كتاب ومقالات

عن المرحلة

مائدة الحب

فواز الشريف

تعيش الرياضة السعودية نهضة جديدة ومختلفة كليا عما سبقها من تاريخ، نظير المتغيرات التي تمثلها الرياضة الآن على المستوى المحلي أولا وعلى مستوى العالم، وقد لمسنا من خلال تصريحات معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة أن كل الخيارات متاحة، شريطة أن يكون الخيار مفيدا للمملكة العربية السعودية، بحيث يصبح التوجه السعودي العام متوافقا حتى على مستوى الحياة الاجتماعية العادية جدا، فكل مواطن سعودي كان رياضيا أو غير ذلك هو عنصر مهم ضمن مجموعة.

لم تعد الرياضة هواية أو بذخا أو سبيلا لإهدار الوقت، إنما هي مشروع وطن يندرج ضمن مشاريع الرؤية السعودية وتحولاتها ومتغيراتها الواثبة والمتعددة، ذلك ما يفهمه العقلاء أو ما يجب أن يتفهمه أبناء الجيل الذين يتطلعون لحياة رياضية ناجحة ومنافسات متفوقة، وهو ما سوف يتحقق وفق البرنامج الفاعل الذي يشرف عليه معالي المستشار بشكل مباشر وما ظهر من خلال اختيار أسماء رؤساء الأندية ومشاريعها المستقبلية من انتخابات أو تكليف وإعادة صياغة الجمعيات العمومية بما يخدم مصالح الكيانات ومصالح الجماهير الرياضية ومصالح اللاعبين والألعاب نفسها.

صحيح أن المراحل الانتقالية مزعجة للبعض لعدة أسباب، ومنها تكيفهم التام مع الأوضاع السابقة وفوائد الأوضاع السابقة بالنسبة لمصالحهم الخاصة، وهناك سبب آخر خارج الإرادة بالنسبة للكثيرين وهو عدم قدرتهم استيعاب المتغيرات أو تفهمهم لدواعيها وبالتالي تجد كل المراحل الانتقالية في مختلف القطاعات قد لا تستوعب ما يدور فيها ناهيك عن الضجيج الذي تحدثه الرياضة نتيجة الارتباط الأساسي بها وعلاقة الجمهور معها والفترات الطويلة التي قادها بعض الإعلاميين.

هناك طرف آخر لا يؤمن بمراحل التغيير لأنه محبط، لكن هذا الطرف حتما ستغيره النتائج الإيجابية التي تتحقق وسيكون للنصيب الأكبر منهم ربما قدرة على المشاركة والابتهاج بما آلت إليه الأمور، طبعا يصاحب هذه الانتقالية التاريخية تفاوتات ثقافية رياضية تمثل مجموعة القيم والعادات المجتمعية بشكل أشمل، فكرة القدم في إسبانيا ليست هي نفسها في إنجلترا لأن حركة التحايل على الحكم في إسبانيا جزء من الذكاء أما في إنجلترا فهو يعتبر من السلوك المشين الذي ترفضه الجماهير قبل صناع اللعبة.

المرحلة تحتاج لقدرة الجماهير الشابة على الصبر والانتظار، وحتما سيشعرون بالفرق بين رياضة اليوم وجمالها في الغد.