متى يتحرك القطار السياحي؟
السبت / 07 / رجب / 1439 هـ السبت 24 مارس 2018 03:13
علي بن سعد المالكي a.s.almalki100@gmail.com
من الروافد المهمة لدعم السياحة في الكثير من الدول هي شبكة القطار الحديدية، والتي تأخرت لدينا كثيرا باستثناء قطار الرياض الدمام الذي باتت تجاعيد الزمن تظهر عليه، من خلال خدماته المقدمة التي تفتقر لكثير من المزايا الحديثة حاليا، ونعلم جيدا أن من أهم الطرق لدينا طريق الحجاز الذي يربط بين الرياض ومكة المكرمة الذي يبلغ طوله تقريبا 1000 كم فربط العاصمة الرياض بالمنطقة الغربية بالقطار، يعتبر شيئا أساسيا لا خلاف عليه لتسهيل الوصول للحرم المكي الشريف وهو بمثابة ربط بين مناطق المملكة جميعا، فالعاصمة الرياض تقع في الوسط وهي حلقة وصل وربط ما بين شرق وشمال المملكة وغربها وجنوبها فلا بد من ربط المناطق ببعضها بالقطار، حتى تكتمل عجلة المشاريع المساهمة في الدعم السياحي المرتقب، ولكن الشيء الغريب أيها الوزير لماذا تأخر هذا المشروع الحيوي والمهم الذي لم ينفّذ حتى الآن؟ رغم أنه الشريان الرئيسي الأهم بين كل الطرق بالمملكة، لما يشهده سنويا من حركة متواصلة من قوافل المسافرين من مصطافين وحجاج ومعتمرين وخلافه، فالمملكة اليوم مقبلة على بناء نهضة سياحية غير مسبوقة بالتاريخ، ومتوقع لها أن تصبح دولة رائدة في هذا المجال ومن خلال الرؤية القادمة بإذن الله (2030) التي ستضعها في مكانة متقدمة في عالم السياحة والتي ستنعش السوق السعودي وتدعم خزينة الاقتصاد، وتحقق الكثير من الدخل والعوائد المربحة بخلق الكثير من الفرص للشباب الطموح، وسيكون هناك مصادر دخل متنوعة في شتى المجالات تشهدها المملكة بإذن الله، ولكننا حتى الآن لم نشاهد أو نسمع عن وضع اللمسات لبناء شبكة من السكك الحديدية للقطارات التي توازي هذه النهضة السياحية المرتقبة التي تربط بين مناطق المملكة ومدنها السياحية وعلى رأسها طريق (الرياض ـ مكة) والطريق السياحي المميز الجاذب للسياحة الرابط ما بين الطائف ومنطقة عسير مرورا بأفضل مناظر الجمال والطبيعة الخلابة من مدن السحاب والضباب (محافظة ميسان وبني سعد وبني مالك ومنطقة الباحة) تباعا حتى أبها هُنا سيصبح القطار من أهم العناصر القوية المساندة للجذب السياحي، فحينما ينطلق القطار ما بين قراها وقمم جبالها في مشاهد ساحرة للعيون متنقلا بين تضاريسها وشعابها المائية ومناظرها الطبيعية عبر مرتفعات جبال السروات وفي تلك الأجواء الخيالية التي تبهر العيون لروعة جمالها وجمال طبيعتها، عجلة التنمية الحديثة تدور مسرعة وتسابق الزمن في بناء وتشييد المدن السياحية والترفيهية بدعم كبير من ولي العهد الأميرمحمد بن سلمان، لكننا لن نراها بالشكل الذي نطمح أن تكون عليه والذي يضاهي حجم هذه الضخامة ولن يكتمل جمالها والإقبال عليها إلا بربطها ببعض عبر القطار حتى تكتمل المنظومة السياحية ليصبح الوصول والتنقل فيما بينها أسهل وأمتع لا يشكل عائقا.