تمكين المرأة.. تحديات ورؤية وطن
الجمعة / 06 / رجب / 1439 هـ الجمعة 23 مارس 2018 02:12
هديل جمال كامل أزهر*
تزامنا مع اليوم العالمي للمرأة وبعد أن ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بشعارات منها المؤيد ومنها المعارض، وجدت أرقى وصف للمرأة في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: «النساء شقائق الرجال ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم».
ورغم أن مكانة المرأة حسمت في هذا الحديث الشريف وغيره من النصوص الإسلامية الواردة في الكتاب والسنة، مازال هناك جدل حول المرأة، حقوقها، واجباتها، ودورها في المجتمع.
فالحديث عن المرأة يطول، كيف لا وهي نصف المجتمع؟ كيف لا وهي التي تلد وتربي النصف الآخر.. كيف لا وهي المثقفة، المفكرة، الطبيبة، الأديبة، الباحثة، المنتجة، التي رسمت الإبداع ألوانا في مجالات شتى.
وقد تكون إضافة إلى دورها الفعال في المجتمع أماً تحتضن أطفالها آخر اليوم لتكون مثالا ملهما لهم، لتهدي المجتمع أجيال المستقبل فيكونوا ثمارا نرويها بالحب والعلم والمعرفة ويصبحون ثمرة يانعة توجه وتقود بلادنا الحبيبة نحو الأمل الزاهر والمجد القادم في٢٠٣٠.
واجبنا اليوم في المؤسسات التعليمية هو إنارة العقول ونشر الوعي عن مفاهيم خاطئة تأصلت لدى البعض وأصبح الخلط بين هذه المفاهيم وبين تعاليم الإسلام أحد الأقنعة التي أخفت ملامح سماحة هذا الدين وطمست معالم تكريمه للمرأة.
فإن كان ديننا قد حيد المرأة وحصرها في الدور التقليدي وهو الأمومة والزواج فإذا نحن ننسب إلى ديننا ما ليس فيه، بل ونساويه بقوانين بشرية قهرت المرأة الغربية قبل مئات السنين عندما كانت The Angel in the House (الملاك في المنزل) هي المرأة المثالية التي يقتدى بها. من هي هذه الملاك، كما وصفها الشاعر الإنجليزي كوفينتري باتمور في قصيدته؟ هي المرأة الساذجة التي كرست حياتها لخدمة زوجها وإرضاء رغباته على حساب تطوير ذاتها. هي المرأة التي يقتصر دورها على الأعمال المنزلية والتي لاتبذل الجهد لمنافسة أقرانها الرجال في خدمة المجتمع والعمل على نهضته.
عذرا كوفينتري باتمور، فهذا النموذج مشرف بالنسبة لأقرانك المتحجرين. أما نحن فقد تخلصنا من هذا النموذج بعد بزوغ فجر الإسلام وأثبتت المرأة على مدى العصور الإسلامية مكانتها الاجتماعية في جميع نواحي الحياة. وعلى سبيل المثال لا الحصر كانت سيدة نساء الجنة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها سيدة أعمال وتزوجت أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ليكون سندا لها يدعمها في عملها، لا ليقلص دورها على الإنجاب وتربية الأولاد ولا ليجبرها على النفقة كونها امرأة عاملة، وإن كانت المرأة التي اختارت المجال الطبي قد سلكت مسارا لا يليق بأنوثتها ورسالتها في الحياة لأنكر رسولنا الكريم على الصحابيات الجليلات خروجهن لتضميد الجرحى في الفتوحات الإسلامية، كثيرة هي النماذج التي خلدها التاريخ المشرق عن المرأة وقد كرمها الله ورسوله في مواضع شتى ووصف من يهينها «باللئيم» وهو أقبح وَصْفٍ وُصِفَ به من يهين امرأة.
سيظل للمرأة الدور الأكبر في بدايات حياة جديدة مشرقة تلوح بفجر جديد قادم بآمال وطموحات عنانها السماء وحصادها ٢٠٣٠.
* وكيلة رئيس قسم اللغة الإنجليزية - جامعة أم القرى
ورغم أن مكانة المرأة حسمت في هذا الحديث الشريف وغيره من النصوص الإسلامية الواردة في الكتاب والسنة، مازال هناك جدل حول المرأة، حقوقها، واجباتها، ودورها في المجتمع.
فالحديث عن المرأة يطول، كيف لا وهي نصف المجتمع؟ كيف لا وهي التي تلد وتربي النصف الآخر.. كيف لا وهي المثقفة، المفكرة، الطبيبة، الأديبة، الباحثة، المنتجة، التي رسمت الإبداع ألوانا في مجالات شتى.
وقد تكون إضافة إلى دورها الفعال في المجتمع أماً تحتضن أطفالها آخر اليوم لتكون مثالا ملهما لهم، لتهدي المجتمع أجيال المستقبل فيكونوا ثمارا نرويها بالحب والعلم والمعرفة ويصبحون ثمرة يانعة توجه وتقود بلادنا الحبيبة نحو الأمل الزاهر والمجد القادم في٢٠٣٠.
واجبنا اليوم في المؤسسات التعليمية هو إنارة العقول ونشر الوعي عن مفاهيم خاطئة تأصلت لدى البعض وأصبح الخلط بين هذه المفاهيم وبين تعاليم الإسلام أحد الأقنعة التي أخفت ملامح سماحة هذا الدين وطمست معالم تكريمه للمرأة.
فإن كان ديننا قد حيد المرأة وحصرها في الدور التقليدي وهو الأمومة والزواج فإذا نحن ننسب إلى ديننا ما ليس فيه، بل ونساويه بقوانين بشرية قهرت المرأة الغربية قبل مئات السنين عندما كانت The Angel in the House (الملاك في المنزل) هي المرأة المثالية التي يقتدى بها. من هي هذه الملاك، كما وصفها الشاعر الإنجليزي كوفينتري باتمور في قصيدته؟ هي المرأة الساذجة التي كرست حياتها لخدمة زوجها وإرضاء رغباته على حساب تطوير ذاتها. هي المرأة التي يقتصر دورها على الأعمال المنزلية والتي لاتبذل الجهد لمنافسة أقرانها الرجال في خدمة المجتمع والعمل على نهضته.
عذرا كوفينتري باتمور، فهذا النموذج مشرف بالنسبة لأقرانك المتحجرين. أما نحن فقد تخلصنا من هذا النموذج بعد بزوغ فجر الإسلام وأثبتت المرأة على مدى العصور الإسلامية مكانتها الاجتماعية في جميع نواحي الحياة. وعلى سبيل المثال لا الحصر كانت سيدة نساء الجنة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها سيدة أعمال وتزوجت أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ليكون سندا لها يدعمها في عملها، لا ليقلص دورها على الإنجاب وتربية الأولاد ولا ليجبرها على النفقة كونها امرأة عاملة، وإن كانت المرأة التي اختارت المجال الطبي قد سلكت مسارا لا يليق بأنوثتها ورسالتها في الحياة لأنكر رسولنا الكريم على الصحابيات الجليلات خروجهن لتضميد الجرحى في الفتوحات الإسلامية، كثيرة هي النماذج التي خلدها التاريخ المشرق عن المرأة وقد كرمها الله ورسوله في مواضع شتى ووصف من يهينها «باللئيم» وهو أقبح وَصْفٍ وُصِفَ به من يهين امرأة.
سيظل للمرأة الدور الأكبر في بدايات حياة جديدة مشرقة تلوح بفجر جديد قادم بآمال وطموحات عنانها السماء وحصادها ٢٠٣٠.
* وكيلة رئيس قسم اللغة الإنجليزية - جامعة أم القرى