أخبار

إجماع دولي يتهم موسكو بإفشال هدنة الغوطة.. وواشنطن تهدد برد منفرد

«عكاظ» (النشر الإلكتروني)

وجهت المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن، نيكي هايلي، انتقادات شديدة إلى الحكومة الروسية، متهمة إياها بإسقاط كل التزاماتها المتعلقة بوقف إطلاق النار في سورية، كما تحدثت عن سقوط مئات القتلى واحتمال استخدام الغازات السامة بعمليات القصف خلال فترة الهدنة، مهددة بتحرك أمريكي منفرد للرد على ما يجري، كما كشفت وجود مشروع أمريكي جديد للتهدئة على الأرض.

وقالت هيلي في كلمتها أمام مجلس الأمن في جلسة حول قرار وقف إطلاق النار بسورية: «اتفقنا على وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا في القصف الوحشي للمدنيين في سورية. كانت المفاوضات طويلة وصعبة، وقد أدّت كل دقيقة تأخرنا فيها إلى قتل المزيد من الأبرياء. بيد أن الوفد الروسي عطّل وأخّر المحادثات».

وتابعت المندوبة الأمريكية بالقول إن الروس طرحوا شروطا أصروا عليها «قبل أن يسمحوا بوقف القتل»، مشيرة إلى أن واشنطن وافقت عليها في نهاية المطاف بمسعى لوقف ما يجري في سورية بعدما وافقت موسكو على وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما وخلق ظروف تسمح بدخول الدواء والغذاء للعائلات السورية الجائعة واستخدام نفوذها لدفع نظام دمشق للالتزام بذلك.

واستطردت هيلي بالقول: «اليوم، نحن نعرف أن الروس لم يفوا بتعهدهم. اليوم، نرى أن أفعالهم لا تتطابق مع تلك الالتزامات، حيث تواصل القنابل السقوط على أطفال الغوطة الشرقية. واليوم، صار لزاما أن نسأل ما إذا فقدت روسيا القدرة على التأثير على نظام الأسد لوقف التدمير المروّع للمستشفيات والعيادات الطبية وسيارات الإسعاف، ولوقف إلقاء الأسلحة الكيميائية على القرى. هل انقلبت الحالة في سورية، فباتت روسيا الآن هي الأداة بيد الأسد؟ أو أسوأ من ذلك، بيد إيران؟».

وشهدت جلسة مجلس الأمن الدولي الاثنين حملة اتهامات عنيفة ضد روسيا تولتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا التي حملت موسكو مسؤولية عدم التقيد بوقف إطلاق النار في سورية، فيما دافعت روسيا بشدة عن الهجوم العسكري السوري على الغوطة الشرقية ملتمسة الأعذار لنظام الأسد في مواصلة أعنف حملة عسكرية على المنطقة المحاصرة بدعوى «حقها في حماية مواطنيها من الإرهاب».

وندد السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا خلال هذه الجلسة بـ«المآخذ التي لا تنتهي ضد روسيا»، مشيرا إلى أن السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي أوردت اسم روسيا «22 مرة» والسفير الفرنسي «16 مرة» والسفير البريطاني «12 مرة»، في كلماتهم التي سبقت كلمته.

ويأتي اجتماع مجلس الأمن الاثنين في اطار متابعة تنفيذ قرار مجلس الأمن 2401 الذي تم التصويت عليه بالإجماع في الرابع والعشرين من فبراير.

ودعا القرار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى تقديم تقرير «خلال 15 يوما» حول ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في سورية لمدة شهر.

واتفق كل السفراء الذين تعاقبوا على الكلام الاثنين على القول إنه لم يتم التقيد بوقف إطلاق النار. ويأتي اجتماع مجلس الأمن الاثنين بعد مرور 16 يوما على صدور القرار 2401.

واعتبر السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر في كلمته أنه «بإمكان روسيا وقف إراقة الدماء»، مضيفا «نعلم أن روسيا استنادا إلى نفوذها لدى النظام ولمشاركتها في العمليات، قادرة على إقناع النظام عبر ممارسة كل الضغوط اللازمة بوقف هذا الهجوم البري والجوي» على الغوطة الشرقية.