهمة إلى بريطانيا ليس لمنحها حق امتياز حصري، بل لأن تكون شركاتها جزءاً من برنامج كبير تعمل عليه السعودية القادمة لبناء الشراكات الإستراتيجية مع الشرق والغرب ونقل التقنية الأحدث في العالم إليها ضمن أهداف رؤية المملكة 2030 التي ستتحول فيها المملكة بإذن الله إلى نمر اقتصادي لا ترتهن مداخيله لتذبذب أسعار النفط صعوداً أو هبوطاً..
الإنجليز الذين ارتكبوا خطأ فادحاً عام 1932 ـــ وهم في العادة لا تخطئ حساباتهم ـــ لم تنقطع علاقتهم على كل الأصعدة بالمملكة والعكس صحيح، بل كانوا في المرتبة الثانية في الاستثمار في السعودية، لكنهم هذه المرة أشد حرصاً وأقل تردداً وأكثر تودداً في أن ينخرطوا مع السعوديين في بناء سعودية أكثر قوة لدولة هي حالياً أحد أكثر القوى تأثيراً في السياسة العالمية.
والسعوديون بدورهم لم يعودوا كما كانوا في البدايات، فقد تحققت كثير من أحلام الملك عبدالعزيز وكان شاهداً وصانعاً لها الرجل التاريخي للمرحلة الراهنة ابنه الملك سلمان، حفظه الله، الذي خبر الدولة السعودية الثالثة وحفظ تاريخ الدولتين الأولى والثانية ثم نثر كنانة آل سعود أمامه واختار منها محمداً ذلك الأمير الهمام الذي يصنع سعودية شابة لا تكتفي بأن تكون في دور الزبون والعميل المشتري دائماً، بل هي تريد شراكة من نوع آخر تكون هي ومن يريد أن ينخرط معها معاً في دور البائع والمشتري، وكما لم يأبه الملك عبدالعزيز بتمنع الإنجليز وقتها والدولة في مرحلة التأسيس، فإن حفيده الأكثر شبها به الأمير محمد بن سلمان لديه ألف باب وجواب لنقل السعودية لأن تكون الدولة الرائدة التي تمنح الفرص والنماء لشعبها ولمن أراد أن ينخرط معها في مشروعها الكبير.
قد لا يحب المسؤولون الإنجليز تذكر هذه الحادثة بصفتها الفرصة الكبرى التي ضيعوها، خصوصاً أن الملك الداهية عبدالعزيز استطاع أن يوجد بديلاً غير متوقع وقتها حتى للإنجليز أنفسهم عندما منح الامتياز للتنقيب عن النفط للشركة الأمريكية ستاندارد أويل أوف كاليفورنيا «أرامكو فيما بعد» التي نجحت بعد عدة محاولات في اكتشاف النفط بكميات تجارية عام 1938 لتصبح بعدها «أرامكو السعودية» أعظم شركة نفطية على وجه الأرض.
واليوم وبعد مضي 85 عاماً على تلك المحادثات، يرسل ملك الحزم والعزم الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، ابنه وولي عهده الأميرالشاب محمد بن سلمان الممتلئ مهابة وحيوية وهمة إلى بريطانيا ليس لمنحها حق امتياز حصري، بل لأن تكون شركاتها جزءاً من برنامج كبير تعمل عليه السعودية القادمة لبناء الشراكات الإستراتيجية مع الشرق والغرب ونقل التقنية الأحدث في العالم إليها ضمن أهداف رؤية المملكة 2030 التي ستتحول فيها المملكة بإذن الله إلى نمر اقتصادي لا ترتهن مداخيله لتذبذب أسعار النفط صعوداً أو هبوطاً..
الإنجليز الذين ارتكبوا خطأ فادحاً عام 1932 ـــ وهم في العادة لا تخطئ حساباتهم ـــ لم تنقطع علاقتهم على كل الأصعدة بالمملكة والعكس صحيح، بل كانوا في المرتبة الثانية في الاستثمار في السعودية، لكنهم هذه المرة أشد حرصاً وأقل تردداً وأكثر تودداً في أن ينخرطوا مع السعوديين في بناء سعودية أكثر قوة لدولة هي حالياً أحد أكثر القوى تأثيراً في السياسة العالمية.
والسعوديون بدورهم لم يعودوا كما كانوا في البدايات، فقد تحققت كثير من أحلام الملك عبدالعزيز وكان شاهداً وصانعاً لها الرجل التاريخي للمرحلة الراهنة ابنه الملك سلمان، حفظه الله، الذي خبر الدولة السعودية الثالثة وحفظ تاريخ الدولتين الأولى والثانية ثم نثر كنانة آل سعود أمامه واختار منها محمداً ذلك الأمير الهمام الذي يصنع سعودية شابة لا تكتفي بأن تكون في دور الزبون والعميل المشتري دائماً، بل هي تريد شراكة من نوع آخر تكون هي ومن يريد أن ينخرط معها معاً في دور البائع والمشتري، وكما لم يأبه الملك عبدالعزيز بتمنع الإنجليز وقتها والدولة في مرحلة التأسيس، فإن حفيده الأكثر شبها به الأمير محمد بن سلمان لديه ألف باب وجواب لنقل السعودية لأن تكون الدولة الرائدة التي تمنح الفرص والنماء لشعبها ولمن أراد أن ينخرط معها في مشروعها الكبير.