10 أحداث كبرى غيرت وجه السعودية !
الخميس / 12 / رجب / 1439 هـ الخميس 29 مارس 2018 01:47
محمد الساعد
أول حدث سعودي كان اكتشاف النفط العام 1938 في بئر الدمام، التي أسماها الملك عبدالعزيز فيما بعد بئر الخير، بقيت السعودية منذ إعلان تأسيسها تعاني قلة الموارد المالية في بلد صحراوي أقرب ما يكون لقارة بلا مصادر مياه ولا مزروعات ولا بنية تحتية مع انعدام التعليم وسيادة الفقر، الأمر الذي أنهك الدولة الفتية.
لم يكن أمام المؤسس إلا أن يحاول اكتشاف البترول الذي لمس كيف ساهم في تنمية الدول المجاورة الكويت وإيران والعراق، فطلب قرضا من الحكومة البريطانية قدره نصف مليون جنيه إسترليني للاستثمار في الاكتشافات النفطية، خاصة أن هناك دراسة أعدها جيولوجي أمريكي يدعى كارل تويتشيلتشير، تشير إلى احتمال وجود النفط بكميات تجارية في أراضي المملكة، إلا أن البريطانيين أوصدوا الباب ورفضوا المقترح.
اتجه الملك عبدالعزيز سريعا نحو الأمريكان فوقع العام 1933 اتفاقية امتياز مع شركة نفط أمريكية، وظلت الشركة تحاول الوصول لمكامن النفط دون جدوى حتى صيف 1936 عندما بدأ الحفر في البئر رقم 7 الذي واجه العديد من الصعوبات، وفي تصرف مفاجئ استدعت الشركة كبار مهندسيها إلى سان فرانسيسكو للاجتماع مع مجلس الإدارة للبت في موضوع الانسحاب من السعودية بعد ارتفاع تكاليف التنقيب والنتائج المخيبة، إلا أن المفاجآت السعيدة أبت إلا أن تحضر، ففي 3 مارس 1938، اليوم الذي اجتمع فيه مجلس الإدارة لاتخاذ قرار بشأن الانسحاب وصلت برقية عاجلة تخبرهم بأن البئر رقم 7 انفجرت بالبترول، وأن الإنتاج يصل إلى 1600 برميل يومياً، بعدها بأيام وصل إلى 4000 برميل يوميا، لقد غيرت تلك البئر وجه التاريخ ليس في السعودية فقط بل وفي العالم أجمع.
الحدث الثاني كان لقاء الملك عبدالعزيز بالرئيس روزفلت 1945، فقد استطاع الملك بحنكته ودهائه السياسي أن يرى في الولايات المتحدة الأمريكية قوة عظمى قادمة للعالم، حتى قبل أن تعلن نفسها قوة نووية، لقد تحول ذلك الاجتماع القصير على ظهر البارجة الأمريكية إلى أهم حلف بين دولتين في العصر الحديث.
الثالث جاء بعد ارتفاع حصة المملكة من شركة الزيت العربية إلى 25% العام 1973، تبعها ارتفاع أسعار النفط من 3 دولارات للبرميل إلى 35 دولارا العام 1981 مع امتلاك 100%، وهو ما أحدث طفرة كبرى في البنية التحتية وتحول «دراماتيكي» في حياة السعوديين.
الرابع كان دخول جهيمان للحرم المكي الشريف العام 1979م / 1400هـ، الحدث القبيح الذي أساء للوجه المتسامح للسعوديين ودفع بالحركيين لاختطاف الدين الإسلامي تحت ما يسمى بالصحوة والإخونجية.
خامسا بدأ من العام 1990، أدى احتلال العراق للكويت للدخول في ركود اقتصادي طويل، أثر على الحياة الاقتصادية والاجتماعية في المملكة، واستمر حتى منتصف الألفية بسبب الأموال الطائلة التي أنفقتها الدولة لدعم المجهود العسكري، وقدرت بـ200 مليار دولار.
الحدث السادس كان مشاركة 15 شابا من السعودية في أحداث الحادي عشر من سبتمبر، الأمر كان مقصودا ومخططا له بلا شك من قبل جماعة الإخوان المسلمين ودول إقليمية لكسر التحالف السعودي الأمريكي ودفع واشنطن لضرب الرياض عسكريا، لقد فشل المشروع إلا أن العلاقات دخلت في منعطفات خطيرة، خاصة مع حكومة باراك أوباما ولم يصلحها إلا جهود الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان مع الإدارة الحالية.
سابع تلك الأحداث دخول المملكة في مواجهة مباشرة مع «القاعدة» الذراع العسكرية للإخوان المسلمين، بين الأعوام 2003 – 2005 عندما شنت عمليات تفجير وإرهاب في المدن السعودية نتج عنها مئات الشهداء من رجال الأمن والمواطنين والمقيمين.
الحدث الثامن جاء مع الدفع بقوات درع الجزيرة العربية للبحرين في 15 مارس 2011، فخلال ما يسمى بالخريف العربي حاولت إيران احتلال الخليج بدءا من البحرين عبر قوى عميلة لها، وكادت أن تنجح لولا يقظة الرياض وردة فعلها السريعة لنجدة المنامة من الاحتلال الإيراني، على الرغم من الغضب الأمريكي الذي صاحب العملية ولم تلق الرياض له بالاً.
الحدث التاسع كان الحفاظ على الشرعية في اليمن – الخاصرة الجنوبية للجزيرة العربية – بعدما احتلت الميليشيات الحوثية العاصمة صنعاء واستولت على مقدرات الجيش اليمني، لقد تمكنت المملكة وحلفاؤها من استعادة 80% من اليمن وتحريرها من الاحتلال بالنيابة، إضافة لحماية المضائق الدولية وتطهير البحر الأحمر من القواعد الإيرانية وتحويله لحوض عربي خالص.
عاشر تلك الأحداث هو إطلاق رؤية 2030 وبناء مشروع النهضة السعودي من خلال 4 محاور كبرى يقودها الأمير محمد بن سلمان؛ أولها مشروع اجتماعي مبني على إعادة التسامح والحياة للسعوديين كما كانت قبل العام 1979، واقتصادي يزيح فكرة «الريعية» ويدفع بالاقتصاد المنتج، وآخر سياسي يعيد تموضع المملكة عربيا وإسلاميا ودوليا على أساس مصالح الرياض ولا شيء غير الرياض، وأخيرا مشروع عسكري يعظم مكانة المملكة ويحميها ويصنع جزءا كبيرا من سلاحها داخليا.
massaaed@
m.assaaed@gmail.com
لم يكن أمام المؤسس إلا أن يحاول اكتشاف البترول الذي لمس كيف ساهم في تنمية الدول المجاورة الكويت وإيران والعراق، فطلب قرضا من الحكومة البريطانية قدره نصف مليون جنيه إسترليني للاستثمار في الاكتشافات النفطية، خاصة أن هناك دراسة أعدها جيولوجي أمريكي يدعى كارل تويتشيلتشير، تشير إلى احتمال وجود النفط بكميات تجارية في أراضي المملكة، إلا أن البريطانيين أوصدوا الباب ورفضوا المقترح.
اتجه الملك عبدالعزيز سريعا نحو الأمريكان فوقع العام 1933 اتفاقية امتياز مع شركة نفط أمريكية، وظلت الشركة تحاول الوصول لمكامن النفط دون جدوى حتى صيف 1936 عندما بدأ الحفر في البئر رقم 7 الذي واجه العديد من الصعوبات، وفي تصرف مفاجئ استدعت الشركة كبار مهندسيها إلى سان فرانسيسكو للاجتماع مع مجلس الإدارة للبت في موضوع الانسحاب من السعودية بعد ارتفاع تكاليف التنقيب والنتائج المخيبة، إلا أن المفاجآت السعيدة أبت إلا أن تحضر، ففي 3 مارس 1938، اليوم الذي اجتمع فيه مجلس الإدارة لاتخاذ قرار بشأن الانسحاب وصلت برقية عاجلة تخبرهم بأن البئر رقم 7 انفجرت بالبترول، وأن الإنتاج يصل إلى 1600 برميل يومياً، بعدها بأيام وصل إلى 4000 برميل يوميا، لقد غيرت تلك البئر وجه التاريخ ليس في السعودية فقط بل وفي العالم أجمع.
الحدث الثاني كان لقاء الملك عبدالعزيز بالرئيس روزفلت 1945، فقد استطاع الملك بحنكته ودهائه السياسي أن يرى في الولايات المتحدة الأمريكية قوة عظمى قادمة للعالم، حتى قبل أن تعلن نفسها قوة نووية، لقد تحول ذلك الاجتماع القصير على ظهر البارجة الأمريكية إلى أهم حلف بين دولتين في العصر الحديث.
الثالث جاء بعد ارتفاع حصة المملكة من شركة الزيت العربية إلى 25% العام 1973، تبعها ارتفاع أسعار النفط من 3 دولارات للبرميل إلى 35 دولارا العام 1981 مع امتلاك 100%، وهو ما أحدث طفرة كبرى في البنية التحتية وتحول «دراماتيكي» في حياة السعوديين.
الرابع كان دخول جهيمان للحرم المكي الشريف العام 1979م / 1400هـ، الحدث القبيح الذي أساء للوجه المتسامح للسعوديين ودفع بالحركيين لاختطاف الدين الإسلامي تحت ما يسمى بالصحوة والإخونجية.
خامسا بدأ من العام 1990، أدى احتلال العراق للكويت للدخول في ركود اقتصادي طويل، أثر على الحياة الاقتصادية والاجتماعية في المملكة، واستمر حتى منتصف الألفية بسبب الأموال الطائلة التي أنفقتها الدولة لدعم المجهود العسكري، وقدرت بـ200 مليار دولار.
الحدث السادس كان مشاركة 15 شابا من السعودية في أحداث الحادي عشر من سبتمبر، الأمر كان مقصودا ومخططا له بلا شك من قبل جماعة الإخوان المسلمين ودول إقليمية لكسر التحالف السعودي الأمريكي ودفع واشنطن لضرب الرياض عسكريا، لقد فشل المشروع إلا أن العلاقات دخلت في منعطفات خطيرة، خاصة مع حكومة باراك أوباما ولم يصلحها إلا جهود الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان مع الإدارة الحالية.
سابع تلك الأحداث دخول المملكة في مواجهة مباشرة مع «القاعدة» الذراع العسكرية للإخوان المسلمين، بين الأعوام 2003 – 2005 عندما شنت عمليات تفجير وإرهاب في المدن السعودية نتج عنها مئات الشهداء من رجال الأمن والمواطنين والمقيمين.
الحدث الثامن جاء مع الدفع بقوات درع الجزيرة العربية للبحرين في 15 مارس 2011، فخلال ما يسمى بالخريف العربي حاولت إيران احتلال الخليج بدءا من البحرين عبر قوى عميلة لها، وكادت أن تنجح لولا يقظة الرياض وردة فعلها السريعة لنجدة المنامة من الاحتلال الإيراني، على الرغم من الغضب الأمريكي الذي صاحب العملية ولم تلق الرياض له بالاً.
الحدث التاسع كان الحفاظ على الشرعية في اليمن – الخاصرة الجنوبية للجزيرة العربية – بعدما احتلت الميليشيات الحوثية العاصمة صنعاء واستولت على مقدرات الجيش اليمني، لقد تمكنت المملكة وحلفاؤها من استعادة 80% من اليمن وتحريرها من الاحتلال بالنيابة، إضافة لحماية المضائق الدولية وتطهير البحر الأحمر من القواعد الإيرانية وتحويله لحوض عربي خالص.
عاشر تلك الأحداث هو إطلاق رؤية 2030 وبناء مشروع النهضة السعودي من خلال 4 محاور كبرى يقودها الأمير محمد بن سلمان؛ أولها مشروع اجتماعي مبني على إعادة التسامح والحياة للسعوديين كما كانت قبل العام 1979، واقتصادي يزيح فكرة «الريعية» ويدفع بالاقتصاد المنتج، وآخر سياسي يعيد تموضع المملكة عربيا وإسلاميا ودوليا على أساس مصالح الرياض ولا شيء غير الرياض، وأخيرا مشروع عسكري يعظم مكانة المملكة ويحميها ويصنع جزءا كبيرا من سلاحها داخليا.
massaaed@
m.assaaed@gmail.com