كتاب ومقالات

تأليف «التفاهة»!

الجهات الخمس

خالد السليمان

أرفف معارض الكتب، مثل أرفف متاجر الأغذية، يجب ألا تحتوي إلا كل مفيد، بينما يجب أن يتجاوز الدور الرقابي حدود صلاحية المنتج إلى جودته وفائدته، أما ترك المسألة لذائقة المستهلك سواء في معرض الكتاب أو متجر الغذاء فهذا تخلٍ عن مسؤولية أصيلة تجاه بناء وعي المجتمع!

معرض كتاب الرياض يطل من جديد، ومعه سيطل علينا مؤلفون جدد يعززون الأمل باستمرار دور العقل في إنتاج المحتوى الإبداعي الذي يؤكد أن إنتاجية الإنسان من محركات الزمن وصناعة المستقبل، لكن أيضا سيطل علينا دخلاء على حرفة الأدب يظنون أن استثمار الشهرة لا يكلف غير غلاف كتاب يحمل عنوانا جاذبا أو صورة مجملة، ومن هنا لا أستدعي دور رقيب حرية الرأي وإنما رقيب الذائقة، والمعايير اللازمة لانطباق صفة الكتابة والتأليف!

ومن أبرز من قفزوا إلى مركب تأليف الكتب، بعض مشاهير «السوشل ميديا»، الذين لم يتركوا فلاشا لم يحتلبوه، و«السوشل ميديا» نفسها تعاني من الدخلاء، فإذا كان هناك من نجومها من امتلك العلم والأدب والثقافة والأهلية لإضافة الكثير من الإبداع إلى عالم المعرفة، وأسهم بإيجابية في تشكيل وتعزيز وعي المتلقي، فإن هناك من بدا كالتائه، لم يجد بضاعة يبيعها سوى السماجة والتفاهة، وشجعه سوق يفتقر كثير من مستهلكيه لوعي الانتقاء على الانتشار حتى توهم أن بضاعته الرديئة هي الأكثر طلبا والأغلى ثمناً!

أعود لمعرض الكتاب فأحمّل منظميه مسؤولية السماح بعرض البضاعة الرديئة، فهم مؤتمنون على الذائقة الثقافية، ومن المؤلم أن تقطع أشجار الغابات لتتحول إلى كتب تافهة!