عبدالمجيد الزهراني يخيط الأمل بشفاه المتعبين
الجمعة / 13 / رجب / 1439 هـ الجمعة 30 مارس 2018 02:27
قراءة : علي الرباعي OKAZ_online@
يعتمد الشاعر عبدالمجيد الزهراني على رؤية فنية تقول إنه يمكننا قول كل شيء بالشعر، الرضا، والغضب، الحب والفرح، والحزن، حتى يتحول نص المنتمي لهذه المدرسة إلى متسلق جبال وعرة، يركز المتابعون على بلوغه الذرى، ويخشون ترديه، كما يهابون عجزه عن إكمال تسلّقه الجارح برغم ما يملك من أدوات واحتياطات. وفي نصه (الوصية) الموجه لابنه فيصل يقدّم لنا هرماً غنائياً من صخر عينيه (فيصل وانا بوك ما عاد الفضا راحب، تغيّر الناس والصورة ضبابيّة، اللّي ذخرناه صاحب ما طلع صاحب، واللّي جفيناه ماله بالجفا نيّة).
يدخل الشاعر بقارئه في النص ليكون جزءا منه، قاضياً ومتهماً، وحاكماً ومحكوماً، ما يحيل الموضوع إلى ذات، وبرغم أن نزعة عبدالمجيد إنسانية، إلا أن نصّه نصٌّ ثائرٌ على نفسه، وبما أنه شفيف في الواقع تأتي الوصية بكامل أدبيات الثائر الأنيق وإن تخلّت عن بعض معطيات الإنسانية المتحضرة (لا تبتسم في وجوهٍ لونها شاحب، تخفي لك الود في جيب الكراهيّة، ولا تدخل الصحبة اللي عفشها زاهب، او تأخذ الموقف اللّي لحمته نيّة).
وصايا الآباء مقدّسة وإن كنا نتحول بها إلى أسرى يحكمنا من لحودهم راحلون، حتى نقف في منتصف طريق لا ندري هل نكمله بالوصية، أم نتخفف منها ونواصل وإن على غير هدى (فيصل وانا ابوك خلك راعي الواجب، خالك وعمك وجدانك شقردية، لا تتبع المقفي اللي معدنه ضارب، او تصرف الخمسمية عند ابو مية، فيصل وانا بوك خلك سيف ابو طالب، ما ينحني راسك الا عند رجليّه).
ليس بالإمكان أن نميل مع من يتطلع إلى أن يكون النص في ذروة الكمال، ولا أتخيل أن القصيدة الواحدة تستوعب كل مكنونات النفس، وتظل الوصية وِصاية ثقيلة مهما اتسع بطان المعني بها خصوصاً حين تكثر بها اللاءآت (لا ترقب الجغمة اللي في يد الشارب، أو تنتظرها تجي من برق وسميّة، لا تترك الحبل يا فيصل على الغارب، واقنع برزق العصافير السماوية).
لا أتردد في وصف نص الوصية لعبدالمجيد الزهراني بـ(الريبورتاج) القائم على رسم بورتريهي لملامح بشر عاديين ومختلفين (اللاش لا تأخذه لحية ولا شارب، ولا تجي راس حية أو ذنب حية، لا تكمل البيعة اللي حلفها كاذب، ولا تتاجر رخوم ولا شريطية، في رحلة الموج والمجداف والقارب، ناظر لابو نيّتين بعين ابو نيّة).
عبدالمجيد صائد النوعي من الكلام ليحيل صاخب القواميس إلى سهل ممتنع، نتاج مدرسة شعرية عريقة ترفض أن تقفز من فوق سرج حصان الكلمات برشاقة بهلوان حتى وهو موقن أن حصانه سيرديه في الجحيم، ولعل آخر ما يفعل أبو فيصل قطع اللجام في سبيل تحقيق تراجيدية القصيدة.
يدخل الشاعر بقارئه في النص ليكون جزءا منه، قاضياً ومتهماً، وحاكماً ومحكوماً، ما يحيل الموضوع إلى ذات، وبرغم أن نزعة عبدالمجيد إنسانية، إلا أن نصّه نصٌّ ثائرٌ على نفسه، وبما أنه شفيف في الواقع تأتي الوصية بكامل أدبيات الثائر الأنيق وإن تخلّت عن بعض معطيات الإنسانية المتحضرة (لا تبتسم في وجوهٍ لونها شاحب، تخفي لك الود في جيب الكراهيّة، ولا تدخل الصحبة اللي عفشها زاهب، او تأخذ الموقف اللّي لحمته نيّة).
وصايا الآباء مقدّسة وإن كنا نتحول بها إلى أسرى يحكمنا من لحودهم راحلون، حتى نقف في منتصف طريق لا ندري هل نكمله بالوصية، أم نتخفف منها ونواصل وإن على غير هدى (فيصل وانا ابوك خلك راعي الواجب، خالك وعمك وجدانك شقردية، لا تتبع المقفي اللي معدنه ضارب، او تصرف الخمسمية عند ابو مية، فيصل وانا بوك خلك سيف ابو طالب، ما ينحني راسك الا عند رجليّه).
ليس بالإمكان أن نميل مع من يتطلع إلى أن يكون النص في ذروة الكمال، ولا أتخيل أن القصيدة الواحدة تستوعب كل مكنونات النفس، وتظل الوصية وِصاية ثقيلة مهما اتسع بطان المعني بها خصوصاً حين تكثر بها اللاءآت (لا ترقب الجغمة اللي في يد الشارب، أو تنتظرها تجي من برق وسميّة، لا تترك الحبل يا فيصل على الغارب، واقنع برزق العصافير السماوية).
لا أتردد في وصف نص الوصية لعبدالمجيد الزهراني بـ(الريبورتاج) القائم على رسم بورتريهي لملامح بشر عاديين ومختلفين (اللاش لا تأخذه لحية ولا شارب، ولا تجي راس حية أو ذنب حية، لا تكمل البيعة اللي حلفها كاذب، ولا تتاجر رخوم ولا شريطية، في رحلة الموج والمجداف والقارب، ناظر لابو نيّتين بعين ابو نيّة).
عبدالمجيد صائد النوعي من الكلام ليحيل صاخب القواميس إلى سهل ممتنع، نتاج مدرسة شعرية عريقة ترفض أن تقفز من فوق سرج حصان الكلمات برشاقة بهلوان حتى وهو موقن أن حصانه سيرديه في الجحيم، ولعل آخر ما يفعل أبو فيصل قطع اللجام في سبيل تحقيق تراجيدية القصيدة.